أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجزيرة تفبرك ؟... مؤيد اسكيف*

منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الثورة السورية بدأت الآلة الإعلامية " الخشبية " للنظام السوري برمي الإتهامات نحو الإعلام " المغرض " و على رأسهم قناة الجزيرة محاولة خلق شرخ كبير بينها و بين جمهورها السوري .. علما أن الجزيرة ظلت أكثر من شهر تتجنب الخبر السوري .. لكن إعلام النظام لم يستثني قناة الجزيرة على الإطلاق من هجوم غير مسبوق اثار استغراب الكثيرين .. و هذا الهجوم يعود لأسباب عديدة يمكن تعداد بعضها و منها : المصداقية الكبيرة التي تتمتع بها الجزيرة لدى شرائح المجتمع السوري , و الوقوف المعروف لقناة الجزيرة إلى جانب قوى المقاومة و نصرتها للشعوب والقضايا العربية , و القدرة الكبيرة للجزيرة على التأثير بالرأي العام العربي و العالمي , و قدرتها أيضا للوصول إلى الخبر و مصادره فضلا عن قدرتها الكبيرة في تقليب الخبر السوري على كل جنباته , يساندها في ذلك إمكانيات صحفية خبيرة في معالجة المعلومات و مناقشتها " فضلا عن قدرتها على تفريغ ساعات بثها كاملة فيما لو أرادات للحدث السوري كله و هذا من أسباب تخوف النظام منها , و الأهم من ذلك كله وقوف الجزيرة إلى جانب الثورات العربية خاصة في مصر و ليبيا و النجاح الكبير الذي حصدته لدى جماهير الثورات و مناصيرها ..

لم يجد النظام و أدواته الإعلامية و الأمنية  أي حرج من فبركة الصور و الفيديوهات التي تعرضها الجزيرة لنسف أي مصداقية لها , و لم تخجل تلك الأدوات من ممارسة الكذب الصريح و التزوير و ذلك بغية اللعب على العامل النفسي للمشاهد و المتلقي للمعلومة , حتى أنه صار من يتابع قناة الجزيرة  في سوريا مشاركا في المؤامرة المزعومة و من يشكك بمصداقية قناة الدنيا و الإعلام السوري متواطئا و إن لم يتم إعتقاله تحت هذا البند فيتم مهاجمته كلاميا على الأقل ..

لقد عرف النظام منذ البداية أن المعركة إعلامية بالدرجة الأولى فصار يكرر المقولات المهاجمة للجزيرة خصوصا و الإعلام الخارجي عموما بشكل هستيري , وبالتالي لابد من ضرب الإعلام و منعه من دخول سوريا و مهاجمته .. حتى أن رأس النظام تحدث مليا عن هذا الموضوع  , و عن كل من يقوم بتصوير المظاهرات باستخدام التقنية الحديثة .. في محاكاة موازية لما تقوم به آلته الإعلامية و لم يحرجه إلى جانب ذلك  ذلك أن يمدح ما يسمى الجيش الالكتروني السوري و الذي يسوسه مجموعة من المرتزقة و الشبيحة الذين يفتقدون أدنى حدود الأدب و معايير الخطاب السياسي أو الوطني فمثلوا أفضل تمثيل المنظومة التي يتبعون لها , و هذا الفريق للعلم كان وراء ما يسمى الثورة القطرية التي فضحت آلية تفكير النظام الأمني – الإعلامي التابع للنظام ..

لقد أخرج النظام مع بداية الثورة السورية كتالوجا أمنيا لكيفية إرهاق العدو إعلاميا و التغلب عليه في هذا الميدان الذي بات السلاح الأهم في أي معركة , و لكن النظام تناسى عن قصد أن هذا العدو ما هو إلا الشعب السوري ذاته , فالنظام  يعتبر أن الشعب المناهض له عدو فعلا و ليس خصما سيما إذا ما نظرنا إلى طريقة التعامل اللاأخلاقية و الوحشية معه.

و في الوقت نفسه و على الرغم من التطبيق الجيد لذلك الكاتالوج الذي ينص فيما ينص على ترويج الشائعات وفبركة الأخبار و غير ذلك , إلا أن طريقة التنفيذ و أدوات التنفيذ كانت غبية جدا و لم تنطلي كل تلك الألاعيب على الشارع المنتفض , فكان من السهل أن يكشف كل شيء , أما من صدق الإعلام السوري و رواياته و شكك بالجزيرة فهذا لأنه من الأساس لا يبتغي  تصديق سوى قناة الدنيا لأنها تقدم له ما يريد وما يريح باله و يطمئنه , و هذه العينة بالأساس منحازة إلى النظام بل هي جزء منه ..

لقد روج النظام منذ الأيام الأولى أن الصور الواردة من درعا و بقية المدن و الأرياف السورية المنتفضة فبركات فلا قتلى هناك ولا جرحى , و ما يتم الزعم بأنهم قتلى استخدموا المكياج لذلك بقصد إكمال فصول المؤامرة على النظام و حتى يصدق المشاهد ما يدلل عليه النظام قام بفبركة الكثير من الصور لمشهاديه وقام بتنفيدها و ادعى أن الجزيرة تعرض ذلك و المشاهد الذي تحيز للنظام لم يعد يشاهد قناة الجزيرة فلا يتأكد بالتالي من صحة ما تقوله قناتا الدنيا و التلفزيون السوري في برنامج مخصص لتفنيد أخبار الجزيرة بالدرجة الأولى حتى أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد يعلم فيه الكثير من المؤيدين للنظام ما يحدث في بلدهم لأنهم يعتمدون على قناة الدنيا كمصدر لأخبارهم , و حتى على الفيسبوك صار هناك تقسيما مريعا للسوريين فهناك فريقان رئيسيان الفريق الأول الذي يضع صور شهداء و معتقلي الثورة من أطفال ونساء وغيرهم و هناك من يضع صور بشار الأسد وأحيانا حافظ و أحيانا أخرى ماهر الأسد و هذا الفريق الثاني .. فريق مؤيدي النظام لا يطلع على جرائم النظام بحق المدنيين بسبب العزلة التي صار فيها بل يستهلك و يعيد عدة فيدوهات مزعومة و غير واضحة و مؤكدة يقال بأن مسلحين يتبعون للثورة قاموا بها .. و إن كنا لا ننفي أن هناك قتلى و ضحايا في صفوف الجيش و الأمن إلا أن كم الفيديوهات إلى ذلك لا يمكن مقارنتها بالكم الهائل لأفلام اليوتيوب التي تظهر ضحايا عنف النظام و جرائمه و التي تقصد النظام نفسه في الكثير من الأحيان تسريبها لبث الخوف في قلوب المتظاهرين و خاصة الطبقة الصامتة التي أرهبها النظام و نجح في إبعادها عن الإنخراط في الثورة إلى هذه الساعة ..

يعتقد النظام السوري أن قناة الجزيرة تسير بطريقة أمنية و سياسية و ذلك على مبدأ ظني بالناس كما ظني بنفسي , و قناة مثل الجزيرة تحديدا و إن كان لها توجهات سياسية إلا أنها لا يمكن أن تحيد عن الخطوط الواضحة للمهنية الإعلامية و ذلك لاعتبارات كثيرة أهمها ذكاء المشاهد الذي يتم الاعتقاد بأنه غبي في الانظمة الاستبدادية فضلا عن الرصيد الذي تتمتع به الجزيرة و لا يمكن المجازفة و المغامرة به , و بالتالي و بغض النظر عن الموقف السياسي لدولة قطر فإن قناة الجزيرة محطة إعلامية لها منافسين ولا يمكنها أن تتأخر عن نقل الخبر و المعلومة بالطرق المهنية التي تتبعها القناة ..

يمكن القول أن مهمة الإعلام عموما باتت أصعب في تناولها للشأن السوري حيث أن النظام عمد من خلال ذلك الكاتالوج الأمني إلى زرع الألغام في طريق أي وسيلة إعلامية ابتداء من نبأ اغتيال فاروق الشرع الذي نبهنا لأخذ الحيطة منه و من صدقيته  مرورا بخبر البياسي الذي يمكن اعتباره صفعة ارتدت على الإعلام السوري فضلا عن خبر استقالة السفيرة السورية في فرنسا و الذي تأذت منه المحطة الفرنسية , وصولا إلى الكم الكبير من الأخبار التي بات من الضروري التعامل معها بحذر ومنها اغيتال الضابط الهرموش و غير ذلك , وفي جميع الأحوال فإن هذه اللخبطات الإعلامية كلها و التي يقوم بصناعتها إعلام النظام الأمني لم تعد تجدي نفعا لاعتبارات عدة أهمها أن الثورة التي تعتاش على الإعلام ما هي إلا فقاعة صابونية و ليست ثورة حقيقية و قد اثبتت الثورة السورية بالرغم من كل الحصار الإعلامي الذي أحاط بها حقيقة وجودها و أنها ثورة من لحم و دم وليست ثورة افتراضية في عالم الشاشات المتلفزة أو عالم افتراضي مثل الفيسبوك ,  فضلا عن إرادة  الشعب – و هي الأهم - التي لا رجوع عنها في التخلص من  النظام و الذي لم يعد يعطي الشارع المنتفض له بالًا  ولا حتى لأي ألاعيب إعلامية يقوم بها و هذا الشارع المنتفض هو الشاهد على كل ممارسات النظام , وهنا لنا أن نذكر  الخدمات الكثيرة التي قدمها أبواق النظام أمثال طالب ابراهيم و شريف شحادة و غيرهما في فضح أنفسهم وفضح الجهات الأمنية التي بتبعون لها و التي تروج الأكاذيب و تزور الأحداث و تتآمر على الشعب السوري و على دمائه ..

 

هامش أخير :

ثورتنا من لحم و دم و حناجر موضوعة في أكياس .. يسميها عبيد النظام " للثورة "  بأنها فورة لأناس لا هدف لهم و لا بوصلة و جلّ    روادها مأجورون , وذلك في محاولة من أتباع هذا الفريق أن يشوهوا  البطولة التي لا يقدروا على تجسيد معانيها .. فصورا نضالنا على أنه ثورة افتراضية من فبركة الإعلام ..  لكنهم تناسوا أنها ثورة من لحم و دم و حناجر موضوعة في أكياس ..

 صحفي سوري*

 

زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (113)

سامي عبد الرحمن سالم

2011-10-29

قناة الدناءة تمارس دو \" شارلوك هولمز \" ولكن \" شارلوك هولمز \" الغبي, لأنها متأكدة من غباء مشاهديها...فآخر اكتشافاتها لفبركة الجزيرة أنها لم تراع فرق التوقيت الشتوي الجديد في سورية فعرضت صلاة الظهر في سورية قبل ساعة من موعدها؟؟؟ وكأن صلاة الظهر لها علاقة بالتوقيت الشتوي أو الصيفي! وكأن قناة الدنيا تقول إن وقت صلاة الظهر يجب أن يتبع لمجلس الوزراء ويكون بدءا من هذا اليوم بعد ساعة من موعده يوم أمس!.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي