أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حازم نهار لـ"العرب": النظام السوري "بدون عقل" وسقوطه مسألة وقت

يرى أن النظام السوري تحول إلى رجل لا يمتلك إلا العضلات، ولا يمتلك أي مؤهلات أخرى، وآلية إسقاطه ستكون عبر حشد أكبر دعم ممكن لإسقاط البعد الأمني للنظام بالوسائل السلمية والعصيان المدني.
استقال مؤخرا من هيئة التنسيق الوطنية، بسبب الخلاف على آليات العمل وعدم التزام البعض بما تم الاتفاق عليه في الوثائق الأساسية للهيئة.
لكن استقالة المعارض السوري حازم نهار، لا تعني الانضمام للمجلس فورا، فهذا الأمر يحتاج إلى الحوار مع المجلس، الذي يرى أنه بحاجة إلى تعديلات وتثبيت آليات عمل ورؤية سياسية واضحة، منوها إلى وجود خوف على الشخصيات الوطنية والمعارضة، والخوف أيضا على أهالي المعارضين والناشطين، خاصة بعد اغتيال المعارض مشعل التمو.
كما يعتقد نهار أن المبادرة العربية الأخيرة موجهة للنظام وليس للمعارضة. وإن كان لا يخفي أن الدور العربي مرغوبا ومقبولا من السوريين أكثر من أية أدوار أخرى إقليمية أو دولية، مؤكدا أنه لا خوف على سوريا من حرب أهلية.. وإلى تفاصيل الحوار..

 دكتور، نشرت بعض الأخبار عن استقالتك من هيئة التنسيق، فهل تؤكد الاستقالة؟ وما الأسباب؟
- إن هيئة التنسيق الوطنية تضم الكثير من القوى الشخصية والسياسات الوطنية، ولها دور إيجابي في الساحة، لكنني أعتقد أن الآليات التي سارت عليها في الفترة الأخيرة، أضعفت من إمكانات تأثيرها في الشارع. إضافة إلى تجاوز بعض الشخصيات ما اتفق عليه في الوثائق الأساسية للهيئة التي حددت خياراتها بخيارات الشعب السوري. فعندما تخرج بعض الشخصيات وتنطق بغير خيارات الشعب، أعتقد أن ذلك إساءة للهيئة وإساءة لخيارات الشعب.
بناء على هذا قدمت استقالتي. الاستقالة لا تعني أبدا أنني لا أحترم الهيئة وشخوصها أو أنني لا أتفق معها في الأهداف النهائية. الخلاف محصور في آليات العمل والصيغ التي يجري فيها التعبير عن الأهداف. كما لا تعني استقالتي الانضمام إلى المجلس الوطني، فهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من التفكير والحوار مع المجلس.

 برأيك، ما الذي على الهيئة فعله، كي يتواءم خطابها مع خيارات الشارع؟
- الوثائق الأساسية المكتوبة لهيئة التنسيق تنسجم مع خط الشارع ومع ما يطلبه. وهي تحتوي قوى وطنية مشهود لها في تاريخ سوريا، وقدمت تضحيات كبيرة في مقارعة الاستبداد، لكن ما ينقص الهيئة هو وجود آليات عمل واضحة، والتزام جميع الشخصيات والقوى السياسية بما تم الاتفاق عليه في الوثائق الأساسية، وإعطاء دور رئيسي لممثلي الحراك الشعبي.

 طرحت الهيئة في أدبياتها، موضوع إسقاط النظام الأمني الاستبدادي، الأمر الذي اعتبرته القوى الثورية السورية غير منسجم مع تطلعاتها المطالبة بإسقاط النظام. كما تردد أيضا أن نقطة الخلاف مع المجلس الوطني تتعلق بمسألة التدخل الدولي. كيف تقرأ هذه الخلافات؟
- حسب معلوماتي، فإن البيان الأساسي الذي صدر عن المجلس الوطني، لم يطالب بالتدخل العسكري، إنما بحماية المدنيين السوريين، ومفهوم الحماية الدولية للمدنيين هو مفهوم واسع وعريض. إنه يحتاج من المجلس الوطني إلى تحديد، مثلا هل المقصود هو دخول المنظمات الدولية، ووسائل الإعلام العالمية والعربية إلى سوريا؟ كل ذلك يدخل في إطار حماية المدنيين، ثم هناك درجات أخرى من الحماية. على المجلس أن يوضح ماذا يقصد بالحماية.
بالنسبة لهيئة التنسيق الوطنية فقد دخلت مثل سائر القوى الأخرى كالإخوان المسلمين والتنسيقيات وإعلان دمشق، في حوار واضح وصريح في لقاء الدوحة، وما حدث في اسطنبول هو استمرار لما جرى في الدوحة بطريقة أو بأخرى. هيئة التنسيق طرحت اعتراضها على مكان اللقاء، كونه كان في اسطنبول، وطالبت أن يكون في القاهرة أو أي عاصمة عربية أخرى، لكن لم يكن هناك إمكانية على ما يبدو.
إذن الخلاف لم يكن حول الأهداف المعروضة. وما أثير من لغط كان حول مسألة إسقاط النظام الاستبدادي الأمني الفاسد. فأي نظام ديكتاتوري يقوم على 3 أركان رئيسية: أولها: الاستبداد، أي وجود شخص واحد لا يتغير على رأس السلطة، والركيزة الثانية: الفساد المالي، والثالثة: هي الآلية الأمنية القمعية. هذه الركائز الثلاث، هي ما يجب العمل على إسقاطه، وأضيف إلى ذلك ضرورة العمل على إسقاط ثقافة الاستبداد في أي مكان وجدت فيه، وكل ذلك يمكن تكثيفه بهدف أساسي هو التغيير الوطني الديمقراطي. في المحصلة لا يختلف ما يطرح في المجلس الوطني عما طرحته هيئة التنسيق من حيث المعنى والجدوى.

 لماذا لم تنضم الهيئة للمجلس الوطني السوري؟
- لا يمكننا أن ننفي احتمال أن يكون هناك حوار في المستقبل بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية، فالمجلس إذا ما أراد أن يكون وطنيا فإنه ينبغي أن يكون مكانا مفتوحا لجميع القوى والهيئات السياسية السورية. لا يمكن القول إن المجلس الوطني مثالي في تشكيله، بل إنه يحتاج إلى تعديلات وتثبيت آليات عمل ورؤية سياسية واضحة ووضع استراتيجيات عملية كي يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات الشعب السوري، كما لا يمكن القول إن هيئة التنسيق الوطنية لا تحتاج إلى نقد ضروري كي تكون بمستوى الأهداف المطلوبة، وعندما يقوم كل طرف بالمهام المطلوبة منه أعتقد أن اللقاء والتشارك سيكون أمرا طبيعيا.

 ما المطلوب من المجلس الوطني حاليا؟
- مطلوب من المجلس الوطني أن يشكل هيئاته ولجانه، وأن يكون مفتوحا لجميع القوى السياسية، بالإضافة إلى تكوين رؤية سياسية واضحة، ووضع آليات واستراتيجيات لتحقيق الأهداف التي أعلنها لنفسه، لا أن يبقى في إطار الأهداف التي أعلنها، ويُطلب منه أيضا أن يستند لثقافة ديمقراطية وأخلاقيات حديثة ومدنية في العمل السياسي.

 كيف تنظر إلى مبادرة الجامعة العربية الأخيرة حيال سوريا؟
- مطلوب من الدول العربية أن تكون حاضرة في الشأن السوري بقوة أكثر، ففي المحصلة العرب هم الحاضن الأكبر للشعب السوري، وسوريا جزء من الوطن العربي، ولطالما كان الدور العربي مرغوبا ومقبولا من السوريين أكثر من أية أدوار أخرى إقليمية أو دولية. مطلوب أن تضغط الجامعة على النظام السوري لوقف القتل والاعتقال والتعذيب فورا، وفي حال لم يتجاوب النظام السوري مع هذه الدعوة فمن الطبيعي أن تعمل الدول العربية على رفع الشرعية عنه بحكم مخالفته لميثاق حقوق الإنسان العربي، والنظر كذلك في إمكانية التعامل مع سائر القوى السياسية المعارضة في سوريا وبعض قوى النظام التي لم تتلوث بالقتل والفساد من أجل تكوين رؤية واضحة لسوريا المستقبل خلال الفترة القادمة.

 لكن الجامعة طرحت موضوع الحوار بين النظام والمجلس الوطني وقوى المعارضة كحل للخروج من الأزمة، هل ما زال الحوار مقبولا مع النظام؟
- هذا الطرح يمكن أن تطرحه الجامعة، وهذا الأمر مطروح على النظام وليس على المعارضة. حتى الآن كل المؤشرات تقول إن النظام لن يتجاوب مع المبادرة العربية أو مع أية مبادرة أخرى، وهو سيظل يماطل ويراهن على الوقت وعلى قناعته بقدرته على إنهاء الثورة من خلال الحل الأمني. المقصود هنا أن المبادرة موجهة للنظام، ولم تستشر المعارضة في طبيعة المبادرة والحل الذي تطرحه. يجب أن نراقب كيف سيكون تعاطي النظام مع هذه المبادرات، وعندما تطرح الأمور على المعارضة، يمكن لها أن تقول الكلام المناسب في هذا الإطار في الوقت المناسب، لكن عموما يفترض بالمعارضة عدم الخروج عن خيارات الشعب السوري.

 هل تعتقد أن روسيا والصين ستبقيان على مواقفهما حيال سوريا؟
- المواقف الروسية والصينية قابلة للتغيير، وباعتقادي أن إصرار النظام على رفض جميع الحلول والمبادرات، إضافة إلى جهود المعارضة السورية، ستساهم جميعا في تغيير الموقفين الروسي والصيني.

 مؤخرا حذرت الأمم المتحدة في أحد تقاريرها من حرب أهلية في سوريا، هل هناك خشية فعلا على سوريا من هذا الأمر؟
- سوريا تحتوي على العديد من الطوائف التي عاشت بشكل مشترك وآمن طوال قرون، وإذا عدنا إلى الأربعينيات والخمسينيات، عندما يكون شخص مثل فارس الخوري وزيرا للأوقاف في دولة غالبية الشعب فيها مسلم، وعندما يصبح الخوري أيضا رئيسا للبرلمان السوري ورئيسا للوزراء، فهذا يؤكد على أن الشعب السوري في عهوده الماضية كان قابلا للتعامل مع الجميع تحت بند المواطنة، وبفهم عميق لمبدأ أن جميع السوريين يتمتعون بالحقوق والواجبات ذاتها. لكن مجيء حزب البعث والنظام الحالي إلى السلطة، وما قام به خلال 40 عاما قد ترك آثارا سلبية على النسيج الوطني السوري، واليوم كي يخرج النظام من أزمته الحالية فإنه يغذي المشاعر السلبية بين فئات الشعب السوري، بيد أن هذا الشعب قد أثبت أنه ينظر إلى جميع فئاته وتلويناته نظرة واحدة، فكل الهتافات تقول إن الشعب السوري واحد، وبتنا نرى مظاهرات تخرج في درعا وتهتف لحماة والقامشلي، وأخرى في حمص تهتف للاذقية وهكذا.
يضاف إلى ذلك أن لحظات الثورة التي عاشتها سوريا خلال الأشهر السبعة الماضية، قد أعادت تكوين وبناء الهوية الوطنية السورية من جديد، وهو ما لم يحدث طوال عهود الاستبداد.

 تتفق قوى المعارضة على أن النظام هو من اغتال المعارض مشعل التمو، ما الرسالة من وراء اغتيال الشهيد التمو؟
- هي بشكل أو بآخر رسالة إلى بقية المعارضين داخل سوريا. إذ قامت استراتيجية النظام خلال الأشهر الماضية على إعادة إنتاج الخوف في نفوس السوريين، وبالتالي فإن كل الأساليب من قمع واعتقال وقتل وتعذيب هي وسائل لإعادة الخوف إلى السوريين. أعتقد أن النظام واهم في إعادة السوريين إلى العقود السابقة، ما قبل منتصف مارس الماضي. السوريون بعد منتصف مارس تغيروا وأثبتوا شجاعة منقطعة النظير. أحد الكتاب العرب المعروفين عبّر عن دهشته من هذا الأمر، عندما قال لي: يوجد أمران يدعوان للدهشة في الربيع العربي: الشجاعة النادرة التي أبداها السوريون، وسلمية الثورة في اليمن.
هناك تخوف من الاغتيالات، لا شيء مستبعدا عن النظام، وبالتأكيد يوجد خوف على الشخصيات الوطنية والمعارضة داخل سوريا، والخوف أيضا على أهالي المعارضين والناشطين.

 الشارع السوري بات واثقا من أن النظام ساقط لا محالة، لكن المسألة مسألة وقت وآلية، هل لديك تصور عن سيناريوهات سقوط النظام؟
- خلال الأشهر السبعة الماضية، قدم النظام -بسبب غبائه في طريقة التعاطي مع الأحداث في سوريا- مساعدات هائلة للثورة السورية، أدت هذه الآلية في التعاطي مع الأزمة في سوريا إلى سقوط النظام على المستوى الأخلاقي بحكم ما قام به من قتل وتشريد وتعذيب، وأدت إلى سقوطه على المستوى السياسي، سواء على الصعيد الداخلي والخارجي. فعلى المستوى الداخلي، لا أعتقد أن أحدا يقف مع النظام باستثناء عناصر الأمن والشبيحة والعناصر الفاسدة، حتى الشريحة الصامتة في سوريا لا تكن احتراما للنظام بعدما رأت طريقة تعاطيه مع الاحتجاجات، وهي عاجلا أم آجلا ستندرج في عملية التغيير. كما أن النظام سقط على المستوى السياسي الإقليمي والعربي والدولي، وهناك دلائل كثيرة على أن النظام ينظر له بأنه غير محترم وغير شرعي على مستوى العلاقات الدولية، وعلى مستوى المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية والهيئات العالمية. أما على المستوى الاقتصادي، فالنظام يجر البلد بحكم آلية تعاطيه مع الأزمة في سوريا إلى حالة من الضيق الاقتصادي التي يمكن أن تتسع مستقبلا، وفي حال وصوله إلى طريق مسدود على المستوى الاقتصادي فلن يبقى من النظام إلا بعده الأمني. أي أن النظام تحول إلى رجل يمتلك العضلات ولا يمتلك أية مؤهلات أخرى، ولا يمكن لأي نظام أن يعيش إذا اعتمد فقط على العضلات والعنف. هنا تصبح مهمة السوريين ومهمة القوى السياسية المعارضة هي محاولة حشد أكبر دعم ممكن لإسقاط البعد الأمني للنظام بالوسائل السلمية والعصيان المدني.

عمر عبداللطيف - العرب القطرية
(118)    هل أعجبتك المقالة (113)

سمير فايز

2011-10-29

بغض النظر عن تغاضي مثقفينا غير الموضوعيين من أمثال حازم نهار الذي يبدو أنه ينتظر أبناء العم سام وورثة العثمانيين أن يدفعوا له ثمن نضاله، بغض النظر عن تغاضيهم عن جرائم القتل التي يمارسها الإرهاب العالمي في سوريا بدعم أمريكي وفرنسي وتركي_ كما ذكرت نيويورك تايمز يوم امس، نريد أن نلفت انتباه مثقفينا الذين يبيعون كل شيئ بما فيه الدم السوري على أرصفة \" الخواجات \" الغربيين وشيوخ الديمقراطية الخليجيين أن سوريا غير معزولة إلا من دول الغرب الاستعماري لأنه يكفي أن يكون في صفها دول البريكس ودول مجموعة ألبا ودول أخرى تشكل أكثر من نصف العالم. فهل العالم هو الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين كانوا دائما أعداء الشعوب وقتلتها؟.


وسام الحريري

2011-11-01

لا أعرف كيف استطاع السيد سمير فايز -إذا كان جاداً فيما يقول- إطلاق مصطلح \"مثقفينا غير الموضوعيين\" ولا أعرف عن أي نيويورك تايمز وأي مقالة التي تتهم \"مثقفينا\" وأي دليل يملك على ما قاله، شخصيات المعارضة الوطنية مثل الدكتور حازم معروفة من سنين بنظافة كفها ومعروف نضالها، ولو أنها امتداد لأي قوة خارجية فهذه وصمة عار وفشل على القيادة الحكيمة لعائلة الأسد والتي فشلت خلال أربعين سنة من توجيه أي اتهام لأي من أولئك المثقفين بنزاهتهم، سوى عن \"إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة\" وإلى ما هنالك من عبارات سخيفة.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي