أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فضفضة مواطن مقهور .. إبراهيم الحسين (الصّوّاني)

1
مُذْ كُنْتُ صغيراً لا أدري
شيئاً عـن وطني المقتولا
فـتشـتُ بصدركِ ياأُمي
و شددتُ الشعر المجدولا
وسألتُ جبينكِ عن وطني
و لسؤلـي أصبح مبلولا
2
هل وطني شعرٌ أحفظهُ ؟
وارددهُ قبل الدرسِ ؟
أم وطني تمثالُ نحاسٍ
بالبلدة يحرمني شمسي ؟
أشعارٌ خطَّ على الحائط
عن ربٍ أسديٍ واحدْ
لم يغفو في ليلِ الرحمِ
لكن قد نوَّم أجيالا
أم صورة أسديٍ خالدْ؟
في كل مكانٍ المحهُ
بجلالٍ يبسمُ للدنيا
لا يحزنُ لا يغضبُ أبداً
لا يغفو إن جاء الليل !!
أتراهُ أمي إنسانا ؟
قالت : طبعاً
لكن أمي
لم ليس يحسُ كما البشرُ
فالشمسُ لديهِ كما القمرُ
لم يغمض يوماً عيناهُ!!
أتراهُ أمي شيطانا ؟
قالت : إسكتْ
3
خرجت أمي..لكن بقيتْ
في ذهني أسئلةٌ شتى
لا اسألُ أحداً في القرية
إلاكِ أنتي يا أمي
4
مر العمرُ
والموتُ ببابي منتظرُ
ماتت أمي..لكن عاشت
بل كبرت أسئلتي..مثلي
لم اسأل أحد إلاها
ولذا قررتُ زيارتها حتى اسألْ
ومشيتُ إلى تل القرية
حتى وطأت قدماي القبرْ
عذراً أمي لا أعرف أحداً اسأله!!
بالله أجيبي يا أمي
أدري أني عبثاً اسأل
فالتلُ يغطيه الموتُ
والموتُ يترجمهُ الصمتُ
قالت : فلتسأل جارتنا !!!
أمي أمي .. أنتي حية !!
فأخذتُ أزيحُ رجام القبرْ
لكن فرحاً..شُلتْ كفي
فجلستُ أسبُ الحظَّ
وابصقُ في كفي
قالت لي : لا زلت عجولا
لم تكبر يوماً يا ولدي
إسألْ ما شئتَ ولا تيئسْ
فالكفُ سيبرئها اللهُ
اواهُ امي اواهُ
فلتبقي كفي مشلولة
وليعطيني وطني اللهُ
4
لا شيء جديدٌ..يا وطني
من أجلى المستعمر قسراً
اليوم سيجلو المحتلا..
لا شيء جديدٌ..يا وطني
من خانك سراً في الماضي
اليوم يجاهر منحلا
لا شيء جديدٌ يا وطني
الثورةُ نارٌ لا تخمد
قالوا : بالماء سنطفئها
فشتعلت أنهارك غضبا
قالوا : بتراب نخمدها
فتصلب تربك وانتصبا

(102)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي