أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وبعد انابوليس ..ماذا تنتظر أيها الفلسطيني؟ ... محمد الوليدي

سألني صديق لماذا لم أقل رأيي في مؤتمر انابوليس،فقلت له عندما كتبت "سادية أمريكيا في طريق الدموع " كنت قد كتبت عن هذا المؤتمر، وحسنا فعلت صحيفة الأنباط الأردنية عندما أخرت نشر المقال حتى صبيحة انعقاده.
بربكم في ماذا أختلفت العرب التي حضرت هذا المؤتمر والمؤتمرات التي سبقته عن الثلاثمائة والخمسين من رعاع الهنود الحمر الذين استطاعت الحكومة الأمريكية جمعهم من أجل التوقيع بريش النعام على أتفاقية الخداع التي بموجبها رحلت الهنود الخمر عن أراضيهم عام 1838 مقابل أربعين دولارا لكل شخص من الموقعين .
مع أني اظلم الكثير من هؤلاء الرعاع ،فأكثرهم لا يعلم على ماذا وقع ومنهم لا يعرف ما في هذه الأوراق التي مرروا ريش النعام عليها .
أما العرب فتعلم ،وهم جزء من الكومبارس في هذه المسرحيات التي طحنت فيها القضية الفلسطينية على مدى عشرات السنين،وقد علمتم عن اللقطة الغير متقنة اخراجا والتي صرخت فيها البطلة كوندليزا رايس في وجه الممثل الصغير والغير قدير محمود عباس وطردته بدعوى أن له رأيا لا يتوافق مع نص المعد (الأرادة الأمريكية الصهيونية).
بعض الفلسطينيين والعرب صدقوا أن عباس حضر المؤتمر من أجل عيون فلسطين ،حتى أن بعضهم وصف خطابه بالتاريخي!،وهنا نظلم الهنود الحمر مرة أخرى ،لأنهم لم يتركوا حيا من هؤلاء الرعاع على وجه الأرض من الذين وقعوا على التنازل ،فقد أعتبروا حتى مجرد التفاوض على مسألة كهذه جريمة ،فأين نحن من الهنود الحمر ؟
قمة المأساة أننا نكرم شهود الزور هؤلاء،أحياء وامواتا ،نعم، فحتى موتهم صار نقمة علينا ،ونعلم كم كلف قبر ياسر عرفات، في حين مدينة تدعى غزة تموت جوعا،مع أنه لم يذهب في الخيانة الى الحد المطلوب منه، أذن كم سيكلف قبر محمود عباس .. وعلى أي فلسفة سيبنى .. ؟؟ آه يا وجعي..مع أن ذلك ليس من مسؤولياتنا بل مسؤولية المقابل ،حيث لا يكون أي داعي لفلسفة المؤقت أو فوق ماء أو نار.
اما آن ان تستيقظ أيها الشعب الفلسطيني..كم سنة وأنت تنتظر ...أجيال تمضي بحسرتها ،وها أنت من مذبحة الى مذبحة ،ومن رحيل الى رحيل ،ومن لجوء الى لجوء ..مخيمات جديدة تبنى لك ..وصلت الى الهند والبرازيل ،وبلاد العرب مفتوحة لمن هب ودب ،ويدعي أسيادها الآن أنهم حضروا "انابوليس" من أجلك!.
وماذا فعلت لك العرب ووفودهم،وتذكر أنه في أحلك ظروفك أن أحد الوفود العربية التي جاءت لأحدى المؤتمرات من أجل فلسطين!،لم ينس فلسطين فحسب،بل نسي حتى بلده بمجرد أن هذا الوفد رأى العالم الجديد،فظل سائحا في بلاد الغرب لمدة عامين حتى عاد الى بلاده،وأسألوا جامعة الدول العربية.
هل تصدق أن عباس وقريع وعبد ربه وبقية العصابة تهمهم فلسطين ،هل نسيت "المقاولون وأسمنت الجدار الفاصل".
كم من المؤتمرات والمفاوضات التي شهدتها ..وبماذا جاءت لك ؟ كلها كلها كانت من أجل تخديرك ..حتى جسد المريض لا يتجاوب مع المخدر ان طال التخدير طويلا.
هل تصدق أن عدوك الداعي للمؤتمر تهمه مصلحتك ؟ انظر ها هو دمك ودم أخوتك لم يجف من على يده بعد..هل تصدق أنه سيترك ربيبه الصهيوني ويقف في صالحك؟ .. أذن آن لك أن تسيقظ من غفلتك..قبل أن يفوت الأوان وتصرخ صرخة الهندي الأحمر جونالوسكا في طريق الدموع "ألهي ..لو كنت أعلم.. " أو مقولة الأعرابي "أوسعتهم شتما وأودوا بالأبل ".

(136)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي