أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ثقافة التقطيع أم غريزة الذئب نحو القطيع ... علي محمد حوران

يتناوب المتكلمون باسم حزب حسن نصرالله ، على التهديد بقطع أعضاء معارضيهم ، ويبدو أن كل منهم مختص بقطع عضو معين ، حتى شمل ذلك كل اعضاء الجسم بلا استثناء، فمن الأمين العام حسن نصرالله إلى أصغر متحدث باسم الحزب مروراً بنوابه الأشاوس راحوا يهددون يوماً بعد يوم بقطع الأيدي والرقاب و........ حتى صار كل شخص يفكر بمعارضة سياسة حزب الله حتى ولو بأمر يومي عابر ، لابد أن يتحسس أعضاءه ما ظهر منها وما سُتر ، ويفكر بينه وبين نفسه ماهو العضو الذي ربما يكون مستهدفاً بالقطع إن هو أعلن معارضته ، أما أسياد نصرالله في النظام السوري فإنهم وإن كانوا لا يهددون ولا يعلنون ، لكنهم ينفذون فعل القطع والتقطيع ، فكثير من جثث شهداء المظاهرات سُلمت لذويها إما مشقوقة البطن أو مقطوعة بعض الأعضاء وخاصة أعضاء الذكورة ( وفي هذا رمزية كبيرة على الانتقام من كل ما يرمز للرجولة بمعناها الرافض والمتحدي ) وإما مقطعة الأوصال وجاهزة لإعطائها لمن فقد شخصاً ولا يعرف مكانه كما حصل بقصة زينب الحصني.
وأخيراً طلع علينا بطل الصدفة سمير القنطار الذي ليس له من اسمه أي نصيب ، طلع علينا وهو يهدد الثوار السوريين بقطع أيديهم وأنه مستعد للذهاب إلى سوريا من أجل تنفيذ هذا الفعل بل من أجل المساهمة بهذا الفعل الشنيع الذي يمارس فعلاً على أرض الواقع، المشكلة مع هذا اللا سمير ليس في الاختلاف مع رأيه السياسي وتحليله لأسباب ما يجري في سوريا فمثله كثر وهم أكثر طلاقة لسان منه ولا يضير الثوار السوريين أمثال هؤلاء ، المشكلة أنه ينصب نفسه وصياً على الشعب السوري وهو يظن بقرارة نفسه أن ما ينطبق عليه من أوامر الولي الفقيه يجب أن ينطبق على كل البشرية بما فيها الشعب السوري ، وأكثر من ذلك يعطي نفسه الحق لأن ينفذ عقوبات نفسه المريضة ويمارس ثقافة حزبه المتوحشة على الشعب السوري ، وإني أعتذر من كلمة ثقافة لأنها هنا في غير مكانها فهؤلاء عندهم غرائز مريضة ولا يعرفون شيئاً اسمه ثقافة ، إنهم لا ينظرون للناس على أنهم جمهور وشعب يستحق الحياة بكرامة وحرية وله أن يملك حقوقه السياسية كاملة دون وصاية من أحد ، إنما ينظرون للشعب على أنه قطيع ينفذ رغباتهم ومن يتمرد فعقابه الافتراس أو الذبح ، إنها نظرة الذئب للقطيع
الملفت بكلام هذا المدعي قوله أنه مستعد للذهاب إلى سوريا ليقطع أيدي من يحمل السلاح ضد النظام السوري ، وبغض النظر عن مناقشة موضوع حمل السلاح في سوريا من عدمه ، فإن سياق الكلام من شخص يتبناه حزب الله وحسب قول نصرالله فقد خاض الحزب حرب تموز من أجله ، هذا السياق يشير إلى نقلة نوعية في تعاطي حزب الله مع الثورة السورية ن فهو انتقل من موقع الإنكار لأي دور مباشر في الأحداث إلى موقع التهديد بالتدخل المباشر ، وهذا يدل على ما هو حاصل فعلاً من تدخل ومشاركة حزب الله الفعلية في عمليات القتل والإجرام ضد الشعب السوري ، وهذه حقيقة يعرفها السوريون وليسوا بحاجة لإشارة هذا المدعي ليتأكدوا منها
عندما كان سمير القنطار بالأسر تعاطف معه كل الأحرار ولا أبالغ أن ما من سوري إلا وشعر بالتعاطف معه ورسمه في ذهنه بطلاً مناضلاً ، والكل فرح بتحريره رغم الثمن الغالي الذي دفعه لبنان بحجة ذلك من أرواح أبنائه وأمواله ، وعندما بدأت تصريحاته تتوالى ، فقد تغاضى عنها كثير ممن أحبوه عن بعد ، رغم أنها عكست منذ اليوم الأول توجهاً فئوياً وحزبياً ضيقاً ، وبدا فيها جلفاً ثقيل الظل ، كما أنه لم يظهر أي عمق سياسي وفكري كان الناس يتوقعونه منه على خلفية دراسته الجامعية في السجن، وراح الجميع يبرر له ذلك بطول سنوات السجن وقسوة الوقوع بيد العدو ولسان حالهم يقول أنه سيغير خطابه بعد حين من الحرية ولا بد أن يعود ليستشعر أن الحرية حق طبيعي لكل الناس كما كان الجميع يطالبون له بها ، لكنه استمر بجلافته وعنجهيته المقيتة وتمادى بسطحية خطابه السياسي وضيق أفقه، فإذا هو لا سمير في تعاطيه الشخصي ، ولا يظهر أي وزن في تعاطيه السياسي ، أي لا سمير ولا قنطار ، إنه مجرد (دعيٌ غُبار) ، نعم غبار يزعج منظره لكنه غير ذي قيمة
كلمة أخيرة نقولها له إن كان في الأسر قد تعامل مع محتل ، والمحتل رغم عدوانيته وغطرسته يبقى جباناً ، فإن ذهب إلى سوريا فسوف يتعامل مع أحرار أبناء وأحفاد أحرار ، عرفوا كيف يقاومون غزاة ومستبدين لا يبدو بجانبهم هذا الدعي أكثر من صرصار ، قاوموهم وانتزعوا حريتهم واستقلالهم منهم ، هؤلاء الأحرار سوف يتعاملون معه بعقلية الفرسان ويعيدونه إلى أمه بعد أن يعيدوا له وعيه بفركة أذن يدرك معها أنه ليس أكثر من مستزلم يقوده من يمسك رسنه إلى حيث لا يدرك.... ولن يقطعوا أياً من أعضائه لأنهم فرسان أولاً ولأنه كله لا يساوي لهم شيئاً ثانياً ولأن مشكلتهم الفعلية مع من يمسك بهذا الرسن ثالثاً

(95)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي