في حلقته الثالثة عن سورية يوم الثلاثاء 11\10\2011 الاتجاه المعاكس , والتي كانت واضحة و وصريحة ومتعادلة بالنسبة للحلقتين اللتين سبقت عن الوضع القائم في سورية من حيث تعادل الأطراف والمستوى الثقافي السياسي الذي انعكس فيها بين تفكير جزء من المعارضة والمدافعين عن النظام في سورية .
كانت الحلقة تليق بالمتحدثين الاثنين الذين يحملان شهادة دكتور في اختصاصهما , أي كان الاختصاص لا يعني المستمع الا الذي سمعه من تعابير على شاشة التلفزيون , وإن دلت على شيء إنما تدل عن تدني المستوى الثقافي وحس المسئولية تجاه ما يجري من اراقة الدم على أرض سورية .
فكل من الدكتور (بسام أبو عبد لله )المؤيد للسلطة والمتمسك مدافعا عن مصالحه وربما مستقبله , والدكتور( أحمد الحافظ )الداعي للتغيير والذي يحاول ركوب موجة التغيير والتظاهر , نقول للاثنين الدم السوري ليس سلعة للبيع في سوق مصالحكم , فكل شهيد يسقط اليوم هو خسارة للوطن قبل أي انتماء آخر .
الحلقة تدعو إلى الاستهجان والاستغراب مما دار فيها من حوار, ليته كان حوار طرشان و لما كانت كلماته تسيئ للوطن والشعب وللمستمعين , وهل هذا المستوى الحاكم والقادم إلى الحكم ؟ وهل هذا المستوى الثقافي الذي يتمتع به السوريين مولاة ومعارضة على حد السواء ؟
نحن متأكدون أن النظام لا يريد سماع الا رأيه , وما دعوته الى الا صلاح تحت سقف الوطن الا تأكيد فرض رؤية أحادية الجانب وبالقدر الذي يرتئيه أصحاب القرار, بما يوفر مصالحهم وغاياتهم , وتأكدنا اليوم وعبر المعارض المواجه أنه يريد السلطة للثأر, وليس على استعداد لقبول الرأي الآخر مهما كان نوع هذا الرأي , وبذلك تساوى الموالي والمعارض بالموقف من الشعب وتجاهله , فكيف لمعارض يدعوا الى المشاركة في الرأي يدعو الى قتل وسجن الآخر فهو يمارس الفكر الاقصائي الذي يمارسه مؤيدو السلطة , وهنا كان من الواجب التمسك بضرورة سماع الرأي الآخر والتشارك في البناء والتحديث والعودة الى الشعب قي المسائل المصيرية , لا أن يفكر عنه مجموعة لم تزل حتى اليوم تبحث عن رؤية سياسية لحراك تجاوزها منذ اليوم الأول , فالانتفاضة السورية لم تستشر أحدا في اندلاعها ولم تأخذ توقيع أي معارض أو موالي على سير تحركها , فهي بالأساس كانت وقفة في وجه الاستبداد السياسي ونتائجه الاجتماعية والاقتصادية , وكانت عفوية الطابع والمطالب وإنما تلكؤ السلطة في الاستجابة لمطالب الناس قاد الى ما نحن عليه اليوم , في وضع لا يحسدنا عليه أحد .
فشعبنا العربي في سورية ليس مع السلطة وبالتالي إذا كانت المعارضة على شاكلة المعارض ( الحافظ ) فنحن في سرداب طويل ولا مخرج منه الا المزيد من الضحايا وسفك الدماء الى أن نصبح جزء من التسويات والمصالح العالمية .
فالكلام الذي سمعته يدل على إفلاس سياسي اجتماعي لكل من السلطة والمعارضة , وبالمناسبة التيار التوفيقي الذي يفتش عن دور بين الفريقين ليس بأفضل حال منهما , ولايمكن أن تكون معارضة في الداخل وأخرى في الخارج لسبب بسيط جدا ألا وهو عدم وجود احتلال .
فالصراع بين فريقين من الشعب السوري معارض ومؤيد , كل منهم يريد الاستئثار بالشارع معنويا والابتعاد عنه ماديا وتشاركيا, والكيل بالاتهامات المتبادلة رغم فقدانها عدم المصداقية لاتؤخر أو تقدم أو تضيف على الوضع القائم بجديد .
*كاتب سوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية