أن يكتب المرء مقالة" أو عدة مقالات تدخله السجن فليس هذا دليلا" كافيا" لإثبات المعارضة الوطنية.
فما أكثر الذين زلّ قلمهم من دون قصد وانتهى بهم الأمر في المعتقل.
وما أكثر الذين كتبوا ضدّ نظام الأسد ومخلوف لمصالح شخصية بحتة لا علاقة لها بالوطن.
وأن تعتقل لأسبوع أو عدة سنوات بسبب أفكارك، فليس هذا دليلا" كافيا" أيضا" لإثبات المعارضة الوطنية.
فنحن في بلد يعتقل فيه الإنسان بسبب نكتة أو تعليق ومن دون قصد أيضا".
قبل دخول السيد ميشيل كيلو إلى السجن كانت أفكاره كلها تناقض نفسها، وأنا بصراحة لم أتوقع له السجن في أي يوم من الأيام بسبب كتاباته التي صاغها حسب أهواء الجريدة التي تشتري المقال.
وبعد خروجه من السجن استمر التناقض في كتاباته، ولكن هذه المرة صار يكتب عن اللاشيء، فلسفة فوقها فلسفة.
الفرق الوحيد هو أنه صار مستكينا" للنظام، يذكرني بقط كنت أملكه بعد أن قمت بإخصائه.
وعودة لموضوع المعارضة الوطنية؛ فكل من يتابع تصريحات ونشاطات السيد كيلو يلاحظ أن كل جهوده (بقصد أو من غير قصد) تنصب في خانة شق صفوف المعارضة وزرع الشكوك بينها، مثله مثل هيثم المناع.
الفرق بين الإثنين أن كيلو (ربما) لا يدري ما يفعله، ، ينما المناع يحاول عن سبق اصرار وتصميم وبكل وقاحة أن يشق المعارضة وعلى الملأ ومن دون أي خجل.
مشكلة السيد كيلو وأمثاله من المعارضين، أنهم يريدون أن يكونوا (مانديلا) سوريا وبأي ثمن كان.
فهم يعتقدون أنهم دفعوا الثمن باهظا" خلال سنوات سجنهم، وأنه حان الوقت لقطاف ثمرة معاناتهم.
ولا يدرك السيد كيلو حين يطلق تصريحاته وتحليلاته أن الزمن قد تغير.
ففي السابق كانت قمة البطولة والوطنية أن تكتب مقالا" تنتقد فيه النظام السوري، وتوقع إسمك الحقيقي على المقال، ومن ثم تنتظر ليأتي الأمن ويعتقلك.
أما اليوم، فإن قمة البطولة والوطنية، هم هؤلاء الشباب الذين يخرجون إلى الشوارع عاريين الصدور ليتلقوا رصاص القناصة.
هؤلاء الشباب الذين يتلقون الهراوات فوق رؤوسهم وينزفون دما" حقيقيا"، وليس حبرا" على ورق.
وللأسف، وبعد سقوط آلاف الشهداء من أبناء الوطن ، ما زال السيد كيلو وأمثاله لا يدركون أن الحراك الشعبي على الأرض بات أكبر من كل المعارضين وتحليلاتهم، وبات أكبر من كل دعوات الحوار المزيفة التي يدعمونها.
فالقضية أمست قضية موت أو حياة لشعب بأكمله.
من حق ميشيل كيلو أن يبدي برأيه الحر بغض النظر عن مآربه الشخصية، ولكنه إذا كان يعتقد بأنه (أبو الثورة السورية)، كما صرح بنفسه للتلفزيون الروسي، فعليه أن يدرك أن الصمت أحيانا" أفضل للثورة من التخبط في الكلام.
وله في الدكتور عارف دليلة خير مثال.
الإسم كيلو، والتصرف عشرة غرامات... همام الماجد

همام الماجد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية