أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل النظام السوري إرهابي.؟...مروان سليمان

إرهاب الدولة هو : عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية و النفسية عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة ، بمهاجمة المدن و القرى المكتظة بالسكان، و القيام بالتفجيرات، و الإغتيالات و بث الخوف و الرهبة في قلوب السكان الآمنين ، و نشر القوات المسلحة من جيش و أمن و عصابات مدججة بالسلاح موالية للنظام في الشوارع و البلدات و القرى لردع الناس في الخروج إلى المظاهرات المطالبة بالحرية
و الديمقراطية التي هي من مطالب الجماهير الشرعية.

إن إرهاب الدولة الذي يقوم به النظام السوري ضد المواطنين يعد من الأعمال الوحشية و الأفعال المخالفة للقوانين الدولية و القواعد و الأعراف التي تحكم المجتمع، و ينال من القيم الإنسانية و تجاوز للإتفاقات الملزمة قانوناً ، إذاً إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري مدان قانونياً و أخلاقياً و سياسياً.

فالنظام السوري في ممارسته للإرهاب ضد مواطنيه يستخدم القوة المسلحة بكل ما أوتيت من جيش و أجهزة أمنية
و عصابات الشبيحة في وجه المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية و الديمقراطية ، و إن هذا العمل المنافي للأخلاق
ولأبسط المعايير الإنسانية عدوان سافر على الشعب السوري بكافة فئاته و طوائفه ، و هو يجب أن يكون مستنكراً من قبل الجميع منظماتاً و دولاً و في مقدمتها منظمة التعاون ( الإسلامي) و التي أصبحت كأوراق الأشجار تتقاذفها الرياح يميناً و شمالاً حسب المصالح الخاصة بالأنظمة التي تجردت من أخلاقها و إنسانيتها عدا عن سقوطها السياسي و المصير التي تنتظرها.

ويأتي ممارسة النظام السوري للإرهاب عن طريق تجنيد عصابات الشبيحة ، و قيام هذه العصابات للإرهاب كأسلوب القتل ضد الشعب الأعزل لإثارة الرعب و الخوف في نفوس المواطنين و إحتجازهم التعسفي بدون أي مبرر ، و محاكمتهم في محاكمات غير عادلة و لا تنطبق عليها أية معايير عادلة بسبب سيطرة أجهزة الأمن الأسدي على هذه المحاكم بالإضافة إلى الإعدامات خارج نطاق القضاء و القتل السياسي المتعمد في الساحات و الشوارع عن طريق القناصة أو في الزنازين على أيدي زبانية النظام ، كقتل النشطاء السياسيين من خلال القتل العمد أو تعذيبهم حتى الموت .

عدا عن ذلك فالنظام السوري أصبح عبارة عن عصابات تستخدم الجريمة المنظمة عندما تقوم هذه العصابات بعنف منظم و بتدبير من الأجهزة الأمنية و ملحقاتها من الشبيحة بتنفيذ عمليات السطو و سرقة أموال المواطنين الذين يداهمون بيوتهم ، و القتل المبرمج عند قيام هذه العصابات بمهاجمة القرى و البلدات السورية على شكل قطعان من الوحوش و الذئاب المفترسة وتقتل و تعتقل بدون أي رادع أو ضميرإنساني ، و في ظل غياب القانون الذي يحاسبهم على جرائمهم بهدف زرع الرعب و الخوف و الرهبة في نفوس المواطنين و الهدف الأهم هو إستنزاف المواطنين مادياً و معنوياً و محاربة المواطن حتى في لقمة عيشه من خلال عمليات السرقة و السطو على أموال الناس سواء في البيوت أو المحلات التجارية أو حتى تكسير ممتلكاتهم من الحدائق و الأشجار و السيارات و الدكاكين التي ينتفع منها الناس لتأمين عيشهم الكريم، كل ذلك لإسكات صوت الحق.

فتعتبر الإنتهاكات الخطيرة التي يقوم بها النظام السوري و عصاباته و أجهزته القمعية ، و ما يقومون به من خلال القتل
و التعذيب و الإعدامات و دعم عصابات الشبيحة إنتهاكات لحقوق الإنسان من أجل قمع الإحتجاجات الشعبية ، و لذلك يعتبر النظام السوري نظاماً إرهابياً بكل معنى الكلمة ، و هو راعي الإرهاب في الداخل السوري و في الخارج على حد سواء من خلال بث الرعب و الفزع و مصادرة الحريات الأساسية و إثارة عدم الإستقرار في الدول الأقليمية بواسطة أساليب الإرهاب غير المباشرة كالتهديد بالفوضى و بالحرب الأهلية ، و إثارة النعرات الطائفية، و تخويف الدول المجاورة من نقل الفوضى إليهم عن طريق شبيحته و أجهزته الأمنية ، و تعتبر كل هذا من الجرائم الخطيرة.

إن إرهاب الدولة الذي يقوده النظام السوري يقوم على أساس الإختلاف في الآراء السياسية و مطالبة الشعب بالحرية
و الديمقراطية و تداول السلطة و توزيع الثروة بشكل عادل و إعطاء الفرص المتساوية للجميع في الحقوق و الواجبات
و تطبيق القوانين على أرض الواقع و الجلوس على طاولة المفاوضات بوجود ضمانات و أطراف دولية محايدة تستطيع الضغط لتنفيذ الإتفاقات المبرمة و بالسرعة القصوى و يسري القانون على الجميع .

إن النظام في سورية حكم عائلي يمارس الإرهاب باسم الشعب السوري و ضد الشعب السوري في آن واحد في ظل الإنفراد المطلق بالحكم من خلال عملية التوريث من الأب إلى الإبن و رفض الرأي و الرأي الآخر و إفتعال الأزمات
و الأخطار و تبني نظرية المؤامرة و الجماعات المسلحة و الممانعة الكاذبة و الصمود الزائف و إعتبار كل الشعب السوري المطالب بالحرية خارجاً عن القانون.

إذاً النظام السوري إرهابي بإمتياز.


(96)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي