رأى المعارض السوري البارز هيثم المالح أن أمام الرئيس السوري بشار الأسد وأسرته الآن فرصة سانحة لمغادرة سورية بأمان.
وطالب المالح في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية الجامعة العربية بالتدخل لإقناع الأسد وأسرته بالرحيل عن البلاد، وقال: 'بشار ومن معه عليهم أن يغادروا الآن بأمان وعندهم فرصة سانحة لذلك عبر تدخل الجامعة العربية أو فلتتدخل إيران إذا كانت تحب الأسد وتأخذه عندها لنتخلص نحن منه ونقيم ما نصبو إليه من نظام ديمقراطي'.
وأكد المالح أن السوريين لن يقبلوا بالحكم العسكري كطريق للحل أو كبديل للنظام الراهن متى سقط، موضحا: 'إذا ما حدث وقام بعض الضباط بانقلاب أدى للإطاحة بحكم الأسد فسنطالبهم عقب ذلك بضرورة تسليم الحكم لسلطة مدنية'.
وكشف المالح عن أن المعارضة تعكف حاليا على القيام بدراسات حول مستقبل البلاد بعد سقوط النظام خاصة فيما يتعلق بالعملية الاقتصادية، وأضاف: 'أما مستقبل العلاقة مع إسرائيل وسبل حل قضية الجولان فهذا متروك ليحدده النظام المقبل لا المعارضة الراهنة التي تعيش واقع الثورة'.
وقلل المالح من إشكالية عدم توحد المعارضة السورية بل وبروز الخلافات فيما بين عناصرها سواء بالداخل أو بالخارج رغم مرور ستة أشهر على بداية الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) الماضي، وقال: 'هذه ليست مشكلة كبيرة ونحن في طريقنا لتشكيل كيان موحد يمثل المعارضة بالداخل والخارج. المشكلة الحقيقة هي استمرار قتل المدنيين'.
وتابع: 'خلال الثورات يحدث هذا وتبرز مطالب خاصة لكل فريق، ولكن بالقريب العاجل سنتوحد كمعارضة لأننا على اختلاف طوائفنا الإثنية والدينية والعرقية والثقافية متوحدون على مبدأ التغيير.. لقد سئم الجميع أن يحكم بواسطة هذه العصابة المجرمة ولذا فقرارنا بأنه لا حوار مع هؤلاء القتلة'.
وانتقد المالح تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي الداعية لإعطاء الرئيس السوري فرصة زمنية لتطبيق ما وعد به من إصلاحات وعدم التسرع في تغيير الأنظمة، وشدد المالح على أن المعارضة والثورة بسورية لا تهدف إلى تغيير الأنظمة بل إلى إسقاط الفاسد منها.
وأضاف المالح 'أقول للراعي أهلا وسهلا بوجهة نظرك ولكننا على خلاف معها، فنحن بسورية لا نغير الأنظمة ولكننا نسقط الفاسد منها'.
وقال 'هذا النظام الحاكم سرق البلد بأكملها ، فما يقرب من 85 بالمئة من الدخل القومي السوري بيد هذه الأسرة الحاكمة وحواشيها والباقي لأفراد الشعب الذي يقبع 60 بالمئة منه تحت خط الفقر ويعاني 30 بالمئة من أبنائه من البطالة.. إذا كان السيد الراعي غير شاعر بهذا كله فليشعر به'.
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد انضم إلى زعماء الطوائف المسيحية في سورية في دعم نظام الأسد باعتباره حاميا للوجود المسيحي بسورية، معربا عن تخوفه من أن تؤدي الثورة عليه إلي تفكيك سورية ونشوء حرب أهلية وتولي أنظمة إسلامية.
وأكد المالح، رئيس مؤتمر الإنقاذ الوطني، أن غالبية الشعب السوري على اختلاف طوائفهم الدينية سواء مسيحيين أو مسلمين أكراد أو علويين أو دروز يدعمون الثورة، موضحا: 'بالطبع يوجد أناس مع النظام.. لا نستطيع إنكار هذا ولكنهم قلة'.
وتابع:'أما الباقون فهم صامتون بسبب الخوف أو الرهبة وغير ذلك.. وهؤلاء للأسف غير قليلين'.
وفي رده علي تساؤل حول ضمان عدم وقوع سورية في حالة من الفوضى أو سيطرة تيار ديني بعينه مثل الإخوان المسلمين على مقاليد الحكم إذا ما سقط حكم بشار الأسد، قال المالح: 'هذه كلها أحاديث وآراء.. الإخوان فصيل من فصائل العمل السياسي بسورية وهم موجودون منذ الأربعينيات وليس لدينا حساسية تجاه هذا الأمر.. ومن حقهم ممارسة العمل السياسي كغيرهم من الفصائل السياسية'.
وتابع: 'وإذا أقمنا نظاما ديمقراطيا كما نعتزم فستكون صناديق الاقتراع هي الضامن بأن من سيقود البلاد هو الذي حقق الأغلبية كما هو الوضع في سائر النظم الديمقراطية'.
ورفض المالح ما يطرحه بعض النشطاء الحقوقيين بالداخل والخارج عن وجود جماعات مسلحة إسلامية وغيرها تمارس، شأنها شأن النظام السوري، أعمال القتل بحق المدنيين، وشدد 'هذا الكلام غير صحيح ومختلق أصلا.. أنا أعيش بدمشق وخرجت منها قبل شهرين فقط وأؤكد أنه لا يوجد بالشارع السوري مسلحون إلا قوات الجيش والأمن وما يتبعهم من عناصر الشبيحة'.
وتابع: 'الثورة لا تزال سلمية وغير مسلحة، لكن إذا كان بعض الأهالي لديهم سلاح في بيوتهم فهذا أمر وراد، وإذا استخدموه عند مهاجمتهم من قبل قوى النظام فهذا دفاع مشروع عن العرض والحياة والمال ولا يتنافى أبدا مع سلمية هذه الثورة '.
ويذكر أن بعض النشطاء الحقوقيين أشاروا إلى تعمد رموز المعارضة السورية إنكار وجود جماعات مسلحة تمارس أعمال القتل بحق المدنيين حتى لا يدعموا رواية النظام من أن تحريكه لقوات الأمن والجيش يأتي للرد على تلك الجماعات المسلحة لا لقمع الثورة المناهضة له.
وعول المالح، الذي يزور القاهرة حاليا ضمن أسبوع نصرة الشعب السوري، على أن تؤدي الضغوط الدولية جنبا إلي جنب مع كثرة الانشقاقات بالجيش السوري إلى التعجيل بنهاية نظام الأسد، وقال 'هناك آلاف انشقوا عن الجيش وآخرين أيضا بالآلاف ينتظرون دورهم ونحن نعتمد على هؤلاء العسكريين الشرفاء لإنهاء هذا النظام ونرفض قطعيا التدخل العسكري على غرار الوضع الليبي لأن ذلك سيدمر سورية'.
يذكر أن ما يسمى بقيادة 'الجيش السوري الحر' بقيادة العقيد المنشق رياض الأسعد أعلنت مؤخرا عن تشكيل كتيبتين جديدتين هما كتيبة معاوية بن سفيان بدمشق وكتيبة أبو عبيدة الجراح بريف دمشق. وكان الأسعد أعلن في تموز (يوليو) الماضي انشقاقه عن الجيش السوري بسبب الممارسات القمعية للجيش تجاه المدنيين، على حد قوله.
هيثم المالح: لدى الأسد وأسرته فرصة سانحة لمغادرة سورية الآن بأمان

القدس العربي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية