أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة الى الطغاة للقاصة والشاعرة الفلسطينية رانية مرجية ... يوسف رنتيسي

لم التقِ يوما بالشاعرة رانية مرجية إلا من خلال نصوصها الثائرة المحتجة والمقاومة، ما زلت أحيا في حي الاشرفية في عمان ولا زال يحدثنا جدي عن اللد والرملة والعودة . ان الشبكة العنكبوتية تقرب المسافات وتطلعنا على أخبار أحبتنا وقبل اسبوع قدم أقرباء وأصدقاء لنا من الضفة ومن ضمن الهدايا التي حملوها لنا ديوان شعر (رسالة الى الطغاة ) ،شدني العنوان وشدني الغلاف وصور الجنود والمدافع والرشاشات والدبابات ورحت أقرا قصيدة بعد قصيدة على مسمع الجميع وكنت أتوقف بين قصيدة وأخرى وأعيد قراءتها من جديد بسبب إلحاح جدي العزيز . خمس ساعات وأنا أقرا دون أن يصيبني الملل كما يصيبني عادة عندما أقرا للكثير من الأسماء الكبيرة المشهورة بسبب تكرارهم للمواضيع والكلمات والحروف وتقليدهم الواحد للآخر الديوان يحتوي على مئة قصيدة كل قصيدة تعالج قضية فالطغاة ليس جنود الاحتلال فقط والجنرالات الصهاينة إنما أيضا شيوخ الذمة والحرام الأنظمة الفاسدة والمتأسرلة ملوك النفط والدعارة والعهروكل من يمارس الإرهاب الفكري الديني العرقي الجنسي إن الشاعرة من خلال نصوصها تفوقت بحب الارض والوطن والانسان للانسان والتي شددت خلالهما ان مشكلتنا مع الطغاة كل الطغاة دون استثناء التي تعلمنا ان لا خير في عيش الذليل فانه يضني بصاحبه ويغم البال وهي من قالت ايضا ان الشهادة في ميادين الوغى هي مذهب لمن ابتغى استقلال وهي من رددت الله ليس سلعة هو مسلم ومسيحي ودرزي في الوقت ذاتة نصوص كتبت لتحيي الانسان فينا ولتحي الله في ضمائرنا فالدين حياة ومعاملة ووطن وكرامة . اذا حتى ان مالت مرجية للشيوعين لها رب ودين هي لا تؤمن بالعادات والتقاليد والقمع الهها مثلها مع التحرير والحرية والتضحية والاشتراكية العربي الحقيقي في نصوص رانية كان ناجي العلي حنان عشراوي ارتين دانيال توفيق زياد جورج حبش توجان فيصل جمال عبد الناصر دريد لحام سميح القاسم ولم تختار الشاعرة القديرة تلك الاسماء صدفة فلكل منهم تاريخ مشرف في النضال والعطاء والابداع ولكن بما ان قليلون سمعوا بارتين اكتفي ان اقول ان ارتين بطل شهيد من ابطال الانتفاضة الاولى ممن قضوا علية جنود الاحتلال بنشوة ولا ابالغ او ازايد ان قلت ان رانية كتبت ما كتبت لان روحها معلقة في رام الله التي تمثل لها الاحبة والاخوال والجدة ورفاق الفكر فنراها تناجي رام الله وتركب مركب حبها الودود نعم رانية تفضل الاخوال وابناء عم والدتها على الناصرة ويافة الناصرة وحيفا فآل مرجية موزعون هناك لعل السر في هذا انها كانت تمضي وهي طفلة كل العطلة الصيفية في رام الله بلد الرمان والثورة والاحرار والاهل البلدة التي احتضنت من ساروا اليها من اللد والرملة ويافا سيرا على الاقدام في ال48 ومروا باللطرون ومع هذا الشاعرة الشابة المبدعة تشعر بغربة وقهر والنجوم فقط من تشاركها دموعها هي ملعونة من قبل ولادتها مطعونة من عرب صهيون التي تطلق عليهم عرب الشمينت المندمجين واليهود لأبعد الحدود ومع هذا وبالوقت ذاته سئمت ان تقول انها من ال48 انها من فلسطين صحيح انها تحمل الجنسية الاسرائيلية الا انها فرضت عليها فرضا وقبل ان تكون اسرائيل كانت فتاة تدعى فلسطين الا ان فلسطين سقطت كما يقول جدي ففي الليالي المظلمات حيث كثر عواء الذئاب ونباح الثعالب حتى تجمعوا من كل فج عميق, تجمع اللصوص والمجرمين يتهامسون ويتشاورون لا لسرقة خراف او جمال ولا لسلب آنية او أقراط بل لخطف صبية ووأد فتاة لقتل بريئة وارتكاب جناية اخ ماذا اقول لكم وسلام وسلام يا بلد اجدادي كم يتمنى جدي ان يضمك ولكن هيهات فهيهات ويقولون ان الاردن و اسرائيل بينهم معاهدة سلام اليهود يأتون لبلادنا متى شاءوا وكيفما شاءوا ولنا ممنوع يا سلام سلم اسف لاني خرجت عن النص شكرا للشاعرة لانها دونت مأساتنا الامنا قضايانا وفضحت ممارسة الدولة الصهيونية فعلا بفلسطين ما يستحق المقاومة شكرا لرانية لانها كتبت يا سيدي انا عربي بلا شك واسمي مكون من الدماء والشوك ولا انتمي لاي منظمة انما لتحرير الشعب فلسطينية وان كنت احمل الجنسية الاسرائيلية عاشقة للارض وللحرية شكرا لها لانها مع الحق حتي عندما يخطأ زعيم عربي تسجل صفحة ثلاثين من الشطر الرابع عشر: يا حافظا انت العظيم ببطشه فعليك يشهد اهل تل الزعتر اسد على المذياع عزنظيره وعلى خيام اللاجئين غضنفر واخيرا وليس اخرا اقول لشاعرة الوطن والحرية والضمير الرب يحميك ويحمي امثالك ويحمي كل اهالينا في اللد واسمحي لي ان اقول كما اعلنها الحكيم ابو ميساء الرملة واللد ويافا اولا وان اترحم على شاعر المقاومة والرفض توفيق زياد من قال كأننا عشرون مستحيل في الرملة واللد والجليل. • صدر الديوان سنة1995 عن مطبعة الرفيدي في مدينة رام الله • الديوان من الحجم المتوسط ويحتوي على مئة قصيدة * كلية الحقوق /

 الاردن كتبت المادة في صيف 2006




(106)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي