أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المجلس الوطني والتدخل الخارجي... الفريدو مولينا

أردت المشاركة في هذا الموضوع الهام، فعلى ما يبدو يسير المجلس الوطني السوري بهمة وحماس نحو التدخل الخارجي والعنيف في سوريا لإسقاط النظام، ورغم كل الشعارات التي يطلقها أعضاؤه إلا أنهم بدؤوا وبشكل مفضوح التحريض على هذا الأمر، ولهذا عدة ظواهر:

أولا- يحار أعضاء المجلس والمعارضون عموما أمام سؤال: ما هو بالضبط نوع حماية المدنيين الذي تبحثون عنه، وغالباً لا يجيب الواحد منهم عن هذا السؤال إلا بمراوغة او البدء بكيل الاتهامات للنظام وكأننا لا نعلم هذه المسألة، حتى أن السيدة غالية قباني في مقابلتها على البي بي سي أمس تملصت من الجواب بدعوى أنها ليست في المكتب التنفيذي وليست في الأمانة العامة، كما أن أنس العبدة وزهير سالم وغيرهم وفي أكثر من مقابلة ولدى سؤالهم عن مسألة حماية المدنيين كان جوابهم أن هناك العديد من الوسائل الدولية "ليس مجال ذكرها هنا" وكأنهم يتكلمون إلى جهلة أو إلى أطفال

ثانيا- يروج المجلس الوطني وعبر موقعه الالكتروني للأخبار التي تتحدث عن الجيش الحر أو التدخل العسكري التركي أو اقتراب بوراج حربية أمريكية من الشواطئ السورية وكأنهم يهللون لهذا الأمر، وأنا أذكر تماما عندما احتلت أمريكا العراق أجرت الجزيرة وغيرها مقابلات مع المعارضين السوريين في الخارج وعلى رأسهم برهان غليون والذي قال بالحرف الواحد أن المعارضة السورية لن تأتي إلى سوريا على متن دبابة أمريكية وها هم اليوم يقبلون شيئاً فشيئاً بخيارات تدمير الوطن وتدمير بنيته التحتية لإسقاط النظام

ثالثاً- إن الكلام عن مناطق عازلة أو ممرات إنسانية هو تماماً مشروع احتلال، فتركيا ذاتها والتي فرضت منطقة عازلة في شمال العراق لا تزال تسيطر عليها حتى اليوم بدعوى مقاتلة حزب العمال الكردستاني، وبناء عليه فإن إقامة مثل هذه المنطقة في شمال سوريا يعني ضمناً أن المجلس الوطني يوافق ضمناً على ضم تركيا لهذه الأراضي ناهيك عن تناسي الحديث تماماً عن لواء اسكندرون أو الأراضي السورية الأخرى التي اغتصبتها تركيا منذ أكثر من مائة عام، وهم بذلك يقومون بما يعيبون النظام عليه، التفريط في الأرض والحقوق

رابعاً- إن مشاركة أعضاء من المجلس الوطني في مؤتمر دولي للأمن في كندا يحضره وزراء دفاع الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهم من المنظرين والساسة {ومنهم إسرائيليون بالطبع} يثير الدهشة في هذا التوقيت بينما هم يعيبون على النظام تواطؤه مع إسرائيل

على المعارضة أن تتنبه إلى حقيقة أن الشعب السوري وفي إحدى الجمع قد اختار المجلس الوطني لتمثيله، وهي تكليف وليست تشريفاً، وعليهم أن يتنبهوا إلى أن هذا الشعب لم يعد ليسكت عن الخطأ فقد نفض الغبار عن عيونه وقلبه وآن أوان العمل

(111)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي