أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة السورية ككارثة على فلسطين ... الياس س. الياس

خلفية لقراءة أخرى.. "الثورة والحراك"


بينما يخوض السوريون نقاشا صحيا، وحادا أحيانا، عن طريقة عمل المعارضة السورية وانقسامها بين قطبي قراءة " إسقاط النظام " و"إصلاحية تحت سقف الوطن"، وسقف الوطن هنا مختزل بما يُطلقه من تسميات واضحة لمن تعرفنا عليهم عبر قنوات فضائية عربية "مغرضة" هو : الأسد.. أو بتعبير آخر "سيد الوطن" والتسيد يقابله في هذه الحالة عبودية..
أسمح لنفسي أن أخوض في الأمر على النحو الذي فهمته، فشخصيات معينة لها مواقف إيديولوجية ترى في نفسها " معارضة تاريخية" (تقليدية) عملت منذ سنوات على تقديم شعارات، كانت تعد كبيرة آنذاك، عن "التغيير الوطني الديمقراطي" بينما في الجوهر فشلت في تحريك قاعدتها الشعبية فظلت مقتصرة على الشعارات وعلى فردية العمل وإن كانت تحالفات ما نشأت.. اليوم يعبر هؤلاء عن أنفسهم من أمثال فايز سارة الذي كتب اليوم في عدد "الشرق الأوسط" ( الأحد 2 أكتوبر، في اليوم الموعود لإعلان مجلس وطني سوري) عن ضجيج سوريا معتبرا أن الشعب السوري يصدر ضجيجا وأن شعاره إسقاط النظام يشكل التباسا للمعارضة التقليدية.. وه ما يختزل القراءة التقليدية لما يجري في سوريا: حراك.. ولا أفهم هذا التعبير "حراك حول ماذا؟" فهؤلاء المعارضون ككتاب ومفكرين الذين عقدوا مؤتمرا في إحدى المزارع بريف دمشق رفعوا لاءات تعبر عن ضجيج صامت.. لا للطائفية ولا للعنف ولا للتدخل الأجنبي..
هل في الشعارات من إشكالية؟
إشكالية فهم عندنا نحن العرب من غير السوريين، فهل نفهم أن الشعب السوري في ثورته هذه ينطلق من منطلق طائفي في مواجهة سلطة الاستبداد؟ هل الشعب السوري هو الذي يمارس العنف؟ هل الشعب السوري هو الذي يستدعي التدخل الأجنبي، و ماهو التدخل والأجنبي؟
من الواضح أن الشعارات الفضفاضة في زمن الثورات يشكل التباسا وإرباكا لمن يقوم بالثورة وليس لمن يجلس ينظر على الشعب الذي يضحي، ومن الواضح لو أن " لا للطائفية التي تعمل على بثها سلطة الاستبداد، ولا لعنف السلطة بقتل الشعب واجتياح المدن كالرستن ولا للتدخل الأجنبي خارج الشرعية الدولية" كان أفضل من تلك العموميات التي ترى في التدخل العربي مثلا "أجنبيا" وسوريا تاريخيا لم تترك قضية عربية لم تتدخل فيها..
على كل هذا النقاش الذي يطرب له شريف شحادة ستتجاوزه الأفعال الثورية على الأرض.. وفيما تشهده المعارضة الآن من توحيد الجهود حول هدف الشعب المطالب بإسقاط النظام.. فلعل الثورة السورية ، التي يسميها البعض حراكا، هي من أكثر الثورات تجذرا في الخطاب والهدف.. وهو ما ستثبته أيام انتصارها، فلا معنى هنا لشعار إسقاط النظام الأمني الاستبدادي ليظل بشار الأسد حاكما ومعه الفساد كله ومعه شعار "الأسد أو لا أحد" فهو إن ظل حاكما يعني ببساطة أن تخلق المعارضة التقليدية لنفسها أجواء شبيهة بأجواء مصر قبل الثورة.. وهو ما لن يقبله الشعب السوري على الإطلاق.. ولذلك أقول أن الثورة السورية أعمق وأكثر شمولية من أية ثورة عربية أخرى..
فلسطين.. فكرة المقاومة.. كارثة "الممانعة"..

لا نحتاج للكثير من الأدلة لإثبات براعة النظام الاستبدادي السوري في استخدام القضية الفلسطينية كممر لعبور نحو فضاءات شرعية غير حقيقية.. لقد أثارني الشيخ البوطي في تصريحاته المذهلة، تارة عن ضياع الاسلام وتارة أخرى عن ضياع العرب إذا سقط النظام السوري.. المذهل هنا هو محاولة بائسة لمقاربة لا تمت لا للتاريخ ولا للحاضر بصلة.. فالشيخ البوطي، وربما غيره ممن يرددون هذه الشعارات، يحتاجون لقراءة تاريخ العرب والإسلام خارج ولاءات شرعنة الحكم الأبدي للعوائل الحاكمة والمتصرفة وراثيا كمافيا في أمور البلاد وعلينا أن نفكر بالتالي: قبل أن يولد الأسد الأب كانت سوريا قلب العروبة النابض.. وقبل أن يصل الأسدين إلى السلطة الأول بانقلاب على رفاق الدرب وعلى خلفية أيلول الأسود وتقاعسه في تغطية جوية لدباباته المرسلة إلى الأردن، والثاني بوراثة تستخف بعقول السوريين وهو في عمر 34 سنة أي اصغر بعشرات السنوات من أصغر القوميين العرب.. فكيف مات عبد الناصر ولم تمت العروبة؟ وكيف مات محمدا والخلفاء كلهم ولم يمت الإسلام بينما يراد لنا أن نصدق ترهات أن سقوط الأسد يعني سقوط الاثنين؟
يبدو لي أن مسألة تصديقنا من عدمه ليست هي ذات أهمية في تلك الشعارات أبدا، بل هي محاولة تمديد عمر النظام السوري على ناظم واحد متعلق بما يشاع عن " نظام الممانعة" وأنه الوحيد الذي يدعم فكرة المقاومة العربية.. وهذه أكبر مزحة سمجة وقعنا في فخها جميعا.. النقاش الحاصل بين الفلسطينيين اليوم في أغلبه تجاوز مسألة تصديق هؤلاء الحكام الذين ضحكوا عليهم ستة عقود متاجرة بالشعارات وعادة الآن الذاكرة الفلسطينية لتشتغل بطريقة إبداعية تستنبط العبر: تل الزعتر.. مطاردة عرفات في طرابلس وقصف البداوي والبارد.. اعتقال آلاف الفلسطينيين واختفاء المئات منهم حتى اللحظة في فرع فلسطين والضابطة الفدائية.. شق الصف الفلسطيني.. دعم حركة أمل في حربها على مخيمات لبنان وحصار الفلسطينيين سنوات هناك.. التضييق على اللاجئين في لبنان في ظل الوجود والنفوذ العسكري والسياسي والأمني للنظام السوري هناك..
جاءت أحداث الجولان هذا الصيف وما تلاها في مخيم اليرموك، أحد المخيمات الفلسطينية في العاصمة دمشق، حيث تم قتل عدد من المشيعين الذين احتجوا على استخدام رفاقهم وأبنائهم كوقود للتغطية على رسائل رامي مخلوف للإسرائيليين ليشكل نقطة اللا عودة في استنباط التاريخ وأعاد ضرب مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية الذاكرة الفلسطينية إلى مربعها في دك مخيمات لبنان تحت إمرة الجيش السوري الذي يدك الآن مدنا وقرى سورية..
حتى في مفهوم التحالفات والمصالح، مما لاشك فيه شكل الخطاب والاحتضان لفصائل منتقاة بعناية في سوريا حالة روجها النظام على أنها من صنعه.. لكن دعونا ندقق بشكل جيد.. قبل أن يصل الأسد الأب إلى السلطة، الشعب السوري ولا أحد غيره هو من احتضن الفلسطينيين ومقاومتهم: حركة فتح وياسر عرفات كان عملهما في ستينيات القرن الماضي من أحياء دمشق وليس بعد وصول الأسد.. القوانين التي تعامل اللاجئ الفلسطيني في سوريا ليست من صناعة البعث بل هي قوانين قديمة جدا ولو استطاع البعث أن يغيرها لفعل ذلك كما جرى في لبنان.. في ظل حافظ الأسد ومصطفى طلاس كان ياسر عرفات يحارب بشكل مقيت يصل حد الشتم بألفاظ لا تليق بمدعيي المقاومة والممانعة.. راجعوا ما كان يتفوه به طلاس عن ياسر عرفات.. بل أن الزعيم الفلسطيني الراحل، وبالمناسبة رحل ياسر عرفات ولم تسقط فلسطين ولا شعبها انتهى على مقاربات البوطي لسقوط سوريا اذا سقط الأسد، كان قد تم طرده من سوريا ومحاولة قتله على طريق حمص بأيدي الاستخبارات السوري 1983 أي بعد اقل من عام على الاجتياح الصهيوني للبنان..
من التاريخ يمكن لنا أن نذكر بأن قادة المقاومة الفلسطينية التاريخيين كان قد زج بهم في سجن المزه، ولنا في جورج حبش الزعيم القومي أولا والفلسطيني اليساري تاليا مثلا صارخا على ممارسات نظام "الممانعة" في النيل منه والزج به في السجون فقط لأن هؤلاء أرادوا أن يقوموا بفعل مقاوم لا ثرثرة مقاومة.. في الجولان المحتل لم يسمح لا الأسد الأب ولا الابن لأي من حركات المقاومة الفلسطينية أن تعبر مرة واحدة بعد حرب تشرين 1973.. وكان الفلسطيني الذي يسقط العلم الأميركي في حرب غزة عن السفارة الأميركية قد تلقى حكما بالسجن 3 سنوات لفعلته تلك عام 2009.. بينما في 2011 كان شرعيا أن تهاجم السفارة الأميركية بدمشق..

الآن وبعيدا عن تفاصيل التاريخ الذي نعرفه ومحاولات بثينة شعبان الإيحاء بداية الثورة السورية الزج بالفلسطينيين في سوريا كمخربين وإلصاق تهم سمجة بحقهم، يتبين لنا أن دولة "الممانعة والمقاومة" تقوم بأكبر عملية تخريب منهجي لفكرة المقاومة.. كيف ذلك؟
في سبيل بقاء مافيا الحكم في سوريا واستعباد الشعب السوري يقوم النظام بمذابح وتنكيل واتهامات تفوق ما يكيله الصهيوني للشعب الفلسطيني بل تستنبط من الصهيوني تعريفات تثير الريبة.. مخربون.. إرهابيون.. متشددون.. سلفيون وغيرها من التعبيرات التي ترادفها عبريات " جهاديون وإرهابيون" وذات النسخة السورية في تعريف المندسين من الشعب السوري..
في الجانب الإسرائيلي الذي يراقب بفرح شديد ويراكم ويخزن ممارسات النظم السوري ثمة أشياء لا ينتبه لها حتى من يدعي أنه يقف مع هذا النظام الاستبدادي الذي يريد أن يركع شعبه بادعاء الممانعة.. قصف المساجد وإطلاق العنان للشبيحة الذين يرادفهم هنا المستوطنون المتطرفون في النهب والحرق وكتابة شعارات مقيتة على جدران المنازل والمساجد واستهداف المآذن وحرق المساجد وتخريب سيارات الناس والاعتداء الوحشي على المتظاهرين كما يحدث مثله في القدس المحتلة حين يدهس مستوطنا بعض الفتية الصغار فإننا لا نرى التالي:
- الصهيوني لا يجرؤ على اختطاف الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم حتى الموت وقطع العضو التناسلي ( حمزة الخطيب) ليس لأنه إنساني مع الفلسطينيين بل لخشيته من ردة الفعل..
- الصهيوني لا يجرؤ على قصف مئذنة مسجد كاستهداف جلي إلا في حالات معدودة في الحرب على غزة، وليس من باب الاستمتاع أو إظهار ما أظهره الجندي التابع لبشار الأسد في دير الزور وحمص وغيرها..
- الصهيوني لا يجرؤ في حالات كثيرة على الرقص على الجثث والأحياء ويأخذ صورا تذكارية بعد أن يتم قتلهم وتعذيبهم وسؤالهم " بدكن حرية". فعلها جنود صهاينة مرة وقامت عليهم قيامة الفلسطينيين.
- الصهيوني لا يجرؤ من فعل الاغتصاب بحق المرأة الفلسطينية ولا يجرؤ حتى المس بها كما فُعل بزينب الحصني ولا نعلم ما يجري لطل الملوحي وعشرات النسوة السوريات..
- الصهيوني يجد صعوبة جمة في تبرير محاصرته للقرى والمدن الفلسطينية وقطع التيار الكهربائي عنها بحجة عصابات مسلحة.. بل لم نرى 270 دبابة تحاصر قرية أو مدينة عدد سكانها بضعة ألاف كما يحدث في حوران وبقية سوريا بحجة ملاحقة عصابات مسلحة طيلة 7 أشهر..

صحيح أن إسرائيل قامت بضرب الرادارات السورية في لبنان، وقصفت عين الصاحب وحلقت فوق القصر الرئاسي السوري واغتالت عماد مغنية وقصفت الكبر بدير الزور واغتالت محمد سليمان وأجبرت طائرة عبد الله الأحمر على الهبوط في مطار بفلسطين المحتلة رافعا يداه في السماء.. هذا صحيح.. لكن الصحيح أيضا أن البحث عن الزمان والمكان المناسبين للرد من قبل النظام السوري ما زال البحث عنهما جاريا.. والصحيح أيضا أن عملاء الموساد قاموا باغتيال قادة فلسطينيين في دمشق ولبنان تحت مرأى ومسمع الأسدين، ولكن من الصحيح أيضا أن أحدا لم يرفع شيئا ليرد على الموساد من دمشق..

في المقابل، كل هذه الأفعال الفاشية التي يقدم عليها النظام السوري بحق شعبه تحت مبرر "الممانعة" تعني التالي:
نحن نقوم بكل ما نريده من قتل وتدمير لأننا الممانعون والمقاومون والعرب الوحيدون في المنطقة..
ويعني أيضا أن مستقبل القضية الفلسطينية، وهي ليست مجرد قضية بسيطة حتى في شعارات التزييف التي رفعها هذا النظام الديكتاتوري، سيمكن العدو الإسرائيلي من الابتسام بوجه العرب ( الممارسون للصمت كالعادة والتنديد والشجب لرفع العتب كما في القضية السورية) وسيقولون في قادم الأيام: نحن لم نمارس ما مارسه النظام السوري.. وإذا تمادى العدو في عدوانيته واستخدم كل الوسائل المنحطة التي يستخدمها النظام السوري اليوم فلن يكون لدى العرب حتى الأخلاق ليستندوا إليها لممارسة حتى الاحتجاج.. وليس على طريقة مندوب الأسد في الأمم المتحدة الذي أراد تبرير القتل ضد شعبه بجملة من الأكاذيب عن "المؤامرة الخارجية" ومقارباته لأحداث الشغب بلندن كما يجرب في المدن السورية.. هذا الاستخفاف الذي تمارسه الفاشية في دمشق بحق شعبها يسقط كل شرعية ادعاء عن الممانعة والمقاومة يثرثر به أقطاب وأبواق النظام في دمشق.. ويساهم بطريقة فجة في نزع مفهوم وفكر المقاومة وتعريتها أمام قوة الصهيوني ويصبح كل شيء مباح طالما أن احتلال المدن والقرى بالدبابات والطائرات والبوارج وفرق الموت وعصابات الشبيحة والأمن وقتل الأطفال والاعتداء على الحرمات مبرر بحجة " محاربة المخربين" ولا ندري كيف لسلطة عربية أمنية واستبدادية لم تستطع طيلة 7 شهور أن تستعيد السيطرة على مدنها، إذا كانت حقا تواجه كما يقول أحمد الحاج علي " مجرد مجموعات صغيرة هنا وهناك" فكيف مجموعات صغيرة تحتاج إلى سحب الدبابات والجند عن جبهة الجولان ويبررها السيد غوار الطوشة بأنها مهمة أقدس من مهمة مواجهة العدو؟
أضف إلى هذه الأمور الكارثة التي يمارسها نظام ساقط بحق شعبه هو ذلك النوع الرخيص من استغلال اسم فلسطين والمتاجرة به لقتل شعبه وتركيعه، فلا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بهذه المتاجرة الرخيصة والوضيعة حتى بأسماء شعراء فلسطين كأمثال محمود درويش وسميح القاسم على شاشات الكذب المسمى الفضائية السورية، وقد كان الرد الفلسطيني قويا عبر الشاعر الفلسطيني المتوكل طه حين كتب لحوران ورفض هذا الاستخدام وهذه الصفاقة والوقاحة في استخدام اسم فلسطين للتنكيل بشعب عربي في سوريا بحجة الممانعة والمقاومة..
يدرك الفلسطينيون في فلسطين الكثير من بواطن الأمور كما يدركها أبناء المخيمات في سوريا الذين عانوا في درعا ودمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية من الطابع الفاشي في محاولات قتلهم والزج بهم وإلصاق تهمة التخريب بهم وانبرى بعض الأبواق يتحدثون وبدون خجل عن هؤلاء لوسائل الإعلام مع عتب عليهم بأنهم لم يقفوا "مع سوريا في محنتها" وكأنه مطلوب من هؤلاء أن يكونوا ممسحة للجلاد السوري ضد الشعب الذي احتضنهم قبل ولادة بشار الأسد.. أعتقد أن فلسطيني في جوبر وسقبا والحجر الأسود قرب العاصمة دمشق وفي مسجد الرفاعي ممن جرى اعتقالهم والتنكيل بهم وإخفائهم إلى يومنا هذا إلى جانب الآلاف من الفلسطينيين والسوريين منذ عشرات السنوات يعني شيئا واحدا: لا يمكن لشعب يعرف معنى توقه للحرية أن يقبل لأخيه السوري العبودية.. قد يجادل البعض في موقف بعض الفصائل وعلى رأسهم فصيل أحمد جبريل من النظام السوري، وهذا حق لكن في العموم التداخل والمصاهرة والصلة التاريخية بين الفلسطينيين والسوريين هي السمة الغالبة وتلك القيادات التي يستخدمها النظام كأبواق ومبررات لا تمثل الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال، كما لا يمكن لطلاس أن يكون رستناويا ( نسبة إلى الرستن) إذا قرأنا ما يجري فيها بتحالف أبناءه مع النظام ولا يمكن للشلاح أن يكون معبرا عن إرادة الشام الثائرة في تحالفه المافيوي مع السلطة ولا لذلك الشخص المسمى أنس الشامي أن يكون حقيقة ممثلا لحلب في إسفاف مفضوح حول شعبه..
إلى هذا الحد وصل الأمر بالنظام السوري من أجل التشبث بالكرسي أن يسيء لأكثر المسائل العربية حساسية واستخفافه بعقول البشر بادعاءات وترهات تقوم كلها على إيجاد مبررات البقاء للعصابة والمافيا الحاكمة في دمشق.. وفي ذات الاتجاه يلعب اللعبة السمجة والخطيرة على ما يسمى تحالف الأقليات لحماية نفسه وليس تلك الأقليات ومن السخف حقا أن نرى شريطا لمسيرة يوم الجمعة 30 سبتمبر مساءا في حلب أمام إحدى الكنائس كإيحاء ما زاد عليه إدخال المسيحيين كذبا وزورا في صدام مع المسلمين من خلال شعارات مقيتة ومسبات وشتائم معيبة بحق من يدعي الأخلاق والعروبة والفضائل..
هذا النظام الفاشي في دمشق أصبح عبئا حقيقيا على المنطقة العربية وأصبح خطرا حتى على مسألة التعايش التي كانت قائمة قبل أن يولد الأسد الذي يشكل حالة هستيريا جماعية تتكشف في صراخ مؤيديه بعبودية تدل على ما يحمله المستقبل من مخاطر على نسيج المجتمع السوري. يسيء هذا النظام ممارسة وشعارات وثرثرة لكل ما هو جميل عند العرب والمسلمين يسيء للشعوب ولذكاء البشر في استحقار العقل وبث الأكاذيب والفبركة والتمثيليات المكشوفة والمفضوحة..
بات لزاما اليوم وقبل أن يفوت الوقت أن يقف الجميع بوجه هذه الفاشية الجديدة ولترتفع الأصوات لتنتهي هذه المهزلة التي تذكرنا بما هو أقل منها في مهازل القذافي ومتاجرته بقضايا العرب لمصالح بقاء وتوريث، لا يجب على العرب الصمت على هذه المذابح ولا على من يؤمن بفكرة المقاومة أن يسمح لهذه العقول الانتهازية في دمشق أن تدمر فكرة المقاومة بأفعالها الخسيسة التي تجلب الويلات والعار على مستقبل فكرة المقاومة أساسا.

(128)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي