الموضة الآن هي حديث المؤامرة , يتحدث الجميع عن أن الآخرين يتآمرون عليهم , يقول المسلمون أن المسيحيون يتآمرون عليهم , و يقول المسيحيون أن المسلمون يتآمرون عليهم , العلمانيون يتحدثون عن تآمر و مؤامرات الإسلاميين ضدهم , و الإسلاميون يقولون أن العلمانيين يتآمرون عليهم , السنة يقولون أن الشيعة يتآمرون على أهل السنة , و رجال الدين الشيعة يتهمون السنة بالتآمر على الشيعة , ساسة و رجال دين الغرب يتهمون أهل الشرق بالتآمر عليهم و أهل الشرق يرون أن الغربيين لا يتوقفون عن التآمر عليهم , وجود الآخر المختلف سياسيا أو مذهبيا أو طائفيا أو دينيا أحيانا يكفي ليفتح شهية البعض للحديث عن المؤامرة , لكن لا أحد من النخب الدينية و السياسية المحترفة المنفصلة عمليا عن الجماهير و عن حياتها يتحدث عن القمع أو الاستبداد على أنه مؤامرة بالمطلق , القمع و القهر و الاستبداد يعتبر مؤامرة فقط بحسب نخبة ما إذا مورس ضدها و يصبح ضرورة إذا مارسته هي ضد خصومها , الاستبداد العلماني مؤامرة على المتدينين و على شريعة السماء بينما استبداد رجال الدين و الإسلاميين تنفيذ لشريعة السماء , أو بالعكس أن استبداد الأصوليين تخلف و استبداد العلمانيويين تنوير , الجزء المسكوت عنه من الحقيقة هو أن الاستبداد , أي استبداد , هو المؤامرة الفعلية الحقيقية على حرية كل إنسان على هذه الأرض أيا كان دينه أو مذهبه أو قوميته أو جنسه
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية