أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حوار مع الدكتور عوض السليمان عن أخلاق الشبيحة و أخلاق الثوار ... مازن كم الماز


بعد التحية للدكتور عوض ....

- لا أعتقد أن أخلاق شبيحة أية طاغية تختلف كثيرا مهما كان هذا الطاغية أو مهما كانت طائفته , كل ديكتاتور يحتاج إلى أمثال هؤلاء لكي يستمر بفرض نفسه على الناس , لا شك أن الديكتاتوريات تختلف و تتمايز , لكن وجود قوى و أجهزة القمع و التنكيل و القتل في كل منها و مهمتها الأساسية في القمع و القتل بأوامر من الديكتاتور هي أهم الأشياء المشتركة بينها و التي لا يمكنها أن تستمر من دونها ساعة واحدة كما نشاهد في حالتنا السوري مثلا ..
- أجهزة القمع و التنكيل هي بالتعريف أجهزة معادية للبشر , للبشر الذين تقمعهم و تقتلهم عند اللزوم , أخلاقها ترتبط بمهمتها هذه , استعدادها لتعذيب و قمع أي متمرد على حكم أسيادها و قتله عند اللزوم يتشابه في كل المجتمعات و الديكتاتوريات , الغستابو الألماني و الشرطة السرية في دول أوروبا الشرقية الستالينية و عسس الحجاج هم جميعا أوجه مختلفة لنفس العملة
- يجب أن ندرك أن ملايين السوريين و مليارات البشر لا يؤمنون بالإسلام و لا يعتبرون النبي محمد نبيهم , هذا لا يلغي كون الحرية قيمة إنسانية أساسية , و القاعدة الأساسية الفعلية لحياة البشر كبشر بين كل هؤلاء البشر المختلفين , الحرية تعني ألا يتعرض الإنسان للإكراه أو الظلم أو القمع , و ألا يفرض هو نفسه آراءه على الآخرين و ألا يفرض عليهم أن يعملوا لحسابه , الحرية تعني أن تتشكل المجتمعات من بشر أحرار و متساوين .. اختلاف البشر ليس مبررا لاستعبادهم أو استغلالهم , هذا منطق الطغاة و ليس منطق الأحرار
- مات السوريون و يموتون من أجل هدف واضح : أن يعيشوا بكرامة و بحرية على أرضهم , ألا يستغلهم شخص كرامي مخلوف أو غيره , قد يكون لبعض النخب و محترفي السياسة و المثقفين تفسيرهم الخاص عن شعارات الحرية و الكرامة و العدالة و المساواة التي يموت في سبيلها السوريون , بحيث يفسروها بسيطرة هذه النخبة أو تلك عليهم , لكن الشباب الذي عانى من التهميش و البطالة و الإذلال على يد أجهزة القمع و الذي انتفض منذ آذار الماضي يعرف أفضل منا جميعا من خبرته الطويلة في ظل الديكتاتورية أنه يريد لكل هذا القمع و التهميش و الاستبداد و لاستغلال أن ينتهي , أنه يريد أن يعيش بحرية و كرامة و مساواة
- ثقافتنا و حضارتنا و تاريخنا مليء بقصص الديكتاتوريات و الطغاة , في الواقع لا يوجد ما يشبه قصة توريث بشار الأسد للسلطة من قصة توريث معاوية لابنه يزيد , لنمارس الحرية اليوم يجب ألا يتمتع أي شخص أو قلة منا بوضعية فوق البشر الآخرين , أو بعصمة ما , حقنا في انتقاد الطغاة و أية طغاة كوسيلة أمان ضرورية ضد ظهور طغاة جدد لا يمكن أن يكون كاملا دون أن يدعمه حقنا في انتقاد طغاة عاشوا قبل عقود أو قرون
- لا تعني الحرية استبدال ديكتاتور و شبيحة يشتمون الرسول بآخرين لا يشتمونه , الشبيح الذي نراه في شوارعنا اليوم هو شخص فقير استغله طاغية ما ليضرب به من يتمرد على ظلمه و يلقي له ببعض الفتات مقابل ذلك , الطاغية لا يأبه في الواقع لمصير الشبيح , كل ما يهمه فقط أن يبقى هو على عرش السلطة , أما هذا الشباب المنتفض فهو يريد شيئا آخر , أن يعيش دون سجون , دون خوف , دون قهر , دون استعباد , أن يعيش بحرية .

 

أخلاق الشبيحة وأخلاقنا... د عوض السليمان

(99)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي