أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طوابير لا هي في العير, ولا هي في النفير ... العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

كل عربي يعتز بعروبته ووطنه العربي,وموقعه الجغرافي,وكونه مهبط الوحي,وأرض الرسل والأنبياء.
وعلى الرغم من وفرة ثروات وطننا العربي الظاهرة والدفينة والمخبوءة ,وأصالة تاريخنا العربي, وحيوية رسالتنا, وعبقرية لغتنا العربية. ناهيك عن مآثر الأجداد, وتضحياتهم ونضالهم ضد قوى الاستعمار والاستبداد, وغزوات المغول والتتار القدامى والجدد. إلا أن البعض يريد العرب أن يكون فرق شتى. يرتعون بالجهل, والتشرذم, والتشاجر, والصراع, وصخب الحوار, واختلافهم على كل شيء صغيره وكبيره, إلى المسلمات الرئيسية التي لا تحتاج لإثبات  صحتها من جديد. وهذا البعض المعرقل لكل شيء محدد بهذه الطوابير:
·         طابور عملاء العراق الذين تجلدهم الإدارة الأميركية لحث السير بعربة المصالح  الأمريكية والإسرائيلية. والعربة ثقيلة تكاد تكسر ظهورهم وأعناقهم.ولا سبيل أمامهم سوى تقبل جلد السوط الأمريكي برحابة صدر, والانتظار حتى الموت من الإعياء. أو انتهاز الفرص للهرب إلى الدول التي يحملون جنسياتها.وهذا الطابور جند ليكون عدو للعروبة والعرب والإسلام والمسلمين بكل مجال.
·         طابور ما يدعي الأكثرية, والذي ينفرد بحكم لبنان بحكومة غير شرعية وغير دستورية. وهذا الطابور فصلته الإدارة الأمريكية وإسرائيل على عجل وبخلطة عجيبة, لينجز  ستة مهام هي:
1.      التصدي للمقاومة اللبنانية وعرقلة جهودها في تحرير ما احتلته إسرائيل من أراض لبنانية.
2.      ومحاولة نزع سلاح المقاومة اللبنانية, للتأثير على المقاومة العراقية وباقي فصائل المقاومة في كل مكان, للإيحاء بأن لا جدوى من مقاومتهم للاحتلال,والأفضل الاستسلام لما يريده المحتل.
3.      ليكون غطاء لبعض الأنظمة في إشعال نار الفتنة الطائفية في لبنان كما أوقدوا نارها في العراق.
4.      إلهاء سوريا بمعارك جانبية, والتحريض على الفتنة الطائفية فيها, لأنها رفضت الغزو الأمريكي للعراق, ورفضت الاستسلام والانصياع لمطالب الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة العربية.
5.      منع العماد ميشال عون من الوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية, رغم أن العماد ميشال عون لم يطرح سوى الحفاظ على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله ومنع التدخلات الخارجية بشؤونه ومحاربة الفساد. وهذه الأمور تعارضها الإدارة الأمريكية. فالدعوة لمحاربة الفساد قد أوصدت بوجهها كل النوافذ والأبواب, بما فيها الأوروبية والأمريكية.لأن الفساد متجذر في بعض الحكومات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية, ولذلك منع حتى القضاء  من فتح  بعض ملفاته.
6.      معاداة كل رئيس وطني ونزيه وصادق وشريف يتصدى لكل عدو يضمن الشر لوطنه أو للعرب.أو يدعم فصائل المقاومة التي تتصدى للمعتدين والمحتلين والغزاة بعزم لا يلين. وهذا هو سر معاداة تيار المستقبل وقوى الأكثرية اللبنانية للسيد الرئيس بشار الأسد والرئيس أميل  لحود.
·        طابور مازال متفاءل بأنه سيروض إسرائيل رغما عنها, ولكن بمعاهداته واتفاقياته ولقاءاته ولطفه وحسن علاقاته معها.وأنه سيملأ جرته  بالحليب من الثور الإسرائيلي, حين يبرأ من جنونه, بعد أن يشعره بالثقة والأمان. وحينها سيهدأ  ويستكين .وسينصاع  للرئيس محمود عباس وبعض الأنظمة العربية والإسلامية ليملئوا جرارهم منه بالحليب. ونتمنى لهم النجاح والتوفيق , لعلهم يشبعوا جوع جهلهم بهذا الحليب الطازج, يتخذوه غذاء لهم, بعد تصنيعه لبن رائب وزبادي ولبنة وسمن وأجبان.
·        طابور يهوى القيم الغربية, وعاشق متيم بالولايات المتحدة الأمريكية,وبمعيشتها  الامبريالية.وضعيف أمام كل كلمة تقلها بلسان إدارتها. ويرى أفعالها كلها سديدة وحميدة .ويعتبرها ملكة جمال خلابة, إن كانت في سترها أو عريها. وهو دائما مشدوه بمفاتنها وإغراءاتها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. ورغم علمه بأنها لن تسمح لأحد بان يداعب جسدها ومفاتنها سوى إسرائيل, إلا انه مازال يحلم ودون أن يفقد الأمل, أنها  بنهاية المطاف ستضعف يوما ما إمامه وإمام هداياه ومساعدته وخدمته وتحالفه معها في كل أمر, حتى على أشقائه وبني قومه ودينه ,ووضعه ملياراته أمانة لديها وتحت تصرفها. وحينها ستلين وتهش وتدعه يشبع شهوته معها في بعض المتعة الحرام ولو لوقت قصير. وهذا المراهق لم يتعظ بمن مات قبله من كثرة الانتظار. ورغم أن هذا المراهق ضبط الإدارة الأمريكية بالجرم المشهود تمارس الرذيلة والإثم والعدوان مع إسرائيل , دون أن تحسب له ولغيره من حساب. وتزيد من عهرها لتغيظه حتى يرحل عنها ويتركها لشأنها وخصوصياتها. ولن تسمح أن تمتد له يدا ليداعب بعض مفاتنها, مهما غمزها, وغمرها بالهدايا والعطاءات والتبرعات, ولاطفها وأحسن إليها وبخششها وكساها وأطنب في مدحها وشدا بالمواويل يسمعه حبه وتنهداته  ودواوين غزله وقصائد شعره, وموشحات شوقه وقدود غرامه وعشقه. وحتى إن واساها لو شقت إسرائيل رأسها بعصا  أو شجته بحجر. فهي  كل ما تريده منه أن  يكون حبهما عذري على طراز حب قيس وليلى فقط. وهذا المراهق مازال معجب  بكل ما تطهوه الإدارة الأمريكية في سياستها. والذي تصبه في صحن كبير من أفخر أنواع الكريستال يعج باللحم والدهن والدسم ويموج بكل أنواع الفيتامينات والأملاح والبروتينات. وتقدمه  إلى إسرائيل على طبق ينؤ بأشهى المقبلات. وتصب لهذا المراهق كل ما  بقي في قدرها من مرق وحسك وعظام و بحص بقصعة فخارية أو صاجية مشرومة. وتقدمها إليه وإلى غيره من عشاقها المتيمين, و تتبختر أمامهم على جودة ما تطهوه, وتقسم لهم الأيامين  على أنها سكبت لهم مما أطعمت لإسرائيل, وأحد الأمثلة على ذلك ما قدمته لأبومازن من خارطة الطريق , أو حين ضحكت على من أيدها وساندها بغزوها واحتلالها لأفغانستان والعراق وفي حربها على الإرهاب.حين راحت تتهمه وتقصقص أجنحته, ولم يجد أمامه سوى اتهامها بأنها فضلت غيره عليه. ويصرخ اليوم هلعا مذعورا من خطر الجماعات الأصولية والخطر الإيراني, وكأنه يظن الشعوب والجماهير بلا عقل, وأنها  تجهل دوره المشبوه فيما ألم بالعالم والعرب والمسلمين من مصائب.
·        ثم هنالك طابور الليبراليين الجدد المتصهينيين. وهؤلاء يندفعون بغرائزهم إلى روث ومزابل العرب والأمريكيين. كما يندفع  الدجاج  إلى المزابل أو إلى الأرواث,  لينكشوه بمناقيرهم وأرجلهم, وينقبوا فيه. ودائما  يعتبرون كل ما في مزابل وروث المجتمع الأمريكي والغربي كنز ثمين يقتاتوا منه بما يلذ لهم ويطيب. ويعتبرون أن ما يجدونه  في مزابل وروث  العرب والمسلمين  دليل على وهن وضعف  ومرض أصاب العروبة والعرب أو الإسلام والمسلمين. وفخورين بعملهم دون كلل أو ملل على هذه الأرواث والمزابل. وعلى ما يبدوا  فهذه الأماكن القذرة  يجد فيها هذا الطابور ضالته ومبتغاه.
·        وهنالك أيضا طابور المستسلمين الذين يعتبرون أنفسهم غنم وجوا ميس. عليهم الانصياع لصاحبهم ومالكهم الأمريكي. فربما يؤخر ذبحهم طالما هم هادئين ومستكنين. وبذلك سيعتني بهم ويقدم لهم الطعام والشراب والحظيرة. وإن باعهم فسوف يشهد للشاري بحسن سيرتهم وجودة عملهم. وإن  نحر أي منهم  فسينحره وفق شريعته. وهؤلاء على ما يبدوا جحدوا بأنعم الل وانها ستغفر له جريمته ودوره المشبوه في إشعال نيران الحروب الخليجية الثلاث.نهاصياع لمطالب انظمة العماه ,حين كرم الله ذرية آدم عليه السلام بخلقهم على أحسن وأكمل تقويم, فآثروا استبدالها بأرانب وماعز وجوا ميس وخراف.
·        وهنالك أيضا الحاقدين على أنظمتهم, ويظنون أنهم بالتقرب من الإدارة الأمريكية أكثر فأكثر يكيدون أنظمتهم. ويخلطون الحابل بالنابل, ويطلقون سهامهم خبط عشواء علها تصيب الأنظمة التي يمقتونها بمقتل. ووجدت إسرائيل والإدارة الأمريكية فيهم ضالتهما وخير معين في هذا الزمن الصعب, ليستأنسوا بهم وبعوائهم في هذه الأيام الحافلة بهزائمهم وخيباتهم على كل صعيد.
·        وهنالك الذين  يتهمون الأنظمة الوطنية على أنها أتت على ظهر دبابات العسكر, ويتناسون أن الأنظمة التي تقدم لهم المال, ويشيدون بها إنما جاءت على متن أساطيل الاستعمار البريطاني والفرنسي من القرن السادس عشر  وحتى ثلاثينيات القرن العشرون. ولو كان هؤلاء يعقلون لوجدوا أن صمتهم أفضل, لأنهم بهذا الكلام يثبتون للملأ أنهم عملاء لكل  نظام آتى بإرادة  وأساطيل الاستعمار.
·        وهنالك بعض العلمانيين والأصوليين الذين رغم تناقض واختلاف مواقفهم وأفكارهم, إلا أنهم يتفقون في تحميل الهزائم والمصائب التي لحقت بالعرب والمسلمين, لبعض الثورات الوطنية ولبعض الأنظمة الوطنية والشريفة, وللرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ويغفلون قصدا دور بعض الأنظمة والتي كانت هي السبب.لأن الاستعمار  سبكها وصنعها وأوجدها لهذه المهمة ولهذا الغرض.
·        وهنالك بعض الأصوليين المتزمتين الذين يشيدون ببعض الأنظمة,ويتهمون العرب بأنهم من تآمر على دولة الخلافة العثمانية مع البريطانيين, ويتناسون أن الذي تآمر على الدولة العثمانية وجعلها جذع نخلة خاوية. إنما هم من  اقتطعوا دول وأمارات ومحميات  من بعض أجزاء الوطن العربي وثغوره, بالتعاون والتواطؤ مع الاستعمار البريطاني والفرنسي رغما عن إرادة الدولة العثمانية. ليجعلوها دول مملوكة لهم ولأسرهم, يسرح ويمرح احفادهم في استئثارهم بحكمها منذ عدة قرون. 
·        وهنالك الذين يخوفون العرب والمسلمين من الخطر الإيراني والحلف الإيراني والسلاح النووي الإيراني . وهؤلاء نذكرهم ببعض أفعالهم. فمنهم من تحالف مع شاه إيران  ضد الرئيس جمال عبد الناصر في القرن العشرون. ومنهم من أيد حلف بغداد وحلف المعاهدة المركزية الذين ابرمه الشاه مع الحلف الأطلسي.ومنهم من عادى إيران فقط بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية حزنا على الشاه المخلوع.ومنهم من يبيع النفط بعقود طويلة الأجل لشركات أمريكية وبسعر يقل عن الــ40دولار للبرميل الواحد, بينما تبيعه الشركات الأمريكية مباشرة بسعر يزيد عن الــ 100دولار.ومنهم من يضخ النفط مخالفا قرارات أوبيك للإضرار بالمنتجين والمستهلكين للنفط.ومنهم من يقدم الدعم والمال لليبراليين الجدد وعملاء العراق بمئات الملايين من الدولارات.ومنهم من لم يترك باب دون أن يطرقه راجيا تخليصه من نظام الرئيس صدام حسين. ومنهم من يضع بلاده وإمكانياتها, أو أموال وعائدات نفط بلاده   بخدمة من احتل ودمر العراق, ويشن الحرب الصليبية على الإسلام. ومنهم من يعادي سوريا وفصائل المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين ولبنان. ومنهم من يدعم عملاء العراق ومحمود عباس و تيار وتحالف سعد الحريري. ومع أن شعوب العالم والعرب والمسلمون لا يرون أي خطر إيراني حالي أو مستقبلي. إلا أنهم صادقين في دعواهم من حجم الخطر الإيراني عليهم بالذات فقط. وذلك حين صرفت إيران أموالها  للتنمية والتصنيع والتطوير والتحديث وبرامج التسليح الذاتي, وتحقيق مصالحها, ودعم ومساعدة حزب الله وحركة حماس.  في حين صرف هؤلاء موارد بلادهم على الانتقام من شعب العراق وقيادته, وإرواء غليلهم من الرئيس صدام حسين ومساعديه. ودعم الإدارة الأمريكية في عدوانها على العراق. وتقديم المال بسخاء لعملاء العراق,وللصوص والفاسدين في كل مكان, وإشادة وسائط إعلام من صحف ومجلات وفضائيات ومحطات إذاعية تمتهن في برامجها العداء للعروبة والإسلام ولسوريا وكل نظام وطني, ولفصائل المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان,وتنشر الأكاذيب المغرضة, وتشيد بجهود جورج بوش باحتلاله للعراق, وتبشر العرب والمسلمين بأنهم سيرفلون بحرية وديمقراطية جورج بوش الموعودة.وحرف الجماهير عن مخاطر العدوانيين الأمريكي والإسرائيلي.وتأسيس شركات فنية تنشر الفن الهابط والعهر والرذيلة,والأغاني والأفلام والفيديو كليبيات الجنسية والخلاعية والإجرامية, والبرامج التافهة. وكان الأجدر بهم من العويل والصراخ من الخطر الإيراني المزعوم.انتهاج كل طريق يحقق التضامن العربي, ويفيد المجتمعات العربية والإسلامية. ودعم فصائل المقاومة الوطنية, ودعم صمود سوريا, وتوفير كل ما يعزز مناعة وقوة العرب في مواجهة المشاريع الاستعمارية. والتصدي لأعداء العروبة والإسلام وهما إسرائيل والإدارة الأمريكية. ولفظ الخونة والعملاء من العرب والمسلمين كما تلفظ نواة ثمرة البلح. وعندها سيشعرون بمحبة العرب والمسلمين جميعا بدل محبة سعد الحريري وجعجع وجنبلاط. ويشعرون بتفوقهم على إيران.وقد يشكلون خطرا عليها.لأن إمكانياتهم اكبر بكثير من إمكانيات إيران.
فالعرب والمسلمين باتوا على درجة من الوعي تجعلهم قادرين بحدسهم السليم وتفكيرهم السديد, على التمييز بين ما هو غث وسمين , ومن هو صادق ووطني أو منافق وكذاب آشر,ومن هو صالح  أو فاسد. وحتى وسائط الإعلام باتت عاجزة عن خداع الجماهير والشعوب. ولم يعد أمام هذه الطوابير سوى التزام الصمت أو الفرار, أو الاعتذار لشعوبهم والعرب والمسلمين. وإعلان التوبة عن هذا الأعمال. بحيث تكون توبة نصوحا بإذن الله.
وستبقى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مهددة, ووجهها معفر, وجهودها يباب, وحصيدها قش تذروه الرياح بدون حب. طالما استمرت إداراتها على هذه الحال وهذا المنوال. وسينتهي بها المصير إلى الهزيمة والإفلاس, إن لم تسارع وتوقف هذا العهر, وتفك تحالف إداراتها العملاء. ولن ينقذ الإدارة الأمريكية الحالية أو القادمة من براثن الهزيمة, سوى أن تعود لرشدها, وتنأى بنفسها عن هذه الطوابير. وتتحرك لوصل ما انقطع مع الرموز الوطنية والشريفة والأنظمة الوطنية وسوريا وفصائل المقاومة كي تحظى هي وبلادها بالمصداقية والاحترام.
     الثلاثاء 27/11/2007م      
 
 
                                  بريد الإلكتروني:   [email protected]
                        :  [email protected]
                        :  [email protected] 
 
 

 

(135)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي