البسطار أو البصطار وعبر ما يتداول على أنه وبالإجماع الذي يشبه فوز رؤساءنا بـ 99,9 على أنه حذاء العسكري المصنوع يدوياً من الجلد، ولشدة ما تفوح منه رائحة تزكم الأنف وتثير الإشمئزاز ارتبطت هذه الكلمة بالشؤم عند سماعها وفي بلاد الأنظمة الدكتاتورية، ولن نخوض في أصل التسمية وظهورها في أمريكا عام 1902 كعلامة تجارية لنوع من الأحذية تيمناً بشخصية كرتونية ذائعة الصيت آنذاك "Buster" إلى آخر الروابة، لكن وتعرف كلمة كندرة أيضاً على أنها تركية تعني "الحذاء" أيضاً، وبعد اقتران "البسطار" في أقدام العاملين في الجيوش، اكتستب مجرد ذكرها نذير شؤم على السامعين في الدول المحكومة بالأنظمة الشمولية المقاومة الممانعة الوطنية حتى العظم، والتي كان خيارهاالحكم بقوة البسطار والعقليات المتحجرة المتكلسة، واللعب وكأنهم "شطار زمانهم" يصارعون طوحين الهواء، وللبسطار مع رجالات الأمن والجيش السوري الهمام ألف حكاية وحكاية.... فكم كان ظهوره يلف أقدام زعران النظام وهم يدوسون به هامات الرجال في كل الساحات وباصات الاعتقال وحافلات التعذيب المتحركة،وقاعات المدارس التي تحولت لزنازين اعتقال، بل في الشوارع وفي كل الأمكنة، وما جاء في التسجيلات المرئية التي باعها أصحاب البساطير بحفنة من الليرات يتنادون بنشوة الانتصار،يرفعون بنادقهم للسماء بتحدون خالقهم، ومنهم من كان يمارس سادية الانتقام والتعذيب بالقفز على أكتاف الشباب الملقى على الأرض وأيديهم موثقة خلف ظهورهم، ويومئ لزميله في سلاح البساطير أن يصور ويوثق المهزلة، وآخرون من هؤلاء الرفاق ينهالون بالرفس بمقدمة بساطيرهم على وجه رجل مسن ويتسابقون في الرفس انتقاماً لمطالبته بالحرية...؟؟ يزيدون من وتيرة الرفس والدفش كلما علا صراخه ودمه الطاهر يتناثر على بساطير الرافسين، في الوقت الذي تماهى المنظر بين الرافس وبسطاره...!!
في كل أنحاء سوريا وخلال أيام الثورة المباركة ضد نظام الطاغية كانت بساطير قطعان النظام هي الطاغية على المشهد والصورة تسابق صورة الطاغية في نسبة الظهور الكاريكاتيري، وكانوا أن سمحوا بالكثير من الحرية لقطعانهم باستبداله بـ "حذاء رياضي أبيض" فكان أيضاً مع ساديتهم نجم حفلة الرقص على أجساد أحرار البياضة، لتكون واحدة من أهم إنجازات وإصلاحات رأس العصابة دون حالة الإسهال التي أصابت النظام في إصدار حزم من المراسيم والإعفاءات والتسريحات للمجرمين والمحكومين.
قطعان الأمن والشبيحة تصول وتجول في الشوارع والطرقات وعلى الأرصفة تداهم البيوت الآمنة، تروع النساء والأطفال، تعتقل من تعتقل وتقتل من تقتل، تنكل بالكبير والصغير بسادية لم يسجلها التاريخ بعد، فكان لهم السبق في ذلك.... يوهمون ويتوهمون بأنهم ماضون في السيطرة على ما أسموها مرة ظاهرة العصابات المسلحة، وبالمتطرفين، وبالمارقين، وشذاذالآفاق، ويدبجون البيانات، يفبركون التقارير والاعترافات السخيفة المضحكة، يتشدقون بالوطن والوطنية، ولاندري ما هو مفهوم الوطن في قواميسهم، ينددون بالمؤامرة الكونية وفي نفس الوقت يؤكدون سيطرتهم على المؤامرة، اقتصادهم مازال الأقوى ولن يتزحزح، وأغرقوا السوق المحلية بالعملات الورقية المطبوعة على حسابهم وفي دكاكينهم، يكذبون جهاراً نهاراً دون خجل، ويحلفون بكل مقدساتهم "البشارية" و آلهتهم "الأسدية" أنهم القادرون على حماية الوطن من المؤامرات وهم قادرون على تجاوز ما يسمونها بالأزمة ويمنعون الاستيراد، وتبدأ لعبة عض الأصابع، وتنكشف عورات شطار النظام من أوهموا أرباب الغرف السوداء بأن نبش دفاتر أسيادهم من حقبة الثمانيات السوداء في استجرار الحلول والتسلي بارتكاب المجازر سيخيف شعبنا لايجدي مع شعب اتخذ قراره ومضى الشوط الأكبر في مسيرة الألف ميل مه إيمانه بفداحة الثمن، وجسامة التضحيات، ويتنقل هؤلاء الشطار والأغرار بين التجريب والتخريب بعنجهية تجاوزها الزمن والأعراف البشرية، بما يجسد حقيقة طبيعة نظام أدمن الكذب والكذب دون وجل، ولاندري إن كانوا يصدقون أوهامهم، وندندن:
يقذفني المخفر للمخفر
يرسلني العسكر للعسكر
تحتاج الكلمة في وطني لجواز مرور
لكن الفجر آت لامحالة......!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية