منذ الأيام الأولى لثورة الكرامة السورية، وانطلاقة شرارة البداية من درعا وسهل حوران، كان ظهور لما بات يعرف على نطاق واسع بـ "الشبيحة" المحطة الأبرز في مراحل تصاعد وتيرة المظاهرات والتي بدأت بمجموعات شبابية في درعا المحطة تهتف ضد فساد رموز البرجوازية وناهبي خيرات البلد، على أثر قيام سيئ الذكر "العميد عاطف نجيب- رئيس فرع الأمن السياسي في درعا" باعتقال 16 طالباً في المرحلة الابتدائية وزجهم في السجون وتعذيبهم بما يتجاوز أي أعراف أو تقاليد بربرية وهمجية سجلها تاريخ أمة أو جماعة، من سلخ الجلد إلى قلع الأضافر والصعق الكهربائي في حين لقي أحد الأطفال مصرعه بعد أن قام معتقلوه بنفخه بضاغط هواء، علاوة على الغموض الذي يلف مصير الطفل (أحمد سامي رشيدات الأبازيد13 عاماً- أحد الطلاب المعتقلين ضمن المجموعة)، ومنذ اليوم الأول لخروج المتظاهرين الشباب في درعا كان الخيار الأمني لقوات الأمن بكل صنوفها هو الحل الوحيد الوحيد، وكانت أول قافلة لشهداء الحرية في مقدمتهم (حسام عياش، وجوابرة والحريري ....الخ القائمة)، وبعد مراسم الدفن والجنازة واصلت الأجهزة الأمنية اعتمادها لغة البطش والإجرام في التعاطي مع المشيعين في مقبرة الشهداء في درعا البلد "القديمة"، عندها انطلق أهالي درعا ينددون بالمجرمين من رموز الأجهزة الأمنية وأخذت دائرة الاحتجاجات تتوسع لتصل إلى مجزرة الأربعاء الدامي 23/3/2011 عندما هب أهالي حوران لنجدة درعا وراح ضحيتها وبطريق الخدعة أكثر من 160 شهيداً وأكثر من 230 جريحاً واختطاف المئات، ومارست الأجهزة الأمنية أبشع أنواع الجرائم في التاريخ حيث كانوا يقتلون الجرحى في مواقعهم واختطاف جثثهم وصولاً إلى منع واحتجاز سيارات الاسعاف من الوصول إلى مكان الجريمة وتعرض الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف خلال تنقلاتها النادرة إلى إطلا قالنار وقتل الأطباء والمسعفين، واستيلاء أجهزة الأمن على المستشفيات الحكومية والخاصة بالمحافظة، عندها كان اللافت للنظر وجود مجموعات وقطعان تصول وتجول بلباس غير رسمي ومعظمهم من ذوي اللحى والأسلحة الفردية المختلفة يطلقون النار وبشكل عشوائي على جموعالمتظاهرين، وكان من الملفت أن وجود هذه الفئة عامل إرهاب لقوات الأمن وضباط وأفراد القوات المسلحة في الميدان، وكان دورهم الأبرز في مراقبة المترددين من تلك القوات في الرماية الحية على المتظاهرين، وإطلاق النار عليهم وبدم بارد، وعرفت هذه الفئة بـ "الشبيحة" وهي ليست بطارئة على المجتمع السوري حيث عرفت منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وهي عصابات من المرتزقة لبعض مهربي عائلة الأسد والسابحين في فلكهم من ذوي الخبرات والباع الطويل في عمليات التق لوالترويع والإجرام والتهريب والسطو والتشبيح دون طائلة المسؤولية بحماية أولياء نعمتهم، وتم استخدام هذه الفئة لولاءهم الشديد والأعمى لزعماءهم في محاولة قمع المتظاهرين وضبط أداء الجيش والقوى الأمنية وقتل المترددين منهم، وخلال مراحل ومحطات الثورة المنادية باسقاط نظام الأسد وامتدادها من بانياس إلى دوما وحمص واللاذقية إلى كل بقاع سوريا الجريحة، سجلت العديد من الجرائم المتنوعة والفريدة من نوعها والتي لم تسجلها مدونات بشر، من قتل وتقطيع أوصال الضحايا والحرق والصعق الكهربائي واقتلاع الأضافر واستئصال الأعضاء البشرية واقتلاع العيون حتى استئصال الأعضاء الذكرية لأطفال لم تتجاوز أعمارهم ال13 عاماً إلى خطف الفتيات والرضع واغتصاب النساء وسلخ جلود المعتقلين والمعتقلات واقتلاع الحناجر وكسر العمود الفقري والأطراف واستخدام المناشير الكهربائية وأجهزة المثقاب الكهربائية في التمثيل بالجثث، وصولاً إلى قصف مآذن المساجد وتدنيس حرمات بيوت الله وإجبار المعتقلين على النطق بشهادة أن بشار ربهم، حتى الحيوانات لم تسلم من ساديتهم حيث كان لهم مع الحمير أكثر من موقعة، وما يلفت الانتباه أن هذه الفئة من الكائنات هي من يقوم بتصوير الجرائم في نوع من السادية والتلذذ بارتكاب هذه الجرائم النوعية، وفي معظم ما تسرب للاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والانترنت هي ما تم شراؤها بأثمان بخسة من شبيحة النظام حيث لايعرفون الا لغة من يدفع لهم، وفي هذه العجالة من الاستعراض نوضع بعضاً من سمات فئة ما بات يعرف على مستوى أوسع بـ "الشبيحة" الذي يرفعون أهازيجهم على أنهم رجال الأسد شاربي الدماء إلى سلسلة من الهتافات التي تمجد رموز النظام وترفعهم الى مقامات أرفع من خالق البشر، وكأن الزمن توقف في عهود بائدة، ولسان حال أرباب الشبيحة يقول أنا ومن بعدي الطوفان، فالبلد مزرعة لعصابة آل الأسد ومن يدور في فلكهم ويقتات على موائدهم المعمدة بالدم، ولم يقتصر أمر الشبيحة على مفتولي العضلات حاملي أكثر من سلاح ناري وأجسامهم مرصعة بالوان من الوشم والتعاويذ وعبارات الكفرالبواح، بل تعدى الأمر إلى أمثالهم عبر وسائل الاعلام والمعممين ومن أسموا أنفسهم محللين سياسيين أو باحثين إلى بعض الأئمة وأساتذة الجامعات وحفنة من الفنانيين حيث يمارسون كل أنواع التشبيح والكذب ولي ذراع الحقائق ورسم المخارج والتفاسير التي لاتتعدى تشبيحات خصيان النظام وجرائمهم التي ترقى إلى جرائم موصوفة بل في معظمها جرائم إبادة ضد البشرية.... هؤلاء الشبيحة هم فئة ضحلة من قاع المجتمع والمأجورين لأكثر من ثلاثين عاماً، فهم قطعان للموت والخراب يأتمرون بأمرة من يدفع لهم.... ولهم في القتل فنون لايقوى عليها إبليس وأباطرة القتل في التاريخ.....
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية