أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المهلة العربية .... ومناورات النظام؟؟ ... ماجد الشيباني *

بعد تحفظ النظام على التئام جامعة الدول العربية لتدارس الوضع السوري بناء على دعوة مجلس التعاون الخليجي، وتهجمه على الاجتماع والتشكيك بالدعوة والظروف التي دعت إليها "حسب كلمة المندوب السوري"، ورفض اللجنة التي تمخضت عنه برئاسة قطر، ورفض ما جاء في المبادرة العربية جملة وتفصيلاً، في الوقت الذي بات الشارع السوري أكثر إصراراً على المضي قدماً في ثورته لإسقاط النظام الذي تجاهل كل الدعوات الأممية على لسان أمين عام الأمم المتحدة، ولأكثر من مرة، تبعتها مباردة الروس ومهلة الأسبوعين، ونصائح الإيرانيين، ودعوات ومناشدة الأوروبيين، وتمنيات القادة والساسة العرب على النظام بالاستماع لصوت العقل، بوقف المجازر التي ترتكبها الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها، واعتماد النظام السوري الحل الأمني لإسكات صوت المنادين باسقاطه.
وآخر المبادرات كانت مبادرة الجامعة العربية للنظام للتحاور مع المعارضة السورية ممثلة بكل الأطياف والمكونات في الداخل والخارج والمجلس الوطني السوري تحت مظلة الجامعة العربية وذلك خلال مهلة الأسبوعين، ويذكر أنه خلال الثلاثة أيام الأولى للمهلة راح ضحية قوات أجهزة النظام الأمنية أكثر من 160 شهيداً، علاوة على الآلاف من المعتقلين والمختطفين والتدمير واجتياح المدن، وفي الوقت نفسه راحت أبواق النظام ورجالاته وعبر وسائل الاتصال المختلفة برفض المبادرة وأصحابها والقائمين عليها، ولاندري ما هي حكمة العرب في إعطاء النظام تلك المهلة، بعد أن منحه مثلها من قبل نبيل العربي، وكان الرد حينها وكأنها لم تكن...؟ وتملأ الأفق هذه الأيام تصريحات مساعد أمين عام جامعة الدول العربية بقبول النظام السوري للمبادرة العربية وللوفد الوزاري أياً كانت رئاسته "بعد رفضه" ...؟ لزيارة دمشق يوم الأربعاء القادم ، بعد مرور أكثر من 10 أيام من المهلة العربية، وهنا لابد من التأكيد أن النظام السوري بقبوله المبادرة يلعب على وتر كسب الوقت والمناورات الخبيثة المكشوفة والتي لم تعد تنطل على جاهل... لاستقبال الوفد العربي والاستماع لما يطرح، رغم أنه وفي رأس بنود المبادرة حسب المعلن على لسان رئيس اللجنة الوزارية العربية، وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة للنظام السوري من المدن والبلدات السورية، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين وضمان حق التعبير عن الرأي للسوريين دون التمادي في استجرار الحلول الأمنية إلى آخر ما جاء في المبادرة العربية....!! واليوم أكثر من علامة استفهام حول الفائدة المرجوة من زيارة الوفد الوزاري العربية لعاصمة الأمويين للقاء المسؤولين السوريين دون توفير النظام لأجواء ما يؤشر بالنية الصادقة للحوار وأقلها وقف العنف والقتل والمجازر في أنحاء سوريا بل لوحظ أن النظام زاد من وتيرة القمع والقتل ضارباً بعرض الحائط كل المناشدات والصيحات الدولية والإقليمية للخروج من الأزمة والاستماع لمطالب السوريين.
يوم الأربعاء تتوجه اللجنة الوزارية العربية لدمشق وفي جعبتها مبادرة رفضها النظام قبل الإعلان عنها، وسيتم اللقاء ويبدأ مفاوضو النظام بعرض ملفات معدة سلفاً لتدعيم آليات إدارة الأزمة من قبل النظام وما يسمونها خطوات الاصلاح والمراسيم والقرارات التي صدرت عن رأس النظام، والتباكي على النيات المبيتة من الآخرين لاستهداف سوريا، والدفع بملفات مفبركة ممجوجة عن العصابات المسلحة والمأجورين وعناوين عن أجندات تعشعش في رأس أبالسة الأجهزة الأمنية للنظام السوري، ناهيك عن محاولة التشبث بإجراء الحوار المفترض في ديار الشام، مع علمهم أن معظم المحاورين المفترضين من أطياف المعارضة محرومون من جوازات السفر، وأسماءهم مدرجة في قوائم الإعدامات والموت وأقلها المطلوبين، وإدراك النظام أن لا أحد من رموز المعارضة يثق بأية تطمينات قد يطرحها أولئك لكل من يأت للتحاور المفترض، وسيضيع الكثير من الوقت في شكليات طروحات الجانب الحكومي السوري حول آليات الحوار والمواضيع المطروحة، وأجندات الحوار وحزم الخطوط الحمر التي سيرميها المحاورون من ممثلي النظام في وجه اللجنة، وعلامات الاستفهام والإقصاء على شخصيات بعينها وصولاً إلى إجراء الحوار تحت مظلة النظام القائم بحكم الأمر الواقع، مع استمرار آلة القمع وارتكاب المجازر وانتشار الجيش وقوات الأمن في كل بقاع الأرض السورية ما ظهر منها وما بطن.....؟؟؟ فعن أي حوار تتحدث اللجنة الوزارية مع الجانب السوري الذي هدد في الأصل أي دولة أو نظام في العالم بإزالته من الخريطة في حال اعترافه بالمجلس الوطني السوري بعد أن قام بمسح وإزالة أوروبا من خريطته...؟؟؟!!!
كثيرون من اجتهدوا في ردات فعل المجلس الوطني السوري حيال المبادرة العربية واختلفت الآراء والاجتهادات حول ذلك، في الوقت الذي لايمكن اعتبار المبادرة المفترضة ما هي إلا محاولة للخروج من أزمة كانت نتاج النظام نفسه ....؟ وبالتالي هي موجهة للنظام ورموزه دون غيره... والمعارضة غير معنية بقبول أو رفض المبادرة.... ما لم يستجب النظام السوري للمبادرة نصاً وروحاً ابتداءً بوقف آلة القتل وانتشار الجيش وقوات الأمن وإطلاق يد المرتزقة المأجورين وصولاً إلى تهيئة البيئة الملائمة لإجراء حوار حقيقي يكون انعكاساً لمطالب السوريين في إسقاط النظام ومنظوماته الأمنية والعمل على استعادة الحياة الديمقراطية، وعودة مؤسسات المجتمع المدني، وإطلاق الحريات العامة وتبييض المعتقلات،،،، وهنا بات معروفاً للجميع بأن النظام السوري لايمكنه التخلي عن الحل الأمني، وسحب الجيش وقوات الأمن من الشوارع، فذلك ما يعني خروج الملايين للمطالبة باسقاط النظام.... ما يفضح زيف ادعاءات النظام في محدودية أعداد المتظاهرين بعد سقوط عامل الخوف والرهبة لدى قطاعات مناهضة للنظام من ذوي اللون الرمادي والمتقاعسين خوفاً من القتل المجاني على يد القناصة المأجورين من النظام وأربابه، وبالتالي ليس هناك في الأفق ما يشير إلى أن النظام سيوفر البيئة المطلوبة للحوار الحقيقي ففي أول شرط سقوطه ..... والقبول بالمبادرة ما هي إلا مناورة مكشوفة ... سيكون ثمنها الكثير من الدماء على أيدي قوات النظام.... والمعارضة ليست معنية بقبول أو رفض المبادرة فهي للنظام وهو المأزوم وعليه قبولها أو رفضها والنتيجة سيان..... بعد أن حزم السوريون أمرهم في إسقاط النظام واستئصال نظام القمع المخابراتي الذي تغول في مفاصل حياة السوريين لأربعة عقود سوداء من تاريخ سوريا....!!!
* صحفي سوري مغترب.

(95)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي