أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد .... "بابا عمرو" ..."دير بعلبة" هيروشيمات القرن... ماجد الشيباني *


مسلسل القتل والسحل والتنكيل، رائحة الدخان والموت المعتق بالكره على مظاهر الحياة في عروق الهاتفين بـ "لا" لنظام الزمرة الأسدية المستأسدة، الدمار يتمدد في كل اتجاه، دبابات الإصلاح وعصابات المرتزقة الأوباش بيادق المهام القذرة للطغمة الأسدية تعيث فساداً وإفساداً، توزع الموت والدمار في كل اتجاه، غربان الجو تحوم فوق المدن والبلدات وتصب حممها على رؤوس المدنيين الرافضين للظلم والقهر المزمن، صليات البنادق والرشاشات وحمم القذائف، جثث مقطعة، أجساد أنهكتها سياط السجان، وعيون اقتلعتها مخالب أزلام النظام المعمدة بالدم، حرائر وراء القضبان وفي أقبية التعذيب، مداهمات، اعتقالات، اجتياح لمدن وبلدات وقرى، مآذن تحولت لأهداف سهلة لمدفعية دبابات إصلاح النظام، المدارس، الملاعب الرياضية والصالات، ملباني حكومية، ثكنات عسكرية حبلى بالمعتقلين المقطعة أوصالهم ينتظرون حتفهم على أيدي جلاديهم، مقابر جماعية لمعتقلين ومصابين وحتى أحياء في أنحاء سوريا، أحياء كاملة في محافظات سورية غدت مساكن للغربان تعيث بها دبابات النظام قتلاً وتدميراً، أصبحت تلك الأحياء أشبه مايكون بـ "هيروشيما" و" ناغازاكي" القرن الحادي والعشرين، بابا عمرو، باب السباع، دير بعلبا، درعا، ادلب، حماة الجريحة، جسر الشغور، جبل الزاوية، مدن منكوبة، يعرفها العالم، مناطق منكوبة بامتياز، قطع الماء والكهرباء والاتصالات، حرمان المدن الثائرة من الطحين والدواء، قصف سيارات الاسعاف المتوجهة لاسعاف مصابين، استيلاء أجهزة الأمن على المستشفيات وخطف النزلاء المصابين من جراء رصاص الأمن، بيوت قصية تحولت لمشافي ميدانية لإصابات بليغة بعيداً عن أعين السلطات، نشرات أخبار لتلفزة تحكمها عصابات النظام السوري تفوح بأكاذيب لايقبها عقل، أبواق منتفخة الأوداج تتفتف على الهواء تكيل الاتهامات للمدنيين العزل، ترمي بتهم معلبة بين عصابات مسلحة قادمة من فضاءات مجهولة، ترمي على المطالبين باسقاط النظام ولاتقترب من مسيرات "المنحبكجية"....!!؟؟، مسيرات مليونية تنظمها أجهزة المخابرات من الطلبة والموظفين والعمال والعساكر، يافطات تمجد ببطولات القائد الأب والإبن وانجازات المسيرة الملطخة بالدم، مأجورين تحت مسميات محللين..؟ وليسوا بأكثر من محللين لطلاق النظام البائد، وظفوا جهلهم وحقدهم وفذلكاتهم لنفث سمومهم في تدبيج تخريجات لجرائم النظام وأجهزة المخابرات، عناوين تملأ الأفق منذ أكثر من ثمانية شهور من عمر الثورة السورية ضد نظام الأسد الطاغية منذ عهد الأب حتى الإبن، لنظام مارق على الأخلاق والسياسة والأعراف البشرية، مسكون بالقتل والنهب والسحل والترويع والتنكيل دون وازع من ضمير، ومئات الألوف تواجه آلة القتل بصدورعارية تهتف بإسقاط النظام ورموزه.
السعب السوري حسم قراره في اقتلاع النظام بعد عقود من الظلام والقهر، واستلاب الحريات وتغول أجهزةالمخابرات، وتعطيل مؤسسات الدولة لتحول سوريا لمزرعة يمتلكها مجموعة من القتلة، والسابحين في فلكهم، من قطعان الزاحفين على الركب الهاتفين بحياة رأس العصابة وأمجاده، وبعد الشهور الثمانية من عمر الثورة ضد نظام البغي وجرائم الإبادة لازال النظام يتخندق في فوهات مدافع الدبابات وراء متاريس الحقد والتدمير، يروج لما يسميه إصلاحات، بعد ما أصابه من حالة إسهال في استصدار المراسيم والقرارات التي لاتساوي ما كتبت عليه من ورق، وحالة الخرف والصبيانية التي أصابت رأس النظام ومساعديه وصناع القرار في الغرف السوداء وأقبية المخابرات، واعتمد منذ الأيام الأولى على مجموعة الأبواق لتجميل الوجه القبيح رموزه، وعلى دبابات وقطعان الأمن والشبيحة على الأرض للقضاء على المدنيين المنادين باسقاط النظام، وتماهى مع أكاذيب فرسان منابر الخداع والوهم وأصحاب عمائم السلطة المأجورين، وممارسة أبشع أنواع وألوان التشبيح التي بدأت في تصريحات رأس النظام في زلزلة الأرض في المنطقة والعالم، وتأكيدات وليد المعلم على مسح أوروبا من الخارطة الدولية، وحملة الندب والردح والسب والشتم للمسمى مندوب النظام في الجامعة العربية "ينتسب إلى آل الأسد بزواجه من كريمة جميل الأسد"، والتعبير عن مكنونه وسلوكيات وأخلاقيات النظام الذي يمثله في توجيه أقذر أنواع السباب والشتائم لزعماء الدول العربية والتي عكست بكل شفافية عن طبيعة النظام المارق الذي يمثل أحد أهم أعمدته ورفضهم للقرار وما جاء فيه، لمدة 24 ساعة، فعاود النظام ورموزه في استجداء الجامعة العربية والتعبير عن تمسكهم بمبادرة الجامعة العربية التي رفضوها في الأصل بعد الأخذ بالمهلة المعطاة في ثناياها، وزاد النظام باستعداده لاستضافة أية لجان مراقبة عربية و أية وفود إعلامية لتراقب على الأرض في خطوة مكشوفة رخيصة لم تمر...؟؟؟ وزاد عليها وزير خارجية النظام توجيه دعوة عاجلة للأمانةالعامة لجامعة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة لتدراس الأزمة السورية "كما يسميها النظام"...!! بعد أن خسر كل الألاعيب التي من الممكن اللعب بها، ويدرك ومعه العرب والعالم أجمع أن النظام السوري لايمكنه ولا بأي شكل من الأشكال الأخذ بأي مبادرة بعد أن أصاب التكلس مفاصل النظام، ولايمكنه أن يضع رموزه وممثليه أمام استحقاقات الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين، حيث يتوجب عليه تبييض السجون من معتقلي الرأي "وقتل أغلبهم" وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين "وعليه عندها توضيح مصير مجهولي المصير منهم رغم أنهم في عهدة أقبية مخابراته"....؟؟؟ ويدرك النظام أنه بمجرد انصياعه لنقطة توفير حماية المدنيين خلال التظاهر ستتحول سوريا بكاملها إلى ميدان واحد حتى إسقاط النظام ولم يعد بمقدور أجهزة المخابرات حينها إجبار السوريين على المشاركة في مسيرات التأييد المفبركة بأمر النظام، ولن تنفك الساحات إلا باسقاط النظام ومحاكمة الجلادين وتقديمهم للقصاص العادل، والنظام يدرك كل ما يدور من حوله، فهو يحاول متابعة اللعب على الوقت والاستفادة من المهل في انتظار المعجزات والقضاء على الثورة ليس إلا.....بعد أن فقد صوابه من جراء قرار الجامعة بتجميد العضوية وجدية العرب التي لم يتوقعها في ذلك، وإدراكه في جدية المجتمع الدولي أيضاً في رفض ممارسات النظام السوري، والدعم الدولي المتزايد لمطالب السوريين في الحرية والديمقراطية والكرامة التي افتقدوها منذ عقود أربعة مضت.
النظام السوري يدرك بما لايدع مجالاً للشك أنه فقد مقومات وجوده، ويمارس لعبة ذر الرمادد في عيون أزلامه بعد إدراكه أن اللعبة انتهت، وهي محاولات مستميته من طرف رأس النظام لدفع أية أثمان مقابل وجوده وخلاصه من ثورة أكلت أطرافه، وزعزعت عرشه، ولايهمه أي أثمان يدفع، بعد أن قام منذ سبعينيات القرن الماضي بدفع أثمان غالية لاتخفى على أحد...؟ ويمارس النظام هذه الأيام أبشع وأرخص لغة خطاب عرفتها الأنظمة القمعية في العالم بعد أن تهالكت نظرياته وادعاءاته ومحاولاته في البقاء، حيث من المتوقع قيام النظام بحملات تجييش طائفية ومذهبية وتصعيد على الجبهة الداخلية لبعثرة الصفوف واللعب على إرهاب الأقليات واستهدافهم المزعوم والعمل على استئصال الأكثرية من أجل عيون بقاء الأسد وزمرته في الحكم الذي ورثه في غمضة عين..... في الوقت الذي تزداد في الثورة زخماً وتواصل من نوع جديد رغم سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام وحفلات الإبادة الجماعية اليومية التي ترتكبها قوات الأمن وقطعان الشبيحة والطائرات المقاتلة التي بدأت مسلسلاً جديداً في فصول الإبادة البشرية من السماء، والأيام القليلة القادمة ستشهد الفصل الأخير في رواية النظام المستبد المأجور، وليبدأ فصل جديد من سوريا الحرة الديمقراطية بعد اقتلاع النظام ومحاكمة رموزه.......إن غداً لناظره قريب...؟؟
* صحفي سوري مغترب

(97)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي