الثورة السورية يستع مداها إلى كل أرجاء الوطن، وفي كل يوم تتسع رقعة المد الشعبي، تنادي بإسقاط النظام ومحاكمة المجرمين، وفي كل مدينة وبلدة وقرية تنادي الجموع بحياة مدينة محاصرة، والوقوف مع شعبها المقموع الذي يواجه جنازير الدبابات وخنازير الشبيحة وزرافات رجال الأمن المدججين بأنواع السلاح الفردي الخفيف والثقيل، ناهيك عن مجاميع أقزام المرتزقة من أزلام وأوباش النظام السابحين في فلك "المنحبك" يسترقون ويندسون بين أشراف الوطن الثائر يرصدون أسماء الفاعلين وأوصافهم ويمررونها لأسياد الحل الأمني والغرف السوداء، لتشهد المدن والبلدات والقرى في اليوم التالي على أبعد تقدير جحافل الأمن والشبيحة تقتحم المنازل دون أدنى اعتبار لحرمة أوكرامة لإنسانية الإنسان وفق أبسط الأعراف الدولية، في الوقت الذي تميزت فيه فعاليات ويوميات الثورة السورية منذ سبعة شهور ونيف بأنها الأكثر توثيقاً لأحداثها ولأدق تفاصيل المجريات اليومية التي أغرقت محطات التلفزة العالمية بالصوت والصورة بواسطة استخدام كاميرات الهواتف النقالة وإن كانت بجودة منخفضة نسبياً، رافقها بروز مجموعات من الشباب السوري الذين تحولوا إلى شهود عيان ليكونوا مراسلي للمحطات التلفزيونية بامتياز في ظل الحظر المفروض على تواجد مراسلي وممثلي وكالات الأنباء داخل الأراضي السورية في خطوة اعتقاد أرباب القرار وأسياد الحلول الأمنية أنهم سيحولون سوريا إلى حلبة للتنكيل والقمع وارتكاب المجازر على طريقة (أبوكلبشة) ولامين شاف ولامين دري.... على طريقة مجزرة حماة 1982م؟
وعلى مدار الساعة استطاع الشباب السوري تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية في ظل توفر الإمكانيات المتاحة من وسائل اتصال متواضعة والاستعانة بخطوط دولية لنقل الواقع وفضح مجازر النظام لتكون في عهدة الأسرة الدولية لحظة بلحظة، وفي معظم الأحيان قبل انتقال قوات الأمن بغنائمهم من الشباب المعتقلين والمختطفين يتم نقل الخبر عبر محطات التلفزة العالمية ما أثار حنق واستياء وامتعاض النظام الذي يصب جام غضبه على وسائل الإعلام العالمية التي وجه لها تهماً متنوعة ما بين العمالة والمخططات الامبريالية واستهداف النهج المقاوم وقلعة الممانعة الى آخر متوالية من أوصاف وألقاب النظام السوري في ساحات الوغى عبر محطات الردح السابحة في فلك أجهزة المخابرات، وعلى مدار ساعات بث تلفزة النظام الأسدي ليثبت القائمون عليها إصابتهم بعمى الألوان وقصر النظر والخرف والمراهقة السياسية إلى حد العهر الفكري والردح دون حياء أو وجل..؟؟ حيث يحاول أولئك البيادق الأقزام تدبيج البيانات ونسج الأكاذيب والروايات من وحي خيالات عواجيز ومخاتير الأجهزة الأمنية المصابون بالخرف والتكلس الفكري والإدمان على الكذب في إكساء خرافاتهم وتخريفاتهم لحماً فاسداً فاسقاً ومن ثم تمريره عبر التلفزة الرسمية ليعقبها حفلات ردح الأبواق من الزاحفين على ركبهم وعلى بطونهم المتملقين بلاحياء ليزيدوا في التفسير وتدعيم أكاذيب أسياد سراديب التعذيب، ومما لاشك فيه أن أولئك الأبواق أصبحوا فاكهة الثورة وموضع تندر وتنفيس للاحتقان والغضب في معظم الأحيان ومطلب السواد الأعظم ان غاب أحدهم لـ "قرصة إذن" أو "ربطه في سرداب" او تكليفه بمهمة قذره في مكان ما لمعاودة الظهور وليتحف المشاهدين بالمزيد من السخافات التي لم تنطل حتى على أزلامهم ورجالاتهم ...؟؟؟
الخبر في يوميات الثورة السورية .... احتل مقدمات النشرات الاخبارية في وسائل الإعلام حول العالم، مع العلم أن صانع الحدث هو الشعب الثائر والمقموع، المنتفض لاستعادة الكرامة المسلوبة، وصانع الخبر هو ابن هذه الثورة، من طليعة الشباب الثائر ومن كافة الأطياف والطبقات والمستويات، فكان أداء كل منهم وتحت اسم "شاهد العيان"، من تفوق على أرباب مهنة الصحافة، ليكون لسان حال الواقع المر، وناقل الخبر الذي لاتقلل من شأنه نقاوة الصورة، حتى باتت الصورة المرسلة عبر كاميرات الهواتف النقالة البدائية مادة ثرية لخبر مهم وفي معظمها توثيق لجرائم وصلت إلى حد جرائم الإبادة والمجازر البشعة للنظام ضد ما يفترض على أنه شعبه، وهنا لابد من التأكيد أن الثورة السورية في وجه أعتى الأنظمة السياسية الإجرامية في العالم تعتبر الأكثر تواصلاً مع وسائل الإعلام بالصوت والصورة وشكلت المواد المرسلة لتلك المحطات و وكالات الأنباء حالة من التخمة في نقل الحقائق على الأرض لحظة بلحظة، في الوقت الذي يحاول النظام السوري جاهداً وعبر وسائله الثلاثة المحنطة، والمصابة بحالة الانفصال عن الواقع، تحت أمرة العقلية الاستخباراتية أن يفبرك الأباطيل ويخترع الأكاذيب ويظهر فبركات رخيصة لاوجود لها على أرض الواقع، فقتلهم للأطفال كان لمحاولتهم سبي النساء، ومصرع الناشطين كان على أيدي عصابات مسلحة، والتدمير على أيدي متطرفين، والتفجيرات والاغتيالات على يد كائنات فضائية "بوكيمون"، أما الشهادات الافتراضية لما أسموهم "عنوة"مجرمون على التلفزة الرسمية فإخراجها أسوأ من فكرتها، وفي كل مرة يحاولون الخروج من مطب ليوقعون النظام في مطبات أخرى تفضح كذب ما يدعون، حتى قيل أن قصفهم لمآذن المساجد كان لتقصير المآذن على أنه لايجوز التطاول في البنيان..... "شر البلية ما يضحك"...؟؟؟
و وسط هذا المشهد تأكد للقاصي والداني أن الشعب السوري قرر وحزم أمره أن لاعودة للوراء ولتستمر الثورة حتى النصر وانتصار إرادة الشعب الثائر....لتحقيق سوريا الحرة الديمقراطية لكل أبناءها... مهما تشدق أولئك وحاولوا .... وعين الشمس ما يغطيها الغربال....؟؟؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية