أطربتنا فيروز في روائعها، لكن لشدوها في " نسمت من صوب سوريا الجنوب.... قلت هل المشتهى وافى الحبيب..... الخ ما قالت طعم من نوع آخر، ونقول لها باسم كل الشرفاء في حوران، نعم من جنوب سوريا هبت نسمات عليلة تشفي العليل والمحب والحالم، وكان لها على قلوب الأحرار وقعاً من مذاق مختلف، نعم فيروز ... من الجنوب من أرض حوران هبت نسائم الكرامة والحرية معمدة بدم الأطهار الكرماء والأشراف، تتسامق للعلا...ترسم لنا معالم طريق أضعنا معالمه لعقود كالحة السواد مرت على سوريا، درعا وحورانها اليوم تزهو بخيلاء، مسربلة بالعز الذي لا يعرف له طعم سوى من نادى لدرعا يوم حصارها، يوم قطعت أوصالها، يوم قطعوا عنها سبل الحياة، من دوما إلى حماة وحمص إلى البياضة، إلى اللاذقية إلى إدلب وجشر الشغور إلى مدن وبلدات وقرى ريف دمشق وريف حلب ودير الزور والقامشلي إلى صيحات الفزعة تعانق السماء من أجل نصرة أطفال درعا المحاصرين، قامت حمص تسابق حماة فيعلو صوت الحق من إدلب، وينطلق الأحرار من اللاذقية ودوما إلى كل بقعة من أرض الرجالات والأحرار.
لم يعرف الأحرار في سوريا والعالم سوريا موحدة كما هي الآن، من تحت فوهات المدافع وتحت رحمة قناص مأجور لايرحم، وقطعان توزع الموت في كل مكان، يخرج الشباب الثائر في كل مدينة وبلدة وقرية تنادي نصرة لمدينة أخرى وبالدم تقف معها، هنا طارت سكرة أرباب الحلول الأمنية وغرف التعذيب، وكانت المعادلة.... كلما زادوا من الهمجية زاد واشتعل أوار الثورة... امتد ليحرق الأرض من تحت أقدام المذعورين، والمرجفين، وسماسرة الدم، وباعة الأخلاق والضمير، فكانت ممارساتهم تعكس ما يجول في دواخلهم المتعفنة، من أعلى هرم العصابة إلى قاعها، فما كان من أولئك الأقزام والقتلة من متعهدي حفلات القتل والتعذيب والخطف والاعتقال إلا أن تمادوا في غيهم وظلالاتهم، وأوغلوا في الدم، فكان لهم فنون يعجز عنها أباطرة الجن وأبالسة الأرض، حيث اقترفوا جرائم الاغتصاب والقتل والتنكيل بالجثث، أما قتل الجرحى فكان ذلك عرف يومي لقطعان الشبيحة المرتزقة وما يسمى برجال الأمن، وفي سراديب التعذيب كان هناك عالم آخر، فهل يمكن لبني بشر أن يتصور أن يقوم شياطين أقبية التعذيب بالقضاء على فحولة المعتقلين من الشباب بطرائق بهيمية "طقطقة الخصى"، أو باغتصاب سيدات مختطفات على مرآى من المعتقلين....؟ ناهيك عن قواميس الشتائم والألفاظ البذيئة التي ترمى في وجوه المعتقلين في سراديب موشحة بلوحات الدم المتجدد يومياً، تفوح منها رائحة الموت، هي بعض من ملامح الموت، وانتزاع الحياة والكرامة من أبناء الوطن الشرفاء.
وعلى الملأ... يتحفنا رأس النظام بفحيح الأفعوان، وبضحكات وقهقهات بلهاء معمدة بالدم في معلقاته الخطابية العابقة بالكره والمكر والخداع، وبين ثنايا كل معلقة "بشارية خنفشارية" يقرأ فيها أزلامه ورجالاته مدلولات القتل وسفك الدماء وراتكاب المزيد من الفضائع، وأشد ما يثير الاشمئزاز توزيع زعيم العصابة التهديدات التي تربى عليها منذ نعومة أظلافه بإغراق المنطقة في جهنم من خلال توجيه الغضب لإسرائيل خلال ثلاث ساعات إن تعرض للقوة الدولية، أما الثانية سيغرق دول الخليج في أتون القلاقل والثورات الطائفية.... نعم هذا ديدن النظام، وما يقنه من حبك الفتن وإدارة الدسائس و و و و وليس آخرها تدبير الاغتيالات والتفجيرات العملاقة....؟؟!! وهنا نهمس بأذنك يا سيد قصر المهاجرين.... يا رأس النظام الممانع والمقاوم .... يا وريث العرش الأسدي لماذا تترك اسرائيل هانئة تعيش في سلم وسلام، ولاتحرك ساكناً حتى إن قصفوا لنا عين الصاحب "بالقرب من القصر الجمهوري في دمشق"، أو قصفوا موقع "الكبر في شمال شرقي البلاد"، حتى وإن رفرفت أسراب طائراتهم فوق قصرك العامر في اللاذقية.... وكان هدهد نظامك "المعلم" يكتفي بالاعلان عن الاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة...؟ التي لم ولن تأتي.... أما أن يتعرض العرش الأسدي للخطر والإسقاط فتكشر عن نواجذك وتخرج ما بجعبتك وترمي بحمم طواغيتك دون رحمة.... حتى أنك على استعداد أن تقتل ملايين السوريين وتكذب.....؟؟؟
هذا ديدن الأسد الصغير، ومن يدور في فلكه، والمعلم آخر تلك التحف.... عندما يتربص بكرسيه ويفوح بتفاهاته الجديدة بعد تهديده بإلغاء أوروبا من الخريطة أنه سيقوم وسيده بفرض أشد العقوبات على أي دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري...!! رغم أنه لم يعرف التسمية الصحيحة للمجلس موضوع نقمته؟؟ وهنا نؤكد أن ما صدر عن رأس النظام وأذياله ما هو إلا تجسيداً لطبيعة نظام فاقد للشرعية، يعتاش على أزمة منذ اغتصابه السلطة المورثة بطريقة البلطجة الغير مسبوقة معمدة بتصفيق تحف مجلس الردح، ولايعترفون براي مخالف أو يقبلون بآخر، فعرش الطاغية الأكبر و وريثه قائم على الجماجم، معمد بالدماء، ويدركون أنهم لايستمرون لأبدهم إلا بالمزيد من الدماء، على يد قطعان الأوباش والشبيحة.... ليؤكدوا للعالم أنهم مارقون على المدنية والبشرية بامتياز لايختلف عليه اثنان....ونقول: هبت نسائم الجنوب ليعبق الوطن بنسائم الحرية والكرامة.... طوبى للشرفاء والثوار وليقل أولئك ما شاؤوا... فالضوء في آخر النفق... والصبح آت .... إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .... ارقص يا معلم...؟؟!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية