أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رقصة النول ... مطانس الداود

مازلت أذكر تلك الغرفة الواسعة ببابها القصير وعتبته المتهالكة بفعل مرور الأقدام عليها.

كم حلم ذاك الباب بتقبيلها لكنه لم يصل اليها ابدا فبقي عاشقا عذريا بِصِر‘ كلما داعبته النسمات .

كان ابي بنصفه المخفي خلف النول يدبك كلما دق المشط دقتين ودقة منحنيا الى الأمام

وملوحا باليدين كأنه يدبك بمحرمتين بوقت واحد , وكانت امي هناك تغزل الصوف على

الدولاب بموال طويل مادة يدها الى الأعلى كأنها تلقي قصيدة .

كأن هناك فرقة موسقية متكاملة طبل وربابة وصرير الباب فوق العتبة كانه يهم بتقبيلها

لكنه لم يصل اليها ابدا فبقي يترنح الى الأمام والى الخلف مطلقا الأنين خلف الأنين .

كان هناك جدارا طويلا لونته الشمس بالبرتقالي المائل الى الصفرة ,كانت العصافير ترسم

عليه ظلالها بأشكالً مختلفة كانها ترقص على تلك اللوحة الجدارية التي حفرت في ذاكرتي

مثل اعشاشها عميقة في الجدار لم تمحوها طول السنين ولا تعاقب الشمس والمطر.

كنت أذوب وأضيع مثل العطور اذ يأخذني الحنين الى هناك حيث كنت انتظر العودة .

لقد دمرت الدبابات ذالك الجدار وسقط السقف بفعل القصف فوق النول والدولاب ,وصمت

كل شيئ هناك وسقط الباب بالقرب من العتبة .


(106)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي