ما دام الوطن للجميع فمن حق الشعب أن يعبر عن نفسه بالتظاهر ضد الفساد و الفردية و القتل و الإعتقالات ، و المطالبة بتحقيق العدالة الإجتماعية و توزيع الثروة على الجميع بالتساوي ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و بناء قضاء مستقل ، و إجراء إنتخابات حرة ديمقراطية ، ومحاسبة كل المدانين و المقصرين مهما علت مناصبهم ، فالكل تحت سلطة القانون الذي يحمي البلاد ، و لا أحد فوق القانون ، و لا يمكن إختزال الوطن بشخص ، و الكف عن إطلاق يد الأجهزة الأمنية الفوضوية التي أصبحت كالكلاب المسعورة بملاحقة الوطنيين الشرفاء و تعذيبهم حتى الموت باسم الوطنية الزائفة و التخوين ، فمهما طال الزمن فالنصر للشعب أولاً و أخيراً.
إن الزمن لن يعود إلى الوراء ، و زمن إلى الأبد قد ولى ، لأن الشعب السوري لن يقبل بعد اليوم بشخص أو حزب أن يحكمه للأبد.
إن المظاهرات هدفها الحرية و التغيير الجذري لا كما تنشده العصابة الحاكمة ، و إنهاء الحكم الأمني ، و الدولة الأمنية الذي تجاوز كل حدود المعقول ، و أن الشعب الثائر لم يعد حقن الخوف تؤثر فيه من جديد.
إن الشعب السوري لا يملك في ظل وحشية النظام ، و عدم وجود سقف للقمع الذي يمارسه ، إلا أن يختار بين أهون الشرين مع استمرار الحلول الأمنية العمياء من قبل العصابة الحاكمة و إستهتارهم بدماء الشهداء ، سوف يحدث التدخل الخارجي ، لأن الشعب تقطعت به السبل و لا يجد في وطنه و دستوره و أجهزة الدولة حامياً أو ضامناً لحياته و إنسانيته و كرامته.
إن المظاهرات و الثورة الشعبية العارمة قد كسرت حاجز الخوف و الإذلال و الإهانات و التي كانت من الأحلام بالنسبة للشعب السوري المقموع ، فإنها جاءت من دماء الشهداء الذين قدموا أنفسهم و دمائهم رخيصة في سبيل أن ينعم باقي الشعب بالحرية و الكرامة، و الجميع يعرف تماماً بأن الحرية المنشودة سوف تكتب بهذه الدماء الذكية التي سالت و لا تزال
إن ما يجري في سوريا ثورة من أجل الحرية و الكرامة و رفع الذل و الهوان ، لأن عنوان الدولة التي رسمها ( النظام) منذ عقود هو إذلال المواطن و إهانته لتسهيل عمليته في السطو و السرقة و نهب ثروات الوطن.
لن تكون سوريا بخير في ظل نظام الإستبداد و الديكتاتورية ، في ظل نظام العائلة و غياب الشعب عن مركز القرار ،
و إنما سوف تكون سوريا بخير عندما تتحقق مطاليب الشعب السوري الحر في الديمقراطية و الحرية ، لأن الوطن للجميع و ليس ملكاً لشخص أو عائلة ، و لذلك سوف تبقى الثورة مستمرة حتى تحقيق هذه المطاليب العادلة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية