أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحيات إلى الأستاذ ميشيل كيلو ... هداية

للإعلام الحديث: دور كبير في صناعة المفكر الكارثي والبطل؟!،

كل التحيات للأستاذ ميشيل كيلو:
* قد يكره المرء الخوض في ما ليس يرغبه، لكن إزالة أفخاخ أصحاب الأذية، المموهة في مهارة وإحكام، من الدروب المطروقة تصبح ضرورة وواجبا أخلاقيا، ترغم من اطلع على خفاياها ومواضعها أن يكشفها وينبه إليها، فكيف إذا كانت الأمور هي أكبر بحجم الوطن ومكانة وسلامة شعب الوطن، فالحرب معلنة على سوريا والجبهات مفتوحة وأنواع الأسلحة المستخدمة الآن والمزمع استخدامها غامضة غير محددة، والسلطة تعرف والشعب أيضا يعرف، أن ليس من صراع في الداخل السوري لا بين مكوناته، ولا بين الشعب والسلطات؟، وهذا مما لا يدركه أصحاب ثقافة الهوبرة ممن لا عقل لهم، أولئك مَن تشهر وجوههم وأسماءهم إعلاميات دول لها أغراضها وتروج لهم، فيصدقون أنفسهم، ويصدقون كذبتهم؟، كما أتباعهم الراكضون خلف فكر لا عقل له..؟
وأن ما يسمى معارضة في الداخل السوري أو خارجه، ليست سوى طلائع الغزو المعادية بمسميات أخرى، وأن هذه المعارضة لا علاقة لها بمصالح الشعب والوطن السوري، ولا هي معارضة من أجله كما تدعي ولا تمثل أحدا فيه، وإنما هي ممثلة لمصالح الدول الطامعة، وأن طلب الحكومات المختلفة من الحكومة السورية الحوار مع المعارضة، يعني إحاطتها للإقرار مواربة بمصالح الدول الداعمة لهذه المعارضات، وما يقتضيه نفوذ هذه الدول من تواجد على الأرض السورية، وهو ما يمهد للتدخلات الدولية والإقليمية في شؤونها ورسم سياساتها بما ليس لها صالح فيه، وبما يتناقض مع أمنها ومصالحها،
فالقضية ليست المكانة السلطوية التي كان عليها حنا كيلو الدركي في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، فربما كان يخشاه في القرداحة بيت الأسد أنفسهم، كما كان يخشاه بقية الأسر الفلاحية المتواضعة في قراها كخلايا مدنية منتجة تخاف على أرزاقها وأمن أولادها من جور يطالها محتمل من أمثاله فيضطرب أفرادها ويرتعشون، وربما ميشيل الصغير مرافق والده الدائم زمنها كما يخبرنا، كان مفعما بالغبطة والزهو لمرأى هذه المشاهد..
وعليه فإن مقال السيد ميشيل كيلو ابن الدركي حنا عن مضمون ما يكتب في نعوات محافظة اللاذقية، الذي تقصد فيه حرف المعنى للتدليل على حجم سلطة الأخوة العلويين ومكانتهم؟، إنما كان يعبر رغم خباثته التحريضية المفضوحة عن فهم الكاتب ذاته للمراتب السلطوية، بأكثر مما كان يشير إلى النظرة الفوقية لأهل المدن، اتجاه رجال أهل الوظائف ومراتب وظائفهم في الدولة، وإلى عدم اكتراثهم بها لأنها لا تعنيهم، وإلى إعراضهم عنها إلى ما هو أجدى في رأيهم؟،
لكن أن يعتبر الأستاذ ميشيل أنه فقد مكانته عندما انتزعت السلطة منه عقب وفاة والده حنا الدركي؟!، وآلت إلى بيت الأسد في القرداحة وصارت في الشام؟، وأن الشرعية الثأرية توجب عليه استرداد السلطة المفقودة والمكانة الضائعة بما يتبعها من إباحة الأعذار لذاته وأمثاله حتى باستقواء الغير على أهل البلد، فذلك ليس حلما ورغبة مستورة بقدر ما هي ضياع كامل للعقل أصبح معلوما ولا رجوع إليه. فكيف نقنعه وأصحابه بأن سلطة الرئاسة في سورية ليست هي بمكانة سلطة والده الدركي حنا، وأن توريط الناس في اتباع معارضات من لا عقل لهم؟، واستجرارهم إلى الساحات والحارات، وإرهاب المسالمين وتعطيل مصالحهم، لا تحمل في وجوهها المضحكة إثبات لوجود مفقود أمام بيت الأسد؟، كما أنها ليست استعادة مكانة؟..
* المشكلة كلها تتعلق عند الأستاذ كيلو في منابت فهمه السياسي، فهو لم يزل ينظر إلى السياسة، من خليط إرثي عن أبيه الشرطي المحكوم بالأوامر، ومن موروث قديم خانع عشعش من أيام القمع التركي الذي استولد عقلية الميري، وسلامة الخنوع والأرض الواطية، ومقولة الجناح المكسور والطائفة المضطهدة وحكمة صبر الأفاعي المراوغة، ولا علاقة له في مفهوم السياسة كعلم يبحث في الدولة وأصول الحكم والمجتمع، أو في ضرورة الثورة والنضال، المسألة السياسية تنحصر لديه في الانتماء إلى ما هو رائج والاصطفاف مع الأقوى؟، فيصيغ فكره ويؤدلجه، ويؤلف الروايات حسب ما يقتضيه الحال؟، وهذا ما جعله شاطرا في بهلوانية المواقف، ومتعثرا في النهاية، (كقصص الثعالب)،
فهو في ترحال دائم منذ غادر وأهله مسكنهم الأول، وأضاعوا صيغ الحياة المدنية وتقاليدها وأعرافها، ومنذ أن فك الارتباط بما بقي له من أصول، ليس في السكن فقط وإنما في الفكر، لم يزل ضائعا لم يعد إلى البدء ولم يستقر، لم تجير إليه سلطة والده حنا الدركي؟، فبقي في الحلم؟، يبحث عن سلطة؟، ومن الممكن إدراجه كنموذج لأحد وجوه التهميش الاجتماعي ونتائجه الفوضوية، لذا سكن في لغة المعارضة ومدلول أوجهها عن الخنوع والتوحد والاحتماء والتشاكس ورفض الآخر وإلغائه؟، على عكس ما أكسبته الثورة الفلسطينية لشعبها عندما اختطت طريق مقاومة الاحتلال واستعادة الأرض، وما أفرزته القضية الفلسطينية عند فصائل الثورة العربية المتحدرين من المفهوم العربي القومي وعلى الوجه الأخص الناصري في محورية أرض الوطن وشعب الوطن؟،
فهو مثلا انتمى إلى الحزب الشيوعي على خلفية طائفية أقلوية يعتقدها، وتحابب مع البعث على مراحله المتعددة وناصره وكتب في صحفه، ومن ثم اصطف إلى جانب شيوعي المكتب السياسي، عند انحلال الحزب وتشرذمه بين طوائفه وإثنياته، فتسلم مكتب باريز لفترة زمنية ليست بالقصيرة، وتلقى الأموال من فتح الشهيد عرفات التي كان يتلقاها بدوره من الشهيد صدام لحساب الأستاذ رياض (المكتب السياسي)، وبعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق واعتقال الرئيس ومن ثم استشهاده اصطف هو وأستاذه رياض مع الشعب ضد الديكتاتورية وبالطبع ضد صدام،
وهو بالوقت الذي كان يكره فيه العروبيين القوميين، كان يلتقي باجتماعات مع التيارات القومية العربية (الاتحاد الاشتراكي وغيره) المعروفة بمواقفها المتخالفة مع البعث، وأيضا كان يدعي بأخوته للرئيس حافظ (أخوة بالرضاعة، عن طريق قريبته في قرداحة، وما بقي من معارضة سياسية زمنها كان يغرم بهذه الازدواجية الغرائبية التي يدعيها ويحملها)، ثم عاد فجأة لينشط في بداية عام 2000 بعد رحيل الرئيس حافظ، وإعلان سياسة الانفتاح من قبل الرئيس بشار، ليشكل ما يسمى لجان إحياء المجتمع المدني (كاسم مبهر)؟،
وبعد مقتل الرئيس الحريري، نشط من جديد ضد الرئيس بشار واصطف إلى جانب المستقبليين في دعوى المعارضة من أجل الديمقراطية، عبر واجهة إحياء منظمات المجتمع المدني طبعا (بالمفهوم الغربي للمجتمع المدني)، هي عبارة حفظها دون أن يعرف مضمونها كبقية مثقفي العناوين، وعندما سئل كيف تدعوا إلى إحياء منظمات مجتمع ليس موجودا ولم يكن لهذه المنظمات وجود حسب المفهوم الغربي لها، - (طبعا أساس التكوين السوري الخلية المدنية والاجتماع السكاني المديني وهذا مختلف) -، لكن هذا لم يكن يدركه، اعتذر عن هذا الخطأ؟، وقال: أنا في صدد إعادة صياغة أفكاري ومفاهيمي؟، ثم اعتقل بعدها (ليس على خلفية أفكاره كما يدعي وما أشيع، وإنما على خلفية اتصالاته مع الخارج السوري)، ولم يزل الأستاذ ميشيل ضائعا في بهلوانياته، يكفيه أن يعرف قليلا ليتكلم كثيرا؟، مثله مثل أغلبية حواريي الأستاذ رياض؟.. وأتباع مدرسة الفجوري المفكر الذي استحدث سمير قصير في لبنان؟!!،
موضوع التسليح، والقيام بأعمال مسلحة: يعتقد بعض المعارضين من طبيعة دائرته، وكاستجرار لنهج الثورات العالمية التي سمعوا عنها، أنها تبيح عمل السلاح في الثورة (هنا التخريب)؟، وعلى ما يعتقد أنه يبطن تأييدا لما يذهب إليه هؤلاء، أصحاب بدعة المعارضين والمنسقيين، أكان بما يسره لهم أو بما يتوافق عليه مجاملة في جلساته الضيقة معهم، وليس القول الصادر عنه (ضد أو مع) للطرفين المختلفين، عن قناعة لديه، فذلك لا يشكل فارقا عنده؟، المهم (أن يفوش ويلي بيكسب) هو معه، المهم أن يتم الاتفاق عليه ليمثل المعارضة؟،
وهكذا يكسب الشاطر؟! يصادر أدعياء معارضة الخارج، يصادر المطالب الشعبية في الداخل، يصادر أرباب السياسة من أدعياء معارضة الداخل، يسترضي السلطة، يفاوض بما يحصل عليه جميع الأطراف حتى الأجنبية؟ وهكذا يحصل على المجد من أطرافه؟ المهم التنبه والمعرفة: أن الطنطنة باسم ما: هو عادة لتوظيفه، لكن بالتأكيد ليس لصالح الشعب، ولا الوطن، ولا من أجل المطالب المحقة للشعب، فهل ينجح الأستاذ ميشيل؟ أم أنه سينتهي إلى ما تنتهي إليه الثعالب؟ إلى الوقوع في الشرك والسلخ وإلى عرض وبيع جلدها الفاخر في المتاجر ؟!! والسلام

(107)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي