السيدة هيلاري كلينتون
مع فائق الإحترام،.... طـزّ في ضغوطكم وعقوباتكم...
فنحن أصلا" شعبٌ معاقبٌ منذ أكثر من أربعين عاما".
معاقبون دون بيوت للسكن، ودون حرية للرأي، ودون قضاءٍ نزيه، ودون إعلام حـرّ، ودون تكافؤ في الفرص، ودون وسائط نقل حضارية، ودون معاشات تحفظ كرامتنا.
نحن أصلا" شعبٌ معاقبٌ بوجود مخلوقات لا تمت للأديان بصلة.
جاءت من المريخ (أو أنتم جئتم بهم) بهدف تدمير الإنسان.
أقاموا عندنا، وأطلقوا على أنفسهم إسم (مسؤولين..).
ثم جاؤوا بأولادهم وأحفادهم من بعدهم، وبدأوا بتدريبهم على الخراب في بلدنا.
تهديداتكم العسكرية لا تؤرقنا، واحتمالات إنشاء سجن أبو غريب ثاني عندنا لا يقلقنا.
فنصف شعبنا تخرج من سجون المزه وتدمر وصيدنايا وعدرا.
ونصف شعبنا ترك (بيجامته) و (شحَاطته) هنالك، تحسبا" لأي تهمة تنتهك حقوقه وترجعه إلى الزنزانات. فأبو غريبكم هذا مهزلة، وبمثابة (وييك إند) لشعبنا.
وأما أي ضربة عسكرية محتملة من الناتو فهي لا تعني شيئا".
فعسكرنا الوطني قد استبقكم بضربنا.
وضربكم لنا كغرباء سيكون أقل وجعا" من ضرب الأهل للأهل.
السيدة وزيرة الخارجية..
ألقابكم التي تطلقونها علينا لا تقدم ولا تؤخر،
فنحن مواطنين كل واحد فينا لديه لقبه:
الحاقد، والعميل، والسلفي، والإخونجي، والجرثومة، والمندس.
وقلة قليلة فقط ستزعجها ألقابكم الجديدة.
فهم وحدهم يلقبون أنفسهم بالوطنيين الممانعين الشرفاء!
ولهذا أغدق الله عليهم بعطائه من كنوز سليمان.
أما عقوباتكم الإقتصادية فهي جهدٌ مهدور...
لأننا أمة تعودت على التطبع، وقادرة على تغيير جلدها الإقتصادي حسب أهواء الأثرياء الجدد.
فمن كانوا يؤممون أرزاق الناس في الماضي، أصبحوا أكبر إقطاعيين الوقت الحاضر.
ومن كان يتبنى مبدأ الإشتراكية في السابق، خلع (طقم السفاري) ولبس ( بدلة أرماني) وبات ينادي بتشجيع الإستثمار.
وحتى عقوباتكم المصرفية هي مدعاة للسخرية أيضا"...
فالمصارف التي لدينا هي بؤر لغسيل الأموال. وإذا لم نستطع غسلها محليا" فسنغسلها لدى الأشقاء في روسيا والإمارات.
ما من شيء تحاولونه سيؤثر بنا.
الفوضى البناءة؟ لن تجدي نفعا"...
فمن كثر تخبطنا في إصدار المراسيم والقرارات في بلدنا، لن نشعر حين تبدؤون بتطبيق هذه الفوضى.
سحب سفرائكم ؟ تخفيض تمثيلكم الدبلوماسي؟
مهما خفضتم مستوى دبلوماسييكم فلن تصلوا إلى المستوى المنخفض لدبلوماسيينا في الخارج!!
إتهامنا بإنتهاك حقوق الإنسان؟
في بلدنا أصلا"، لم يعد هنالك وجود للإنسان.
لا شيء تفعلوه معنا سينجح.
ولهذا أقول لو كنتم أذكياء لعرفتم أنه ما من داع للتصعيد .
فنحن على استعدادٍ لإبرام صفقة جهنمية معكم،
على غرار تلك الصفقة الكبرى التي أبرمتموها مع المرحوم، وطار على أثرها الجولان.
فما رأيكم بحلب مثلا"..! فكّروا فيها..
السيدة كلينتون،
مع فائق الإحترام....، طـزّ في كل عقوباتكم...
فنحن شعب معاقب أصلا"، ومصاب بانفصام الشخصية..
لا نعرف ماذا نريد ...
مرة" نريد اسقاط النظام سلميا"، ومرة" نريد حمل السلاح.
مرة" ننتظر منكم أفعالا" تخلصنا من (جحا) سوريا، ومرة نطلب منكم عدم التدخل.
نحن شعب معاقـ (ب)، يستغلون إعاقتنا لإقناعنا بأنه هنالك مسيرة إصلاح ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية