تعقيباً على شائعات إعفاء محافظ دمشق الدكتور بشر الصبان التي تناقلتها بعض المصادر الاعلامية السورية فإنه لم يتم تأكيد أي شيء على المستوى الرسمي حتى الآن.
ولكن المؤكد هو أن المحافظ أوقع نفسه في ورطة مع القيادة السورية.
والقصة هي أن المحافظ أرسل إبنته الشهر الماضي إلى أميركا لتضع مولودها هنالك وبالتالي للحصول على الجنسية الأمريكية.
ورافقت زوجة المحافظ إبنتهما حيث ما زالت هنالك حتى هذه اللحظة .
كما قامت زوجة المحافظ بشراء منزل وسيارة في أميركا فور وصولهما إليها.
ولقد سربت بعض مواقع المعارضة كل هذه التفاصيل وتحدّت السيد المحافظ أن يقوم علنا" بإنكار هذه الواقعة، حيث على ما يبدو أن لديهم إثباتات موثقة قادرون على نشرها.
هذه الحادثة أدت إلى إستياء الكثيرين في القيادة السورية. الذين يرون في تصرف المحافظ طعنة في الظهر للأسد وللنظام.
ففي الوقت الذي يتهم فيه النظام السوري أميركا بالمؤامرة لإنهاء حكم الأسد يقوم محافظ دمشق، المحسوب على الرئيس شخصيا"، بترتيبات مسبقة في – بلاد الأعداء - لها دلائل سياسية عميقة لا تصب في خانة الوطنية - المزعومة- بأي شكل من الأشكال.
فتصرف المحافظ يرسل رسائل عديدة مفادها أنه يتوقع سقوط النظام في أي لحظة، والمسؤول الذكي هو من يبدأ بترتيب أموره وسكنه خارج سوريا.
كما يطرح هذا التصرف عدة تحفظات لدى القيادة السورية منها:
كيف استطاعت امرأة سورية حامل الحصول على فيزا أمريكية، حيث يعتبر هذا الأمر من سابع المستحيلات، إلا إذا كان لديك علاقات قوية جدا" مع المسؤولين في السفارة.
فالسفارات الأمريكية في شتى أنحاء العالم يعرفون أن سبب محاولة الولادة في أميركا هو الإلتفاف على القوانين الأمريكية للحصول على الجنسية للمولود ومن ثم لمّ شمل العائلة كلها عبر طلب جنسيات لجميع أفراد العائلة.
فهل هنالك علاقة - مميزة- ما بين السفير الأميركي في دمشق والمحافظ ،استطاع الأخير بموجبها الحصول على فيزا لإبنته؟
هل هنالك تنسيق بين محافظ حمص السابق إياد غزال ومحافظ دمشق الحالي بشر صبان للهروب خارج سوريا؟
فالجميع يعرف أن إياد غزال هو إبن عم زوجة بشر الصبان، وهو الذي استطاع وضع الصبان في منصبه الحالي نظرا" لعلاقته الوطيدة مع الأسد. وأصبح الصبان على أثرها يؤتمر من قبل محافظ حمص وشريكا" له في كل ما يتمّ من صفقات في محافظة دمشق.
يقال أنه يجري حاليا" مناقشات ساخنة بين بشار الأسد ورامي مخلوف حول وضع هذا المحافظ.
فرامي مخلوف، ومعه والده، وجدوا في شخص محافظ دمشق المستخدم المطيع الوفي الذي ينفذ أوامرهم دون أي تلكؤ بغض النظر عن أية قوانين وتجاوزات، وهم يحاولون إقناع الرئيس أن ما يجري هو عبارة عن أمور كيدية ودقّ أسافين.
بينما يعتقد الأسد أنه حان الوقت لوضع حدّ لكل من يبيعوه وطنيات في العلن ويتصرفون عكس ذلك في الخفاء.
الأيام القليلة القادمة سوف تظهر موقف القيادة من هذا المحافظ، ولكن الأهم من ذلك في نظري سيظهر لنا أيضا" من الأقوى:
الأسد أم مخلوف؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية