سأحاول أن أكون دبلوماسيا في المقال، وأسعى إلى الحيادية بقدر المستطاع، برغم الجراح والمآسي التي تعانيها الأمة العربية والإسلامية والدماء مازالت تقطر في أماكن عدة ،
الثورات التي اجتاجت دول المنطقة والانتفاضات الشعبية التي كان لها الأثر الواسع في توعية الشعوب واستفاقتها من غفلتها ،وهي ترزح تحت ظل أنظمة أتخمت شعوبها نفاقا ورياء أنها (الحامي للبلاد والعباد) والموكل بوحي السماء للحفاظ (على العروبة والمقاومة والممانعة والتواضع والإسلام و و و و)، حتى جاءت هذه الثورات وبانت سوءات الأنظمة وعوارها وعورتها، وظهر جليا كيف يعيش ذلك الرئيس من بذخ ومجون هو وأبناؤه وأقرباؤه؛ وشعوبهم لا تنام إلا على طوى البطون وجوع أولادهم وقلة ذات اليد لعلاج أسقامهم؛ فانهارت كل تلك النظريات والكذبات التي كنا ومازلنا ننام ونستيقظ عليها.
نعم إن هذه الانتفاضات في البلاد العربية كشفت زيف ادعاءات هذه الحكومات التي لم يأت أيا منها بطريقة شرعية وشورية وديمقراطية،لن أطيل في هذا المجال فمن يشاهد آثار وأطلال (جرذ ليبيا) و (قواد تونس) و (فرعون مصر) تتوضح له ما أسلفت في كلامي لكن المدهش في الثورة السورية التي لم تُسقِط بعد (طاغية الشام ونمرودها) -أو إلى حين كتابة هذه المقالة-
هي أكثر الثورات تعرية وتوضيحا وتكشفا لحقائق ومواقف شكلت صدمة عند كثير من شعوب المنطقة فكيف إذا سقط؟؟!!!!!!!!
قد أختلف مع كثيرين لانزعاجهم من طول المدة التي تقضيه الآن الانتفاضة السورية بسبب كثرت الدماء، واحتلال البيوت وتدنيس المقدسات؛ وأشاركهم هذا الانزعاج بسبب أنني إنسان أولا لا أرضى بانتهاك قيمة أي انسان بريئ على وجه المعمورة ولأنني ابن المنطقة العربية ،فكما كنا نتألم على أشقائنا وأهلنا في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال يجب أن نتألم عن كل جريمة بحق الشعب العربي
إلا أنني أنظر إلى هذه الإطالة بخير لأنها وفي سابقة نوعية(ميزت الخبيث من الطيب) ليس على المستوى السوري المحلي فحسب ؛بل على المستوى العالمي.
**********
منذ إنشاء منظمة مايسمى (حزب الله) وتقلبت نحوه المواقف فمن مؤيد له ومعارض، وذلك بسبب الطبيعة العاطفية للشعور العربي التي تحب كل من يحارب (الكيان الصهيوني) ولو كان بحربه مدعيا كاذبا، ويقف بجانب كل من يصدح بمواقف ضد أعداء الأمة.
وبسبب الطبيعة هذه تم استغلال هذه العاطفة فبات أغلب الأنظمة مقاومون ولكن (بالثرثرة)؛ وإن الناظر لتاريخنا الحديث فإن كل من كان (يصدح مثرثرا) ضد أعداء الأمة ، كان من أكثر الناس تعاونا معهم وكأنها تغطية لخياناتهم بل هم من سلموا كثيرا من الأراضي العربية وباعوها ، وما نكسة حزيران عنكم ببعيدة.
لنرجع لمنظمة (حزب الله ) ومليشياتها التي كانت وباعتراف صبحي الطفيلي الأمين السابق لحزب الله (كانت حامي حدود إسرائيل) بل من كان يحاول تنفيذ أي عملية ضد المحتل الصهيوني الغاصب من الجنوب اللبناني كان يُعتقل وفي كثير من الأحيان يُقتل!!!!!!!!!!!!!
وبنفس المقارنة يقوم النظام السوري بقتل من يريد تنفيذ أي عملية في الجولان المحتل، العجيب من المواقف (العدو الصهيوني) وتصريحهم العلني (أن النظام السوري أفضل نظام لإسرائيل) بل وكما قالوا(يجب تنصيب بشار ملكا لإسرائيل) وعند بداية الأحداث طار(النتن ياهو ) إلى باراك أوباما طالبا منه تقديم الدعم للنظام السوري!!!!
إذن هناك تنسيق سابق وتعاون وثيق بينهم وما هذا السكوت العالمي إلا بتحريض صهيوني لحماية النظام السوري ،لأنهم يعلمون أن بداية تحرير الأرض هو الشعور بالكرامة، وهذا ما لا يريدونه للشعب السوري ويسعون جاهدين أن يبقى هذا الشعب (أرنبا ) يقودوه حيث شاؤوا ؛ لكن خاب ظنهم وبدأ المارد في الاستيقاظ.
تكشفت الأقنعة وأيقن الشعب: لن يكون هناك إنسان مقاوم وخائن بنفس باللحظة ذاتها ، وإن الاحتلال الأمريكي للعراق الذي كان مدعوما من إيران وكل الحكومات المتعاقبة في العراق هي تابعة لنظام الملالي بإيران ،وهم أكثر الحكومات (طوبزة) للإحتلال الأمريكي، فمن يصدق ايران وهي تدعم (ثورة البحرين الطائفية) وحكومة لبنان (الطائفية) وتبعث تقنياتها ورجالها بالسفينتين التي سمحت أمريكا لها بل وطلبت من النظام المصري بعدم إعاقتها في قناة السويس كي تصل سالمة غانمة لشواطئ طرطوس!!!!!! وتكشفت الحقائق دعم لقمع احتجاجات مرتقبة في سورية!!!! وحدث ما حدث وخرجت تلك الآليات التي ظهرت في محافظات سورية وغابت عن الشريط الحدودي المواجه (للعدو الصهيوني)
أما (حسن نصرالله) الذي تكشفت نواياه وطائفيته البغيضة من موقفه الغريب من أحداث سورية، وكأن الشعب السوري(خروف) ينتظرمن يضحي به لكن من أجل من؟؟!!!!
مأمون الحمصي النائب السابق في مجلس الشعب والمعارض الحالي أكد في عدة لقاءات أنه يملك أدلة على وجود مقاتلي من ميليشيا حزب حسن نصرالله ، ومن الجدير بالذكر تصريح لإيهود باراك بالثمانينات قال فيها (يجب نشر ميليشيات شيعية لتكون بديلا عن الفدائيين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني)
طبعا لا أريد هنا أن أكون طائفيا ولا أقصد الطائفة الشيعية لأن فيها من الشرفاء مايكفي عن الدفاع عنها ،لكن المقصود هو مليشيات (مدعومة من إيران) لذا وبعد تكشف جرائم حركة أمل في تل الزعتر وبحق إخوانهم اللبنانيين والفلسطينين ،عمل على خلق حركة أخرى ليس لها علاقة بتاريخ أمل الوسخ؛ فتم إنشاء حزب الله وانهالت عليه التدريبات والأسلحة من النظام الإيراني والنظام السوري.
***********************
بعد سقوط القذافي انكشفت الأوراق في المخابرات الليبية أن الغرب كان وقبل عشرة أيام من سقوط القذافي ،يدعم القذافي وبنفس الوقت كان داعما للثوار!!!!!!!!! برغم أن القذافي عميل صغير أمام النظام في سوريا وذلك لبعده عن حدود أراضي الفلسطينية المحتلة، فكيف بالنظام السوري الذي مازال للحظة كتابة هذه السطور يدعم القذافي إعلاميا ويدافع عنه بل ويبث كلماته وخطابات أولاده في قناة الرأي التي مقرها سوريا!!!!!!!!
سقوط القذافي يعني انفراط المسبحة التي ستجر بعدها النظام السوري لذا يجب الحفاظ عليه بأي وسيلة ؛لذا عول الغرب على قدرة النظام السوري قمع الاحتجاجات فأطال مدة سقوط القذافي ؛ الذي لم يسقط فعليا كشخص بل سيبقى فزاعة الغرب لليبيا ولسوريا.
الغريب دعم بعض دول المنطقة ماليا (للنظام السوري) في بداية الأحداث،
**********************
لم تعش سوريا حياة ديمقراطية ووممارسات مدنية منذ صعود حزب البعث للسلطة ؛ حيث تم قمع كل من فتح فمه محتجا وتصفيته، لذلك لم يستطع الشعب السوري بناء معارضة منظمة تستطيع مواجهة نظام مستبد ، وإن من مآسي الشعب السوري أن بعضا من معارضته (مدسوسة وعميلة للنظام السوري) كي تكون (مخبرا) على أي عمل منظم وبالتالي تهديد أهاليهم في سوريا،
وبعد مرور ستة أشهر صار الشارع السوري يعرف المعارض الشريف من المرتزق والعميل ، فهذه من أكبر فوائد إطالة المدة .
حتى الأوجه المثقفة والمتحضرة وعلماء الدين ، مازال الشعب السوري لم يفق من صدمته من مواقف شخصيات كانت محترمة كالبوطي الذي كانت مواقفه (مخزية) خاصة حين قال أن (سقوط النظام السوري سقوط للإسلام) وكأن النظام السوري امتداد للخلافة الراشدة ويخشى من انهياره، بل إن (عملاء السلطان) أبعد ما يكونوا عن كلمة الحق التي طالما كانوا يتقولون ويدعونها بل ظهرت سذاجة حسون، وغباء مفتي طرطوس السابق ووزير الأوقاف الحالي عبدالستار ؛ الذي ما إن وصل إلى سدت الوزراة حتى خفف لحيته بشكل ملحوظ ؛والتي كانت ستصل إلى سرته قبل أن يصبح وزيرا.
وظهرت أسماء لامعة أخرى ومواقف اعتبرها الشعب السوري رجولية من الشيوخ (كريم راجح وأسامة وسارية رفاعي وابراهيم سلقيني الذي مات بظروف غامضة)، ومن فنانين كـ(علي فرزات ومحمد آل رشي ومي سكاف وغيرهم) أما المنافق دريد لحام (غوار الطوشة) فعلا لم يكن أكثر من مهرج كاذب بنظر غالبية الشارع السوري خاصة حين صرح وقال( حرب المتظاهرين أولى من حرب إسرائيل) ولا نعلم مَن عَلَّم مَن ؟ هل طالب إبراهيم علَّمَه أو هو الذي علَّم طالب إبراهيم؟؟
لكن الواضح أن كليهما مصيرهم إلى مزبلة التاريخ.
********************
الأمر معقد وشائك إلا أن الحقيقة الواضحة أن الشعوب لا تُحارَب(بضم التاء وفتح الراء) ؛ لأنها هي المنتصرة دوما
وعند المصائب والخطوب تظهر المعادن والأصول، فمن لم يكن له مواقف مشرفة في المواقف المصيرية سيرمى في جروف الخزي والعار ، وسيذكره التاريخ ليس كما قال أبوفراس الحمداني(سيذكرني التاريخ إذا جد جدهم ) بل ليلعنوهم وتبقى واضحة في الأذهان من وقف بحق وصدق ورجولة لأنه (في الليلة الظلماء يفتقد البدر)
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية