بداية لا بدّ منها : " ما أن يوجد الإنسان في العالم ... حتى يجد نفسه بين هاويتين : حياته و موته .... وبينهما طبيعته البيولوجية أو الغريزية
وهنا يقع الإنسان في التيه و الضلال ويسعى جاهدا يتعرف على ذاته على اساس انه حامل لأعباء تاريخ و لغة و أسير إيديولوجيات ...
إلى ان ينجو بنفسه و يسكن إلى ما يريحه ويروح عنه .... وينظر بعد ذلك إلى الوجود بهدوء وقناعات ومذاهب أو مواقف متمردة أو خانعة ...
إلا انه يخضع لمقتضيات إلحاح و اطمئنان ويستمر في عادات حياته إلى ان يتلاشى و يزول نهائيا من جراء الموت "
أزماتهم تصنع حلاً ... وحلولنا تصنع أزمة .
نحن وعن غير قصد ... نعيش انفعالية العصر الحالي لا فعالياته ...
فإذا كانت مقولات و طموحات جيل الطليعة من العروبيين في عالمنا العربي
فيما يخص قدرة العرب على تغيير الواقع قد أصبحت مجرد ذكريات و أدبيات .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن و بشدة ...
أين ذهبت تلك الحقبة التي نمت الشعور القومي العربي .
إني لا أراها اليوم تشكل منطلقا للحياة السياسية الثقافية للعالم العربي بأسره
وتحورت العروبة من إديلوجيا فكرية ثقافية سياسية رئيسية في العالم العربي ... إلى موضوع هامشي على جانب الحوارات و المؤتمرات العربية .
في هذا السياق نرى ان وضعية العرب في العالم عموما تأثرت بالتحولات السياسية و الثقافية و الأمنية الكبرى التي طبعت العقود الأخيرة من القرن الماضي .
وفي مواجهة هذه التحولات العميقة كان على العروبيين إعادة طرح صيغة العروبة بطريقة مختلفة و البحث عن تلك الحساسية الجديدة التي يمكن من خلالها استكشاف فضاءات جديدة
يمكن للعروبة فيها ان تكون راهنا بالمعنى الجمالي و السياسي ايضا .
اعتقد ان الوعي بوجود مشكلة تواجه العرب موجودة ... حتماً ... وبوجود تحديات في الواقع تفرض تغييرا في طبيعة و آلية علاقة حكامنا بجماهيرهم .
لكن وكالعادة لم يتم تكريس اي مصطلح كتوصيف مباشر لحل مجموعة المشاكل التي نتجت عن ثقافة عصرنا الجديد .
إذا كان العرب في العالم عامة و في وطنا العربي خاصة غارقون في الأزمة التي لم يعفر كنهها احد بعد .
فأنا أقول من خلال ملاحظتي لتجارب الغير ... ان الحلول تولد من الأزمة ذاتها ..
بمعنى ان الأزمة إن وجدت في مجتمع ما ...تشكل مادة دسمة للمفكرين لإيجاد حلول جذرية لها .
بشرط وحيد هو وجود حراك و نمو و وعي ثقافي فكري سياسي عقائدي في المجتمعات .
ها انا اليوم بينكم .. أضعت جوهرتي الثمينة .
طوفت في كل الرمال ... فتشت كل الجبال .
لم الق إلا الحقد يدمي راحتي .. والعقم يمضغ فقركم .
غصت في أبحاركم لم اجد غير الرمال و الصدف الغريق.
وحصى من الوقت العتيق ... والقش يطفو و الدود يأكل شطكم .
لكن تذكروا .....
إن أزمة بحجم الأزمات الراهنة و الحروب على العروبة عامة و العرب خاصة و الإقتال العربي العربي يجب ان يشكل عبرة ... قد نستفيد منها وقد تستفيد الأجيال القادمة.
وهذا سؤالي ... فهل يا ترى لكل سؤال " جواد "
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية