مما نعرفه أن للوطن حدود جغرافية وأرض بعيش عليها بشر تختلف لغة التخاطب بينهم من مكان لأخر وهو غالبا محدد بمساحة جغرافية وله حدود بالاتجاهات الأربعة .
ولم يمر معنا يوم في الجغرافية إن كانت طبيعية أم سياسية بأن للوطن سقف إلا السماء التي وهبها الله للبشرية جمعاء كما ورد في دياناته .
لذلك نجد كلمة سقف الوطن التي درجت على ألسنة السياسيين السوريين وتكرارها في الغالب بعد انطلاق الأحداث الدامية على مساحة واسعة من أرض الوطن , لتعطي للوطن معنى غير الذي نعرفه , وقرأنا عنه , فالسقف عادة يطلق على ارتفاع معين بمكن رؤيته بالعين المجردة أو مطلب سياسي أو موقف من قضية ما كسقف البيت أو سقف مطالب عمالية أو نقابية أو اجتماعية , ولكن الحوار تحت سقف الوطن , ومن يحدد هذا السقف بارتفاعه أو مستوى المطالب ؟
ومن هنا يمكننا القول أن السقف المطلوب الحوار تحته هو محدد الارتفاع مسبقا وهناك من حدد هذا الارتفاع , مع العلم أن ليس للوطن سقف ولا يمكن أن تتحدد المطالب بسقوف وإلا نكون أصبح لنا رسول أو مرشد أو ولي أمر , يعرف دون عن خلق الله أجمعين هذا السقف .
نحن من المعتقدين أن سقف الوطن حرية أبناءه دون وصاية من أحد خارجي أم داخلي , وأن سقف الوطن في استقلاله وامتلاك موارده الاقتصادية وحياة يتساوى فيها جميع أبنائه تحت سقف القانون الذي ارتضاه المواطنون ليكون حكما عادلا بينهم .
ان الشعب السوري انتفض بصورة عفوية ومن خارج أية أجندة سياسية أو تنظيمة داخلية أو خارجية،
بدء منذ أيام ليست فليلة ما أطلق عليه الحوار الوطني في المحافظات ويجب أن ينتهي هذا اللقاء في العشرين من الشهر الجاري ويقدم توصياته الى جهة ما , من هي الجهة المخولة في التحقق من هذا الكلام والتشاور ؟
هل السلطة القائمة والتي عينت المتحاورين وحددت مواصفاتهم ؟
هل حزب البعث هو من عين الأسماء والشخصيات ؟
هل تدخلت مانسميه الجبهة الوطنية في اختيار الأسماء ؟
من قراءة أسماء لجنة درعا المعممة على وسائل الإعلام نرى أن الحوار محصور في السلطة ومن تقرر بأنه معارض , و مع الحب والتحية لكل الأسماء لا يحق لأحد اتهام الآخر بالوطنية ومحبة الوطن , أو ان يشكك بإخلاص أي مواطن تجاه وطنه وشعبه ومستقبله .
من سيمثل محافظة ريف دمشق مثلا أو مدينة دمشق بالحوار ؟
أو ان مدينة دمشق لا يوجد فيها معارضة لأنها لم تشارك في الحراك كباقي المحافظات المنتفضة , أو يتم الاختيار عبر ام أجهزة الأمن , أو فروع حزب البعث الذي يستند إليه ترهَّل كثيراً، وتراجع كثيراً، ولم يمارس الدور الذي تصوّره مؤسِّسوه وكبار القادة الذين مرّوا فيه ومنهم مؤسس النظام، واكتفى بترداد الشعارات. وبدلاً من ان يقيم دولة علمانية أو بالأحرى مدنية وحرة وديمقراطية بقدر ما أصبح حلماً لكل باحث عن موقع أو مكسب أو نفع وإن بوسائل غير قانونية .
فالبعث رفع شعارات رنانة جميلة مثل الوحدة والقومية والرسالة الخالدة وتحرير فلسطين ولكن هذه الشعارات بقيت كذلك اي لم يتم ترجمة اي من الشعارات للواقع. فماذا حدث بالضبط .
فباسم المواجهة مع إسرائيل غابت الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان عن سوريا
المواقف الوطنية والقومية لأنها بقيت في معظمها من دون ترجمة عملية ولأنها استُعملت دائماً غطاء ناجحاً لبقاء النظام قوياً
مفردات مثل الممانعة" و المؤامرة و الاستهداف والتلاحم الشعبي والوعي القومي والوطني، إلى آخر المفردات التي تتجاهل مطالب الشعب التواق للحرية .
أم أن الكثير مما يسمون أأمت المساجد ووجهاء الكنائس هم من يمثل الشارع في الحوار والذين عينتهم السلطة السياسية في مواقعهم , وأثبتت الوقائع والأحداث أن ما يسمون رجال دين لايعبرون الا عن مصالحهم ومصالح من وضعهم في مسؤولياتهم الوظيفية
فالثورات تاخذ سنوات لإرساء قيمها لأن الدين شغل الله أما الحضارة فهي شغل الإنسان
و لعل سبب انهيارنا الفادح بين الأمم يرجع إلى التجارة بالإسلام ، بينما هم يُضمرون قانون العقوبات الإسلامي و الحدود و فقه العبودية و عقد الذمة ،
وأخير لا يمكن لوطن مسقوف أن يكون حرا لوجود موجه لهذا السقف يعمل على خدمة مصالحه وأهدافه
ولايمكن لحوار حر وجريء وصريح وهادف لخدمة المجتمع أن يكون في ظل حكومة مشكك في مصداقيتها
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية