أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حكاية المؤامرة ... مازن كم الماز

الموضة الآن هي حديث المؤامرة , يتحدث الجميع عن أن الآخرين يتآمرون عليهم , يقول المسلمون أن المسيحيون يتآمرون عليهم , و يقول المسيحيون أن المسلمون يتآمرون عليهم , العلمانيون يتحدثون عن تآمر و مؤامرات الإسلاميين ضدهم , و الإسلاميون يقولون أن العلمانيين يتآمرون عليهم , السنة يقولون أن الشيعة يتآمرون على أهل السنة , و رجال الدين الشيعة يتهمون السنة بالتآمر على الشيعة , ساسة و رجال دين الغرب يتهمون أهل الشرق بالتآمر عليهم و أهل الشرق يرون أن الغربيين لا يتوقفون عن التآمر عليهم , وجود الآخر المختلف سياسيا أو مذهبيا أو طائفيا أو دينيا أحيانا يكفي ليفتح شهية البعض للحديث عن المؤامرة , لكن لا أحد من النخب الدينية و السياسية المحترفة المنفصلة عمليا عن الجماهير و عن حياتها يتحدث عن القمع أو الاستبداد على أنه مؤامرة بالمطلق , القمع و القهر و الاستبداد يعتبر مؤامرة فقط بحسب نخبة ما إذا مورس ضدها و يصبح ضرورة إذا مارسته هي ضد خصومها , الاستبداد العلماني مؤامرة على المتدينين و على شريعة السماء بينما استبداد رجال الدين و الإسلاميين تنفيذ لشريعة السماء , أو بالعكس أن استبداد الأصوليين تخلف و استبداد العلمانيويين تنوير , الجزء المسكوت عنه من الحقيقة هو أن الاستبداد , أي استبداد , هو المؤامرة الفعلية الحقيقية على حرية كل إنسان على هذه الأرض أيا كان دينه أو مذهبه أو قوميته أو جنسه

(116)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي