أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل النظام السوري محميا دوليا؟ ... الياس س. الياس

يتساءل السوريون وببساطة عما إذا كان بشار الأسد شخصية تحظى برعاية دولية تحاول أن تجنبه المآل الطبيعي للحكم الاستبدادي الديكتاتوري على مدى 8شهور من ثورة الشعب السوري لإسقاطه والانتهاء من دولة باتت تنحى نحو الفاشية أكثر..
يتجدد السؤال كلما أصبح الثمن الذي يدفعه الشعب السوري متعاظما مع المزيد من الإيغال بالدماء والتدمير وعدم الاكتراث الذي يبديه الديكتاتور في دمشق للانتقادات الدولية، ويجيب السوريون بأنفسهم على تساؤلاتهم بشكل جازم: نعم يبدو أن الأسد محمي من بعض المتنفذين على الساحة الدولية.. البعض منهم يتجه صوب تل أبيب للدلالة على تلك الحماية التي ترعى تأخير سقوط نظام البعث، وهناك من التفاصيل ما يجعلك أحيانا تحتار فيما إذا كان المجتمع الدولي بحق يقف عاجزا أمام الوحشية التي فاقت بكثير وحشية أية ديكتاتورية قمعت شعبها بكل السبل والوسائل، حتى تلك التي شاهدناها في ليبيا واليمن.. ففي البلدين ثمة من كان يدافع عن نفسه وبالسلاح..

في سوريا بدا تنقل الاتهامات للثوار السوريين " من عصابات مسلحة مجهولة الهوية إلى القاعدة أخيرا" كتهم تحاول ارباك المشهد، ورغم أن مسألة اتهام الناس بحمل السلاح لمواجهة ما وصل اليه الاذلال والفاشية في التعامل مع المدنيين ليست تهمة ولا تضر أصلا بصورة هذه الثورة التي كشفت حقيقة هذا النظام البعثي القائم بالأصل على استخدام نظرية "الصدمة والترويع" ولا مبالاة بحقائق باتت قريبة ماديا ممن وضعوا أنفسهم في مواقف حيادية ورمادية وسلبية من الثورة السورية.. إلا أننا نشهد الاستخدام البائس لهذه التهمة إعلاميا وسياسيا لبعض من يحسبون أنفسهم معارضة، أضف إلى ذلك جوقة "خلصت" اللبنانية- السورية وبعض الفلسطينية من القيادة العامة والصاعقة.. هذه المسألة ( الاتهام بالسلاح) ما عاد منها طائل اليوم حتى عند أشد السوريين حماسا للنظام..
وبالعودة إلى ذلك السؤال والأجوبة المتعددة يقفز بين الفينة والأخرى ما يشبه التأكيد على أن نظام الأسد يحتمي بقضية تاريخية ولدت مع أبيه في العلاقة المريبة بينه وبين الغرب وبين معاداة إسرائيل.. فيتبين أن الأسد الابن المورث للحكم لم يكن في أكثر من عملية توافقية داخلية وخارجية تبتغي استمرار "الحالة".. وكلما زادت تضحيات الشعب السوري وإصراره على نيل حريته كاملة كلما تكشفت ورطة حماة النظام في دمشق..

خلال 8 أشهر تم الدفع بكل ما يمكن لإنقاذ النظام في دمشق بشبكات أمان متعددة المصادر واللغات، حتى أن المراقب للموقف الأميركي خلال الأشهر الأولى كان ليستغرب القول بأن الأسد "إصلاحي" وهو الذي يقول بنفسه "لا ليس لدي برنامج اصلاح بل كانت أفكار".. وبينما السوريون جرى ترويعهم وترهيبهم لإعادتهم إلى حظيرة الخنوع للأمر الواقع تعمقت الأزمة الدولية في قدرتها على حماية هذا النظام..

هذه مجرد فكرة تم مناقشتها مع بعض السوريين:
المجتمع الدولي وتحالفاته الإقليمية ، عربية وغير عربية، والتي تجنبت طويلا القول "انتهت شرعيتك" أطلق العديد من المواقف التي منحت الأسد الكثير من الفرص التي لم يحظى بها أكثر الحلفاء قربا لواشنطن ولتل أبيب كمبارك في مصر وزين العابدين في تونس، وظل الموقف العربي والتركي يراوح في ذات الهامش الذي يدين عمليات القتل واجتياح المدن ويحذر من "حماة جديدة" إلى أن تكسرت كل الخطوط الحمراء فبان وكأن النظام السوري يُعطى المجال لكسر الثورة الشعبية في سوريا وبدت تلك المواقف كمن يساهم مع النظام في إيصال الشارع السوري إلى جدار من اليأس والإحباط.. هذا ما تناقله الكثير من السوريون الذين يزيدون على ذلك أسئلة عن حقيقة الموقف التركي الذي كان يتصاعد أحيانا ويخفت تماما كمن يتواطأ مع النظام الذي اخترق كل محظور وكل خط أحمر حددته أنقرا بنفسها ولم يحدده لها الثوار.. هو الأمر عينه ينسحب على الموقف العربي الذي لم يصل حد الإدانة حتى.. وقد أثار نبيل العربي سخطا شعبيا عربيا وسوريا حين صرح في زيارته الأولى "قرأت في صحيفة البعث... وأخبروني أنهم بصدد القيام بإصلاحات شاملة " ثم قوله مؤخرا " مهلة الأسبوعين ليست مهلة ولا تحذير".. قبل وصول ما يسمى اللجنة الوزارية العربية إلى دمشق كان عداد الموت يحصد المزيد من الأرواح وزادت شراسة النظام في القتل والاستهتار بكل شيء.. وظلت الروايات عن القتل والقصف مجرد "أكاذيب وفبركات إعلامية" ويزداد حنق السوريين على مجالات تصديق البعض للروايات الممجوجة لنظام لا يتورع الكذب حتى في مسألة أظهرت الأسد نفسه ككاذب من النوع الرديء..

في رمضان جلس مجموعة من المشايخ بمن فيهم مفتي بشار أحمد حسونة على مائدة إفطار وعلى وقع التنكيل والقصف وتأليه عصابات بشار له على ألسنة الناس.. تلقى هؤلاء درسا دينيا من بشار الأسد لن ينسى ضمن دروسه الطويلة في الثرثرة.. لكن أهم ما ميز هذه الجلسة الرمضانية كم الأكاذيب التي يعتاش عليها بشار.. فقد انبرى في الكذب عن "ممارسات فردية" سرعان ما كشفت الوقائع أنها منهجية ومدروسة ضمن نظرية الترويع والترهيب.. ثم أضاف كذبة جبت كل الأكاذيب السابقة عن مئذنة مسجد عثمان بن عفان في دير الزور وقدمها بطريقة تستدعي الشفقة على بؤس هذا الرجل "كرجل عسكري" لا يمكن استهدافها من قبل جيشنا وبالقصف".. كان الأسد ها هنا يستغفل الحضور ومن وراءهم الشعب السوري وأي إنسان لديه ذرة عقل في مقاربة الواقع بخيال العصابات المسلحة المفترض أنها تسيطر على البلاد.. ليتبين أن الرجل مجرد كاذب فاشل، فقد أظهرت صور أخرى مأخوذة من جنده أن القصف تم من قبل جيشه ومن مدرعاته.. الحادثة لم تكن الأولى ولا الأخيرة..

المثير في الأمر هو الصمت العربي المكتفي بالدعوة إلى "وقف الاقتتال" ( أحمد بن حلي) و لكأن الشعب السوري شعب مسلح يقاتل جيشه.. فلو كان مسلحا فهل كان يستطيع جيش الأسد أن يكتفي بخسارة ما يرددونه من أرقام مضحكة عن عدد قوات الأمن والشبيحة؟
ومن خلف هذا الموقف العربي، الذي يهدد دوله وبشكل لم نعتده حتى في أوج الاحتراب العربي بلسان شريف شحادة وغيره من الناطقين باسم النظام، بدا الموقف الدولي أشبه بمن يراقب قدرات النظام على تسويق روايته وكسر شوكة شعبه..
يتضح من النقاش أن إيصال الأسد إلى تهديد المنطقة بستة ساعات جهنم مسألة مدروسة وبعناية فائقة.. لكن المثير في كل التهديدات التي يطلقها تارة ناصر قنديل وتارة شريف شحادة وبسام ابو عبد الله ووئام وهاب أنها كلها متجهة صوب المحيط العربي والتركي.. بمعنى آخر ليس هناك تهديد واضح ولا صريح تجاه العدو الإسرائيلي.. وهو أمر غريب نوعا ما في مخالفة واضحة لتسويق النظام لنفسه ضمن نظيرة الممانعة التي سقطت عنها ورقة التوت في نوى وداعل وكل قرى حوران القريبة من الجولان المحتل وفي التعامل الفج مع الأسير المحرر وئام عماشة..

فهل يستمر البعض في حماية النظام السوري من السقوط؟
نعم يستمر البعض في إظهار هذا النظام وكأنه قوة فوق الخيال قادر على قلب كل شيء وتهديد اية دولة وقوة في المنطقة ( باستثناء إسرائيل، إلا من التحذير اليتيم لرامي مخلوف عن ترابط الاستقرار بين العائلة وأمنها).. وهكذا يراد ربما إشعار المواطن السوري ( ليس بالضرورة المنخرط بالثورة) بأن هذا النظام نعم يصل مرحلة "الإلوهية" وأن أحدا في الكون لا يستطيع القضاء عليه.. وعليه نقرأ في ذات الاتجاه تصريحات نصر الله عن استحالة إسقاط بشار..

الثورة السورية سواء كانت تواجه الطغمة الحاكمة في دمشق أم تواجه تحالفات إقليمية ودولية فهي ثورة أنجزت ما هو فوق قدرتها وطاقتها وكشفت المستور الحقيقي في لعبة الأمم.. فمن بدا وكأنه يمنح النظام السوري الفرص تلو الفرص سيكون مضطرا إلى التسابق نحو التخلي عنه وسحب شبكة الأمان الممتدة له منذ 8 أشهر..
ربما تكون الثورة السورية الأكثر شمولية في بعديها الداخلي والإقليمي - العالمي فليس من المعقول أن منظومة متكاملة من مبادئ حقوق البشر في تقرير مصيرهم وحرية اختيارهم تقف عاجزة أمام توغل نظام فاق الفاشية في التصرف.. وما ذلك العجز سوى محاولة بائسة من الفرص التي مدت بعمر النظام ودباباته وآلته العسكرية التي يواجه من خلالها كل تجمع مدني قروي وحضري رفع شعار "إسقاط النظام" من حماة إلى درعا ودير الزور ولاحقا سنرى ذات السيناريو في إدلب وريف دمشق وربما ريف حلب وحلب نفسها..
ما نحن بصدده اليوم شعب أمسك بارادته وعرف طريقه وسبق كل معارضة في قراءة وتفكيك شيفرة التحالفات وفهم تماما أنه يواجه نظاما باركته تلك التحالفات وحاولت إطالة عمره.. لكن التضحية والإصرار لدى الشعب بات يكسر كل تلك المحاولات البائسة والكشف عنها وإزالة كم متراكم من المساحيق عن الوجوه الكالحة التي وصلت أوجها في الضاحية الجنوبية وطهران ودبي وبقية المرعوبين من منظر القذافي وهو يُشد من "الجرذان".. قد يبدو الأسد محقا حين تحدث عن 64 ألف وكسور كاستعداد مبدئي للتضحية بهم لتثبيت حكمه المنهار وصفة "الجراثيم" تنطبق يوما بعد يوم على عصاباته التي أطلقها في الشارع السوري.. ولأن هذا النظام، سواء كان محميا أم لم يكن، عرته إرادة شعب سوريا فهو بالتأكيد لن يكون قادرا مهما فعل على إعادة إنتاج بضاعته وتسويق نفسه.. ولأنه قائم على استغباء الشعب وعلى محاولات كسب الخارج وتصديق رواياته الكاذبة وعدم اكتراثه بمدى الفضيحة التي بات يعرفها أكثر الشعب السوري متضمنة أكاذيب وتكذيب الانشقاقات العسكرية التي يعرف عنها الناس.. فإنه نظام لن يستطيع التعامل مع كل الفرص الممنوحة له لسبب بسيط جدا يفتقده هو وعصاباته.. القرار الحاسم والصدق والإرادة.. الشعب السوري حسم أمره وهو صادق مع نفسه ولن تهن أو تضعف إرادته.. إنه لم يخرج لأجل الراوية السخيفة عن سندويش كباب وحبوب هلوسة ملفوفة بورقة 500 ليرة.. ولم يخرج ليحصل على لقب "قائد الثورة" على سيرة "أبو نظير"..
قد تكون التكلفة باهظة ولكن الشعب الذي خرج يطلب الحرية للشعب وليس لطائفة أو فئة لا يمكن هزيمته بتفكيك مطالبه إلى خزعبلات "مطالب مشروعة في المحافظات" ولا يمكن الضحك و استغباء الناس بخفض أسعار مازوت وتقديم رشوة على أمل أن الناس في سوريا يشبهون عصابات الشبيحة وفرق الموت التي تدافع عن امتيازاتها ومصالحها وحفنة من النقود..
من الصعب أن يدرك حكام دمشق أن تجارب التاريخ تنطبق عليهم.. وكلما أوغلوا في تجاهل الحقائق كلما دفعوا المجتمع الدولي إلى نفض اليدين منه.. وكلما أوغل في الدماء كلما تجذرت الثورة.. من الصعب أن يدرك نظام فاشي أنه آيل للسقوط وأنه منتهي من اللحظة التي أنزل فيها الدبابات لمواجهة شعبه.. ويصعب عليه استيعاب أن المجتمع الدولي والإقليمي لن يكون بإمكانه الصمت أكثر وهو يرى حقا خطاب الشارع السوري وهو يصمم أكثر فأكثر لمواجهة هذا النظام ولو اقتضت الضرورة بحمل السلاح والضرب بعرض الحائط تلك التهم السمجة عن العصابات المسلحة...

الأهم في كل الفرص المتاحة أن الشعب السوري نفسه منح هذا النظام من الفرص ما لم يمنحه المجتمع المصري على سبيل المثال لمبارك، فعلى مدى سني حكم مبارك لم يهدأ الشارع المصري عن مواجهته وفي سوريا مُنح هذا الديكتاتور منذ 11 عاما الفرصة تلو الفرصة وإن جاء بطريقة هزلية وغير شرعية.. ومُنح منذ بدايات الثورة في مارس الماضي الكثير من الفرص، لكن عنجهية القوة والعيش على كسر الرؤوس ولغة الإخضاع المنعكسة في شعارات عصاباته "الأسد أو لا أحد" سحبت منه كل إمكانية للتنحي بكرامة.. ولا يأخذ السوريون اليوم قياسات الانجاز والإخفاق لا من الأبواق اللبنانية ولا من غيرها.. إنهم هم من يقيسون الواقع الذي يعشونه اليوم مقارنا بما كانوا عليه قبل أشهر معدودة.. فحين يركل البشر والجثث وهستيريا الولاء للأسد تسأل : بدكن حرية؟ هاي منشان الحرية.. وهاي منشان الشهيد.. واعطيهن حرية ( مع طلقات على المنازل والبشر)" فإنك أمام لحظات من انكسار الجلاد ونهاية العبودية للفرد وتبقى كل الأسئلة الأخرى التي نطق بها البوطي عن ضياع الاسلام والعروبة بعد بشار مجرد مدعاة للسخرية والضحك والبكاء على العقل..

أخيرا:
تبدو المعارضة السورية ممثلة بالمجلس الوطني السوري كالتائهة عن قراءة ما يدور حولها ومربكة بأوضاع وظروف تحتاج الكثير من الجرأة والحزم في طرح ومخاطبة المجتمع الدولي والابتعاد عن الخطوط الحمراء التي وضعها النظام الديكتاتوري في دمشق ليصنف فيها المقبول وغير المقبول.. والوطني وغير الوطني.. إن أبسط مثال على المعارضة المدجنة التي روضها النظام وفق خطابه التمويهي هي تلك التي تذهب إلى موسكو "لشكر روسيا على الفيتو" بالضد من حنق وغضب الشارع الثائر.. وهي تلك النوعية من الكتاب والصحفيين الذين تجدهم يمجدون إصلاحات النظام بينما هم في الواقع يريدون استمرار هذا النظام في البقاء مع رتوش تجميلية.. وتلك النوعية التي تدعي ما تدعيه من تمثيل للشعب وتنتقد خروج المظاهرات من المساجد بينما هي عاجزة عن إخراج 10 من مناصريها في حديقة واحدة من حدائق حلب وساحات دمشق..
المجلس الوطني السوري الذي أخذ شرعيته من الثورة الشعبية يحتاج اليوم لخطاب واضح وصارم يجعله فعلا انعكاس للثورة وليس محاولة اللحاق بالشارع.. ومن هذا المنطلق غير مفهوم كيف يرحب هؤلاء بانشقاق عسكر من الجيش وانضمامهم إلى الجيش الحر بينما يخجلون ويترددون في الإعتراف وتبني هذا الجيش وبحث السبل والوسائل التي تدعم بقاءه واستمراره والبحث عن التكلفة المادية والاجتماعية لكي يكون هذا الجيش جزاء أصيلا من المعارضة بدلا من تركه يبحث عن تمويل وتبني.. هذه الاشكاليات ليست غائبة عن الشارع الثائر باي حال من الأحوال وما تلك الشعارات التي يرفعها المتظاهرون إلا رسائل لهذا المجلس إن أراد حقا القيام بواجباته تجاه ثورة شعب لا يجد الكثير من التضامن والأفعال العربية والدولية..
من غير المفهوم ايضا أن لا يقوم المجلس الوطني السوري بدوره السياسي المحمي من ثورة شعبه والابتعاد عن اللغة العائمة في قراءة ما يجري عربيا ودوليا وتصعيد اللهجة واللغة لفضح التواطؤ إن وجد.. فإذا كان الحمصي والحموي والشامي والدوماني يعرفون أو يستشعرون ما يدور فالأولى أن يكون المكلفون بالمجلس هم من يخوضون في الأمور السياسية والديبلوماسية بلغة لا تعرف الخجل ولا تسير وفق خطوط حمراء وضعها النظام وساروا على هديها للأسف دون إدراك لما يمكن أن تجلبه من تأخير الانتصار وتوسيع التكلفة.. فمن يرهن نظامه ومستقبله لقوى اقليمية ودولية ويرفع العلم الروسي والصيني لا يحق له أن يقول عن المعارضة أنها تعمل وفق أجندات خارجية.. ففي سوق الحميدية وفي حوران لم يخرج الناس بفعل أجندات ولا سندويشات وهلوسة حبوب الجزيرة..

(107)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي