أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشمس المريضة ... مطانس الداود

عندما كنا صغارا كانت الشمس تشرق في كانون ناصلة الألوان صفراء كأنها آتية من بعيد

حاملة البرد والزمهرير .

كنا نستطيع لشدة ضعفها ان نحدق بها حيث كانت تسبح في اعيننا ببطأ كانها متعبة من ذلك السفر الطويل, وكنا نسيمها الشمس المريضة وكانت هي بالكاد توزع اللون الأصفر الباهت على الحيطان وعلى الكروم , ناشرة ردائها البارد على صفحة كحلون كانه اوراق الخريف , اية خريف هذا الذي امتد عشرات السنين غير مكترث بأوراقه الصفر التي تداس ولا حتى التي تعذب في السجون . وتعلوا الأصوات والأهازيج الا ان الربيع مازال كالراعي النائم واغنامه تهيم على وجها , ومازالت اوراق الخريف تتساقط من كل مكان أفاق مذعورا وهب كالملسوع لقد سرحت الأغنام باتجاه الربيع وعندما حاول قيادتها ادرك انها لم تكن اغناما لكنها كانت رعيانا نائمة بفعل الخريف الطويل وشمسه المريضة .!!

(103)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي