أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام السوري و خطورته على الشعب السوري... مروان سليمان

القيادة غير محصورة في شخص معين أو فرد لا يمكن الإستغناء عنه أو عدم وجود بديل له، و يجب أن تكون القيادة متداولة لأنها ليست حكراً على أحد و هي ملك لجميع أفراد الشعب.
يبدو أن مصير سوريا يتجه نحو المجهول في المستقبل القريب بسبب تعنت النظام الأسدي البعثي.
فبعد أكثر سبعة أشهر من الإحتجاجات السلمية و بالرغم من جميع الضحايا البشرية من المدنيين على يد الشبيحة و الأمن و الجيش الأسدي يمكن لنا أن نتساءل عن طبيعة رغبة النظام، أهو بدمار سوريا أرضاً و شعباً..؟
أم التدخل الخارجي و الذي بدأت ملامحه تظهر بعد فشل المبادرات الوطنية من الداخل، وفشل مبادرة الجامعة العربية، و المساعي الدولية من أجل تهدئة الأوضاع في سورية و عدم تنفيذها من قبل النظام ...؟
أم الفتنة و الحرب الأهلية التي يعمل النظام من أجل إشعالها و هذا هو عمل الديكتاتوريات بشكل عام....؟

لا شك أن الوقت يمر و النظام لا يزال لا يجيد غير لغة القتل و الأكاذيب و المراوغة و التحايل حتى على العرب و جامعة أنظمتهم.
ليس لدى النظام ما يمكن إصلاحه لأنه غارق في الفساد و الإجرام و القتل من رأسه حتى أخمص قدميه، و لا بد من تغييره بشكل جذري و الإتيان بالبديل الديمقراطي الذي يلبي طموحات الشعب السوري في بناء دولة مدنية عصرية.
من حق الشعب السوري أن يطلب الحماية الدولية للمدنيين من عصابات و ميليشيات تقودها عائلة الأسد و هي بعيدة كل البعد عن شكل النظام و الدولة.
و لولا وسائل الإعلام العربية و إصرارها كقناة الجزيرة و العربية و البي بي سي و غيرهم من المحطات الإعلامية التي ساندت مشكورة المظاهرات السلمية و نشرها لحقائق ما يدور في سوريا و فضح جرائم عصابات الأسد لكانت المجازر الكبرى تحصل في سورية، و لأريقت الدماء أضعاف أضعاف ما تراق اليوم و لدمرت مدن مثل حمص و حماة و إدلب و الرستن و تلكلخ عن بكرة أبيها.
السوريون قادرون على التصالح فيما بينهم بعد أن تدك القوات الدولية معاقل المجرمين و تسحبهم للمحاكمات الدولية لينالوا جزائهم العادل لما إرتكبوه من جرائم بحق الشعب السوري المسالم و في مقدمتهم المجرمان بشار و أخيه ماهر.
إن المشكلة في سورية ليست بطائفة معينة و إنما تكمن المشكلة الكبيرة مع أولئك الذين ظلموا و ما زالوا مستمرين في الظلم و القهر و الإستبداد و حولوا القانون لمصالحهم الخاصة و أهدافهم الشخصية.
إن الثورة كانت ضرورة منطقية و تاريخية لأن من أسبابها الأساسية هو الإستبداد الذي أهدر الكرامة الإنسانية للمواطن، فمنذ إن بدأ عصر الإستبداد حتى تم سيطرة الدولة البوليسية على كل النشاطات الإجتماعية و الفكرية و الثقافية الأمر الذي أجهض العملية الفكرية و الإبداع قبل أن تبدأ و تم إستبدالها بشعارات عقائدية تخدم الفرد لا الوطن مثل القائد الضرورة و إرتباط اسم الوطن بإسم الحاكم و إقصاء المواطن عن الحياة السياسية و تغييب المعارضة مع زيادة شدة الإستبداد.
و الثاني هو الفساد الذي جعل من تحصيل الرزق و المعيشة اليومية معاناة حقيقية أوصلت المجتمع إلى درجة الإنفجار.
إن الخاسر من يضع نفسه طاغية و عائقاً أمام تطلعات الشعب، لأن الشعب هو مصدر السلطة و أي إرتهان لغير سلطة الشعب هو إرتزاق من نوع جديد.
يجب على الطغاة إن كانوا حريصين على الأوطان و يصدون التدخل الخارجي كما يدعون أن يلبوا مطاليب الشعوب بطريقة مناسبة أقلها التنحي عن السلطة.
فالديكتاتور يضع بلاده و شعبه أمام خيارين هما: إما القبول به كحاكم بأمر الله بالرغم من جميع مساوئه و سلبياته ... أو التدخل الخارجي.فلا يمكن الإستيعاب من أن جيش دولة و نظامها يتحولون إلى فئة لا تتشابه حتى مع وحشية الإستعمار بل تتفوق عليه في الإسلوب و الطريقة في قتل و ذبح الناس العزل و في إغتصاب النساء و إعتقال حتى الأطفال و التلذذ في تعذيبهم و التمثيل بجثثهم، و إعتقال الجماهير و إذلالها بطرقة ممنهجة و مبتكرة ببشاعتها ووحشيتها و قسوتها كان أكبر و أوسع مما يمكن مقارنته بأعلى وحشية المستعمرين.
طالما بقي النظام يحتال و يكذب و يقتحم البلدات و القرى و يقتل السكان الآمنين و يهاجم على المظاهرات السلمية ذات المطالب الشرعية و طالما بقيت الدبابات في الشوارع و الأمن و الشبيحة بالمرصاد للسكان بعدما إنتزعت الرحمة من قلوبهم و الإحساس من نفوسهم و عمت بصائرهم و ماتت ضمائرهم و أصبحوا بلا عقول و لا وعي و أقتلعت الحناجر و لا نجد من يحمي هذا الشعب الأعزل فأهلاً بجيوش الأطلسي لتقتحم البلاد اليوم قبل الغد، بعد إن صمتت حناجر العرب و هزمت عزائمهم من أجل نصرة إخوة مظلومين لهم في سوريا، الذين يذبحون يومياً على مرأى و مسمع العالم أجمع و الإسلامي خاصة و لذلك فإن دماء الشهداء السوريين في رقبتكم أنتم أيها العرب و المسلمون.

(95)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي