قلنا وكررنا أن المسؤول الأول والأخير عن اغلاق معبر رفح وتحويل قطاع غزة لسجن كبير هو عصابة محمية المقاطعة في المنطقة السوداء من رام الله المحتلة، وحاورنا وناقشنا وعبر كل الوسائل، بل وتحدينا أن يخرج اي فرد من أفراد هذه العصابة ليطلب من مصر فتح المعبر رسمياً حتى يخلوا مسؤوليتهم من الأمر الذي طالما تبجحوا به، وواجهنا الاتهامات والادعاءات بعد تناول موضوع المعبر ودور عصابة المقاطعة في حلقة خصصت لهذا الأمر يوم 24/07/2007 من خلال برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة الفضائية.
خبر مفرح للقلب ومدمع للعين هوعبور الفوج الأول من حجيج قطاع غزة معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية في طريقهم لأداء مناسك الحج في الديار المقدسة، عبروا دون تدخل من الاحتلال أو أذنابه وبشكل مباشر كرّس حقيقة أن المعبر هو بالأساس فلسطيني مصري، وفي رد مباشر وعملي على ادعاءات حكومة عبّاس وابواقها والتي قالت أنه لا حج هذا العام إلا من خلالهم، وبشروطهم، وبالطريق الذي حددوه، بل زادوا على ذلك في بيان أصدرته هيئة الحج والعمرة التابعة لهم بتاريخ 20/11/2007، وبأسلوب لا يليق بهئية دينية مفترضة، أنهم الصادقون الأمينون وغيرهم كاذب مخادع، فقال بيانهم في بداياته:أن الهيئة ترحب بأية جهة تستطيع إدخال الحجاج عبر معبر رفح البري متمنين أن تكون هذه الجهة صادقة وقادرة علي ذلك وليس من باب الادعاءات الكاذبة لتخدير الجمهور وتزييف وعيه وخاصة أن موعد السفر سيكون بعد اقل من اسبوعين وستتضح الحقيقة حينها كالشمس الساطعة".
وأضاف بيانهم في نهاياته: "أمام إصرار غزة علي عدم تسليم الجوازات ورسوم الحجاج من اجل إتمام المعاملات اللازمة سعت الهيئة للبحث عن حلول بديلة حتى لا يحرم أهالي غزة من الحج وقد ذللت الهيئة كل العقبات لسفر حجاج غزة عبر معبر ايرز وحيث أن الهيئة تتعامل مع شعبنا بشفافية ووضوح وبدون كذب وخداع فإنها تعلن أنها لا تستطيع نقل الحجاج عبر معبر رفح نتيجة لتعنت الجانب الإسرائيلي ولدينا موافقة عبر ايرز فقط ومن يستطيع فتح معبر رفح للحجاج وإخراجهم من خلاله سنكون له من الشاكرين فرصيدنا هو الصدق وهذه قدراتنا ومن أراد أن يكذب علي شعبه فهذا شأنه وسرعان ما سيكتشف هذا الشعب الفرق بين الغث والسمين والصادق من الكاذب والله ولينا ونعم الوكيل" .
تحدً واضح وثقة زائدة بالمحتل سيدهم، وتثبيط واحباط لأهلنا في القطاع، وها نحن اليوم أمام حقيقة عبور حجيج بيت الله الحرام عبر معبر رفح، ترى من الكاذب ومن الصادق؟ وهل سيلتزم عمّال حكومة عصابة المقاطعة بوعدهم ويكونوا من الشاكرين؟ أم أن الصدمة ألجمتهم كما ألجمت غيرهم، وجعلتهم يتهمون الحجيج الآمنين الملبين عبر مواقعهم الصفراء بإثارة الفوضى على المعبر؟
باختصار نقول:
- عبور الحجيج اليوم يؤكد أن هيئة الحج والعمرة التابعة لعصابة المقاطعة ليست أهلاً ولا أمينة على الحجيج لأنها وببساطة شديدة قد أعلنت افلاسها وفشلها في البيان المذكور ورفعت يدها بالكامل، إما تقصيراً وهذا في أحسن الظن، أو امتثالاً للاحتلال وأوامره وهذا أغلب الظن.
- إن اغلاق المعبر وبحجة التنسيق الأمني ورفض الاحتلال فتحه هو ذريعة من يتواطأ مع المحتل لحصار شعبنا، وما تصريحات فيّاض والمالكي وجمال نزال وعبد ربه عنا ببعيدة.
- الادعاء بأن دخول الحجيج كان بطلب وتنسيق من محمود عباس حتى لا يحرموا من أداء المناسك وابعاداً لهم عن المناكفات السياسية، واضافة لكونه نكتة يمنّي أصحابها أنفسهم بدور وهمي لهم، هي دليل ادانة آخر أنه من يقف وراء الاغلاق.
- دخول الفوج الأول يثبت بشكل لا مجال للشك فيه أن المعبر هو شأن فلسطيني مصري بحت، ويجب أن يبنى عليه لفتحه بشكل رسمي وكامل.
- عبور المرضى والطلاب وأصحاب المصالح والأسر لا يقل أهمية عن عبور حجاج بيت الله الحرام.
- حتى لا ننسى أصحاب الفضل من الذين صدقوا وعدهم، علينا بتوجيه التحية لوزارة الأوقاف في غزة، وعلى رأسهم د. يوسف المنسي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، ود. صالح الرقب وكيل الوزارة، لدورهم واصرارهم على أنه لا حج من القطاع هذا العام إلا من خلال معبر رفح، وكذلك لوكالات السفر في قطاع غزة التي تعاملت مع الأمر بكل مهنية.
- والأهم هو أن نتوجه بالشكر لمصر على فتح المعبر اليوم، راجين أن تقوم بالخطوة الأكبر وهي اعلان فتح المعبر رسمياً وبشكل كامل وعلى مدار الساعة، واستكمال حرية قطاع غزة المحاصر والسجين عبر اغلاق المعبر، مستذكرين أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعد أكثر من مليون ونصف لم يشأ يوماً أن يحرج مصر أو ينتقص من دورها، والتزم واحترم الحدود الفاصلة بين الأهل على جانبيه، وكله أمل أن يدخل مصر من بوابتها التي نقش عليها من قرآننا الكريم من سورة يوسف، الآية 99: " ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ"
مهما تآمرت عصابة محمية المقاطعة، ومهما نسقوا وتعاونوا لن يكسروا ارادة شعبنا، لكن مؤامراتهم هي التي ستتكسر على صخرة صمود وارادة واصرار هذا الشعب العظيم.
صدقوا وكذبتم، وأوفوا وغدرتم، وأعزهم الله وأخزاكم يا حكام محمية المقاطعة في المنطقة السوداء من رام الله المحتلة، فهل لديكم رد أو اعتذار أو شكر؟
حج مبرور وذنب مغفور.
03/12/2007
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية