أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين حمص و حلب: بين الحق...والباطل... مفتي الثورة

بين حمص و حلب:
بين الحق...والباطل
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد الأنام والمرسلين وعلى آل بيته وصحابته أجمعين:

أتذكر جيدا منذ عدة أعوم التحدي الذي حصل بين حمص وحلب والتصعيد الذي حصل بين الشعبين حقيقة نتيجة نزاع بين فريقي الكرامة الحمصي وفريق الاتحاد الحلبي لكرة القدم حول أحقية كل منهما بلقب الدوري المحلي والذي انتهى بإقامة مباراة فاصلة بين الفريقين في مدينة اللاذقية لتحديد الفريق الفائز ببطولة الدوري السوري

يومها أكثرت من دخولي إلى المنتديات الحلبية على النت فاندهشت لما رأيته في هذه المنتديات من عدة أمور:

*- جهل فظيع ومستوى ثقافة منخفض متدني وخطاب فيه الكثير من الغرابات

*- جاهلية فظيعة وتجييش كبير وشعور غريب بالعظمة والاستعلاء وبأنهم أمة منفصلة عن كل الشعب السوري ولا زلت أتذكر كيف كانوا يهاجمون جماهير كل الأندية الأخرى والمدن الأخرى ويفتخرون بانتمائهم لحلب ولا يعنيهم أي أحد آخر في سوريا

ثم تأكد لنا كل هذه الملاحظات عندما سافرنا إلى اللاذقية فهالنا ما رأينا من توافد جحافل من الشباب والعائلات الحلبية قبل المباراة بأيام حتى أنهم سكنوا بعض المناطق هناك بكثافة عالية ورفعوا راياتهم وأعلامهم الحمراء كمنطقة رأس البسيط الساحلية التي زرناها قبل المباراة بعدة ساعات وكنا نفكر بأن نستمتع قليلا بشاطئها الجميل لكننا لم نقدر على النزول من السيارة التي كنا نستقلها للانتشار الكبير للحلبية هناك وتجول حافلاتهم بالأعلام والصيحات المستفزة وكنا نلاحظ عصبيتهم البالغة وتعرضهم لبعض الجمهور الحمصي بالضرب أو السب والتنكيل, ومن ثم لاحظنا همجيتهم وتصرفاتهم الغوغائية عند دخولهم الاستاد

المهم انتهت المباراة بخسارة الفريق الحلبي بعد أحداث دراماتيكية و خرج جمهورهم خاسرا غاضبا حانقا وبدؤوا يتقاتلون فيما بينهم وكنا نلاحظ أن الشعب في اللاذقية كلهم مع الحماصنة الذين يشعر الجميع في سوريا تجاههم بالود والمحبة لطيب سجيتهم وحسن خلقهم و دماثتهم وخفة دمهم

بعد هذه المباراة دخلت للنت فوجدت ما كان قبل المباراة مستمرا وكانت الجماهير الحلبية تصب جام غضبها على اتحاد الكرة السوري وتصف فريقها بالبطل غير المتوج

قد يتساءل كثيرون ما علاقة هذا الحديث بالثورة السورية وبما يجري على أرض وطننا الغالي

أقول بأن ما تكلمنا به وما سنذكر الآن من مشاهدات وحقائق قد تفسر كثيرا سلوك الحلبيين وهذا الهدوء الذي تعيشه المدينة رغم أن جميع البلاد حولها تغلي

- أحد المتصلين على قناة الجزيرة من حلب منذ بضعة أيام حقيقة أدهشني عندما بدأ يتباكى ويستعطف الطرفين المتنازعين أن يدلوه على الحقيقة وقال أنه يتفرج على قناة الجزيرة وعلى قناة الدنيا فلا يعرف مع مين الحق وأنه حزين على الشهداء الذين يتساقطون في سورية لكنه بنفس الوقت يناشد الرئيس الأسد الذي يحبه!!!!!! أن يعجل بالإصلاحات وأن يكف يد الأمن والجيش عن قتل الشعب والذي أضحكني وأبكاني أنه قال أن أهل حلب شجعان ولا يهابون الموت ولكن ما يمنعهم من الخروج أنهم لا يريدون زيادة الفتنة والتفرقة بين السوريين!!!

ودعا الجميع إلى ضبط النفس

حقيقة لا أعرف على أي كوكب يعيش مثل هؤلاء وإذا كان أهل حلب لا يعرفون أين الحقيقة ولا يدرون حقيقة القتل والذبح والانتهاكات التي تجري في سورية فلا حرج إذا أن لا يدري من هو بعيد عن سورية الحقيقة فيها

وإذا كنت تدري فتلك مصيبة وإذا كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

- ما شاهده كل السوريون أن أهل حلب لم تقم قائمتهم لا على قتل الأطفال ولا على التعذيب الوحشي للرجال ولا على خطف و اغتصاب النساء ولا على محاصرة المدن والقرى وترويع أهلها وبعضها على بعد عدة كيلومترات منهم ولا حتى على الشكوك التي قامت على قتل المفتي عندهم...... ولكنهم انتفضوا واحتجوا وقامت قائمتهم على قرار تعليق الاستيراد الذي أصدرته الحكومة مؤخرا مما اضطرها إلى التراجع عن هذا القرار بعد أيام على استصداره وكان أول المباركين طبعا أهل حلب وغرفة تجارتهم!!!!؟؟؟

- يرقصون على أشلاء ودماء السوريين:

ما ضاعف حيرتنا وجعلنا حقا نتساءل هل أهل حلب يشعرون بالانتماء إلى التراب السوري وهل يعدون نفسهم جزءا من نسيج الشعب السوري هو ما شاهدناه من مشاهد يندى لها الجبين وتبعث على الاشمئزاز من الاحتفالات التي قاموا بها في الساحات العامة والتجمعات الكرنفالية قرب قلعتهم بينما الشعب السوري يذبح في بقية بقاع الوطن وكلنا نسمع عن أعراسهم الصاخبة ومهرجاناتهم وحفلات المطربين على الأراضي الحلبية بينما يكفكف الشعب السوري دمه ودموعه!!!!؟؟

وهذا والله لا نعلم له تفسيرا.. هل هم يهود .. ألا يملكون قلوبا تخفق....هل ماتت أفئدتهم....أيعيشون على كوكب آخر حتى لا يعلموا بما يحصل حولهم من فظاعات

لقد حاول النظام جاهدا إقامة مثل هذه الاحتفالات والتجمعات الكرنفالية في مدن أخرى كحمص وحماة وغيرها لكنه فشل فشلا ذريعا... فلماذا نجح بامتياز في حلب, هذا الكلام هو لمن يقول أن هذه الاحتفالات في حلب هي من تدبير النظام وله نقول أن النظام بالطبع هو من يدفع بهذا الاتجاه ولكن نسأله لماذا نرى كل هذه الأعداد تجتمع عندكم؟؟؟

- أكاد أنفجر غيظا عندما يتصل بي بين الفينة والأخرى تاجر حلبي صديق لي يطمئن علينا ويسأل ماذا يحدث عندكم وكيف أوضاعكم ثم يتذرع بأنه لا يتابع التلفاز الذي أهمله من بيته,

حقيقة لا أعلم ما يختلج في صدر مثل هؤلاء وفي ضمائرهم .. ألا يخجلون من أنفسهم،إذا كان مقبولا أن لا تتابع الأخبار وأن لا يكون لديك تلفاز في الظروف العادية فكيف يتقبل عقلك وضميرك هذا الأمر والبلاد من حولك تغلي وجيرانكم يعانون ما يعانون..... والله إن هذا لشيء عجيب

- صديق آخر تاجر من حلب كلما اتصلت به لغرض تجاري يقول لي أنتم يا حماصنة ما بدكم تبطلوا هالشغلات

ما بدكم تقعدوا عاقلين،مرات عديدة أهم بأن أرد عليه بأسلوب يليق به وبأمثاله لكنني أخفف لهجتي للاعتبارات الأمنية وحتى لا أقطع مابيننا من وشائج.

- لا أعلم ما أقول هنا إذا أردت أن أسرد لكم قصص عن حلبيين في المهجر يعملون في الخليج العربي لا تختلف نظرتهم عن أقرانهم الموجودين في حلب،القضية كلها في نظرهم مؤامرة خارجية وعصابات وأعمال شغب من أهل حمص المشاغبين بالذات!!! يبدو أن مورثات الخسة والغباء موجودة في دمائهم حتى ..؟؟؟!!

كلهم ما شاء الله يتابعون أخبارهم من قناة الدنيا ويخافون من متابعة قنوات أخرى كالعربية والجزيرة وغيرها

اللهم إلا القناة السورية أو قناة المنار أو من لف لفهم وأحدهم رمى يمين الطلاق على زوجته إن هي تابعت قناة الجزيرة بعد أن ضبطها مرة تتفرج عليها!!!

- شعب ميت: حقيقة أخجل أن نطلق هذا اللقب على أهل حلب ولكن يبدو أن الكل في سوريا وحتى في خارجها بات مقتنعا بهذا اللقب, أحب أن أذكركم كم مرة حاول الكثير إيقاد جذوة الثورة في نفوس الحلبيين

كم مرة حاول معهم أعضاء صفحة الثورة السورية والهيئة العامة ،كم حاولوا أن يطلقوا أسماء تتعلق بحلب على أيام الثورة،كم ركزت قنوات التلفزة التابعة للمعارضة على حلب وعلى بركان حلب وتفاءلوا خيرا من اليوم الذي أطلقوا عليه بركان حلب ولكن ما حدث هو قيام بعض المظاهرات الطيارة من بعض شرفاء حلب وكان عمودها الفقري أهل المناطق الأخرى الذين يقطنون أو يدرسون في حلب،لكن ما حدث بعد ذلك هو أن انطفأت جذوة هذه الاحتجاجات وخاصة بعد رمضان

كم حاول الشيخ عدنان عرور وغيره من المشايخ ورموز المعارضة أن يشجعوا الحلبيين ويبعثوا فيهم الهمة كم ذكروا أنهم متأكدون أن حلب ستقوم. كم ناشدوهم واستعطفوهم بدون جدوى. ولم يحصلوا إلا على الخيبة

لم يؤثر فيهم تعذيب حمزة الخطيب ولا قتل وتعذيب النساء ولا تدنيس المساجد وقصف المآذن ولا مشاهد الأطفال والنساء والرجال المعذبين ولا كفر رجال النظام واذلالهم الناس

حقيقة ينطبق عليهم شعر نسيب عريضة:

كفنوه وادفنوه..... إنه شعب ميت ليس يفيق

أخيرا زبدة الكلام :

بعد كل ما ذكرناه عن أهل حلب هل لا زلتم تشكون أن حلب يمكن أن تقوم إلى جانب أخواتها في الثورة السورية!!

أنا متأكد أنكم استشفيتم مما ذكرناه عن أهل حلب النقاط التالية:

- يحبون المال حبا جما ويعيشون لأجل مصلحتهم ولا يهمهم في الدنيا غير مصلحتهم وكلهم تجار على اختلاف مستوياتهم

- يعتبرون أنفسهم شعبا مستقلا وأمة قائمة بذاتها

- يحاولون أن يعطوا لضمائرهم وعقولهم وقلوبهم جرعة راحة بأن يستقوا أخبارهم من المصادر التابعة للنظام ولا يسمحوا لأنفسهم أو ممن يتبعهم أن يتابعوا الأخبار من مصادر محايدة أو تابعة للثورة وذلك بالإضافة إلى أجواء من الجهل الكبير والمصلحة

- بعض فلسفتهم قائم على منطق أعرج هو أن الرئيس السوري ملاك ومصلح وحريص كل الحرص على مصلحة شعبه لكن العيب في بعض حاشيته وأجهزة أمنه ومازال هذا رأيهم من بداية الأزمة حتى الآن وما رافق ذلك من قتل وفظائع!!!؟؟ حقيقة إنه لمنطق عجيب لم يعد يؤمن به حتى أشد المتحمسين للرئيس

- هذا بالإضافة إلى ما يعرف عنهم من سيطرة للفكر الصوفي ومشايخ السلطة المخدر الذي هو للأسف أفيون يقعدهم عن كل همة ومروءة



حقيقة أتمنى من كل قلبي أن تكون كل تحليلاتي خاطئة وأن يفاجئنا أهل حلب بالتحرك والانتفاضة

طبعا ما ذكرته عن أهل حلب لا يشمل الكل فيوجد الكثير من الشرفاء والذين يعملون ويضحون على الأرض وقد تعرضوا للاضطهاد الشديد وهم من أجل المجاهدين،لكننا نتحدث عن الأغلبية الساحقة من أهل حلب للأسف!!

والله ولي التوفيق

(126)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي