أتحفنا إعلام النظام السوري بمقابلة حصرية وإنجاز إعلامي غير مسبوق على طريق "جيمس بوند" بمقابلة ما سماها "زينب الحصني" في إطار حفلات الردح التي تنظمها وسائل الإعلام التابعة للنظام، باعتبارها الوحيدة على الساحة السورية دون غيرها من وسائل الإعلام العالمية ومصدر إلهام السابحين في فلك الـ"المنحبكجية"، ودون الخوض في تفاصيل ما جاء على لسان الفتاة المفترضة، يحاول جهابذة إعلام السلطة إظهار وسائل الإعلام العربية والعالمية وكأنها تسير في ركب مخطط كوني لمؤامرة تعشعش في مخيلات صناع القرار في دمشق وطهران، والإيحاء بأن النظام السوري مجني عليه وضحية مؤامرة، والعمل بكل الوسائل على توريط تلك الوسائل أمام العالم والتشكيك برواياتها وتعاطيها مع الشأن السوري ليستمر النظام في مسلسل القتل والتنكيل بعقلية مخاتير المخابرات، والتعتيم الإعلامي المطبق في سوريا ليكون الإعلام الرسمي هو المتعهد الوحيد الأوحد لحفلات حمامات الدم والمجازر التي يرتكبها أزلام وزعران النظام البعثي.
"زينب الحصني" لايتمنى لها أحد أن تكون ضحية بشعة ولا لغيرها، ولم يأت إعلام النظام على الكشف عن أشلاء الضحية التي تم تسليمها لأهل "زينب" أم كانت لفأر مخبر أم كائن بلاستيكي أو فضائي لاقيمة له والأمر كله ليس أكثر من أن زينب على قيد الحياة، والإيحاء بأنها كانت هاربة والنيل من كرامة وشرف الثوار بطريقة الـ "هشك بشك"، ومن هي يا أشراف الإعلام السوري تلك الضحية إذاً...؟ وكيف تم تسليمها لأمها...؟ وكيف يكذب قلب أمها...؟ أم أن الضحية غير معروفة ..؟ وكيف وصلت إلى أيدي مخابراتكم .... وهل ستتقولون بأنها ضحية لعصابات مسلحة قادمة من الفضاء الكوني وتم العثور عليها من قبل أجهزة الأمن الساهرة على أمن وأمان السوريين، ولم تألوا جهداً في ذلك، وما رافق المقابلة الحصرية على القناة التلفزيونية الرسمية من جوقات المتحدثين والأبواق المأجورين من السوريين وغيرهم والتحليلات والاجتهادات الاخبارية يطبع في جبين رموز النظام أكثر من وصمة عار.... ونطالب إعلام "شبيك لبيك" بأن يلبي لنا مطالبنا البسيطة المتواضعة في مقابلات حصرية مع "حمزة الخطيب" و"تامر الشرعي" و"هاجر الخطيب" و"اسامة صياصنة الذي أطلق عليه النار أمام بيت والده وظهره للحائط على يد دورية اعتقال أمام أهل الحي في درعا" ، ومقابلة حصرية جداً مع غياث مطر وابراهيم القاشوش والتركيز على حنجرته...؟؟؟ وغيرهم وغيرهم الكثير..... وكيف يفسر لنا جهابذة الإعلام الرسمي ما تخبطوا في رواياتهم على أن حمزة الخطيب ابن 17 عاماً وليس 13 عاماً " لتشك أم حمزة في عمر ابنها ورجعت تدقق في شهادة ميلاده أكثر من مرة..؟ وكيف لحمزة محاولة سبي نساء الضباط .... وإن كان ذلك هل كانت طريقة قتله والتمثيل بجثته بالطريقة التي كانت هي وفق القانون أم وفق سادية و وحشية رجالات الأمن .... وماذا عن الطريقة التي قتل فيها تامر الشرعي.... والتي كانت الأكثر بشاعة حيث حمل جسمه النحيل كل بصمات التعذيب والهمجية وقتله بطريقة تثير الاشمئزاز ... فهل يتحفنا التلفزيون السوري أو الدنيا بمقابلة حصرية مع تامر لنرد لهفة والديه ونلقي بالعار على من روج فيديو مقتله......؟؟؟؟
هل يستطيع رجالات وأزلام النظام السوري أن يبرروا للعالم لماذا يجبر رجال الأمن ذوي كل الضحايا على التوقيع على محاضر معدة سلفاً بأن أبناءهم قتلوا على أيدي عصابات مسلحة مجرمة مع تعهد بدفن الجثة على عجل دون جنائز ومن يرفض يتم الاحتفاظ بالجثة إلى أجل غير معلوم.
وعند بدء الاعلان عبر وسائل الإعلام العالمية عن الانشقاقات في الجيش السوري حاول أرباب القرار في التلفزة الرسمية تكذيب رواية انشقاق الملازم أول عبدالرزاق طلاس على أنه هو نفسه المجند وليد القشعمي وأقاموا حفلات من الردح والتكذيب والصراخ على الهواء مع سوق قراءات تشريحية لوجه الملازم أول"طلاس" والتأكيد على أنه المدعي هو "القشعمي" ولا وجود للمنشق الأول والتشكيك بما ورد، وتابع الاعلام الرسمي ترديد الرواية حتى كاد أن يصدقها إلا قليلاً ليقلع عن الرواية وينسحب بهدوء بعد أن تكرر ظهور "طلاس" و"القشعمي" ما أثار موجات من الاشمئزاز لدى المشاهدين والاستخفاف بعقولهم بطريقة سطحية مسطحة، وأخذ هؤلاء الجهابذة بمحاولات مكشوفة لتطوير إمكانيات الصيد في الماء العكر الذي سرعان ما يتحول إلى ماء صاف يسقط نظرياتهم وأباطيلهم، عندما تحول أبواق منابر الإعلام وعلى الهواء مباشرة بتدعيم وتوثيق إدعاءاتهم بالحلف بأغلظ الأيمان وبتأكيدات لفظية وفذلكات لغوية على معلومات افتراضية تلقوها من مصادر استخباراتية ورجالات فضائية وأشباح لهم على الأرض في كل بقعة على أن كل رواية هي الحقيقة حتى ما يجري داخل الزنازين والمعتقلات وزوايا التحقيق والتعذيب ليزاودوا أيضاً وكأنهم كانوا بين المحقق والمتهمين في أقبية التعذيب، حيث يقع المتلقي في حيرة من أمرهم وصفاتهم المعلنة على الشاشات من محللين وسياسيين وكتاب وأكاديميين وبعضهم صحفيين ومستقلين أو حتى من ذوي عمائم السلطة ويملكون هذا الكم الهائل من التفاصيل التي يفترض أنها في حوزة دوائر ضيقة من المحققين والدوائر الاستخباراتية "على طريقة عبود"، بل يبالغ آخرون منهم بالخوض في نيات أصحاب القرار في التعاطي المستقبلي مع أي من الأحداث وغيره.
"زينب الحصني" لاننسى ردة فعل البوق "تالب ابراهام" في برنامج "الاتجاه المعاكس" عند ذكر حاثة تقطيع الضحية "زينب" ليتحف المشاهدين على الهواء بمكنونه المتعفن الذي لايختلف عليه اثنان، وبعفوية أظهرت ما تربى عليه وأمثاله بتحدي الخالق إن كان النظام قد قتل زينب.....؟ فهل كان عندها على علم بأن زينب لم تمت ولم تقتل...؟؟!! وهل كان هو نفسه من يحبك مثل تلك الأباطيل الصبيانية الرخيصة للارتقاء قليلاً يمستوى وعلوم الفبركات التي يجيدها هؤلاء وسرعان ما يتضح للجميع سخافتها وبطلانها.....؟ أم أن الأمر كان عفوياً فقط وجاء تطور الحدث ليجعلنا نحاول الربط بين ذلك وما تكشف عبر التلفزة الرسمية للنظام السوري...؟ ويعيد إلى الأذهان حادثة إعلان انشقاق السفيرة السورية في باريس قبل فترة وجيزة عن النظام وتصريحها للمحطة الفرنسية "فرانس 24" وتناولت التلفزة الرسمية الأمر لتقوم بنفيه وتفنيده بالوقائع واستخدامه للتشكيك بالأمر جملة وتفصيلاً وبالتالي للإيحاء بأن التعاطي الإعلامي العربي والعالمي مع الثورة السورية هو موضع تشكيك ولايتعدى المؤامرة ...!!! وفي نفس الوقت يسكت النظام عن الأمر دون إثارته أو حتى رفع قضية تشهير وتلفيق على المحطة التلفزيونية الفرنسية...!! وفي نفس الوقت لم نسمع قضية معاكسة من المحطة نفسها على من ادعى انتحال شخصية السفيرة السورية الافتراضية ....؟ أم أن المحطة نفسها لاتتبع إجراءات الاستيضاح من مصداقية الخبر وشخصية المتصلين بهذا الوزن .... والمحطة لاتستطيع التأكد من رقم المتصل ...؟؟ وأرقام السفارات متاحة للجميع وليست سرية.... إلى قائمة طويلة من التساؤلات المشروعة....؟؟؟ و يدرك الجميع أن الإعلام الرسمي السوري كلما وقع في مطب حاول فبركة قصة أخرى للنيل من مصداقية وسائل الإعلام التي تتناول الشأن السوري، وبالتالي الترويج لروايات التلفزيون السوري و الدنيا والإخبارية السورية فقط .... والتشكيك بكل ما يخالف ذلك تجسيداً لمبدأ الإقصاء الذي تنهجه السلطات السورية في ظل حكم الأب والإبن وما بينهما ...!!
نطالب وسائل إعلام "تالب أبراهام" و" الشريف شحاتة" والبسام ودوائر خالد العبود بإعداد وبث لقاءات حصرية تثلج صدور أمهات حمزة الخطيب وتامر الشرعي وهاجر الخطيب وتدحض شائعات مقتلهم على أيدي أجهزة الأمن والشبيحة ونسف روايات سبي النساء والرجولة المبكرة وإعادة الطفولة لهؤلاء عندها نصطف وراء إعلامكم ونصفق لكم طويلاً واقفين رافعي القبعات إعجاباً بتفاهاتكم وخرافاتكم .... وندرك أن المزيد من مسرحية زينب آت وجعبة الإعلام السوري عامرة.....؟؟؟!!
"زينب" لقاء حصري... حمزة فحولة مبكرة... سبي نساء !! ...ماجد الشيباني

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية