سألني ضابط الجوازات في مطار مدراس الهندي: ماذا تعمل؟
فقلت مداعباً: راقص! مع أن وظيفتي في جواز السفر مكتوبة أنني صحفي.
وظننت أن الدعابة انتهت عند هذه العبارة.. ولكنه أشار إلى ضابط آخر. وبنفس الجدية الكئيبة الهندية.
جاءني الضابط ووقفت أمامه. وأغلق الباب وقال لي: اخلع ملابسك كلها! وملامحه تؤكد أنه لا مفر. وسألت عن السبب فقال لي: إن فرقة عربية كانت بالأمس هنا ووجدوا معها كمية كبيرة من المخدرات والذهب!
إذن هذا هو السبب. أما غلطتي فهي أنني لم أكن أعرف أن قارة آسيا ليست كلها أولاد نكتة. ويحبون الضحك بل يضحكون عمال على بطال – إلا الهند. فكأنهم قد أخذوا نصيب الهند من الضحك. وتركوا الألف مليون هندي لا يضحكون!
وكنت أتعجل الخروج من الهند. فقد كتبت عنها ما أغضبها. ونشرت الصحف والمجلات المصرية مقالاتي وأنا أتحدث عن الشوارع الهندية والروائح الكريهة في كل مكان وعبادة البقر. وهاجمتني الصحف.
وبعملية حسابية بسيطة قررت أن أهرب من الهند.. أما الحكاية فهي أن الهنود لو رجموني كل واحد بحجر لأقاموا فوقي هرماً. وهربت إلى جزيرة سيلان (سري لانكا) أبحث عن العشرين عاماً التي أمضاها الزعيم المصري عرابي باشا ووجدت الوجوه في سيلان هندية ولكنها أفلتت من الكآبة.. وكنت أداعبهم ويضحكون وأنا أروي لهم ما حدث لي في مطار مدراس.
فرأوا في ذلك تحية لهم وتأكيداً بأنهم أخف دماً من الهنود!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية