المقاومة والممانعة تشويه المصطلحات ...د . جمال شحادة

المقاومة والممانعة تشويه المصطلحات
عند نظام الأسد وأبواقه

لا أدري ما الذي دفعك أيتها الكتّابة عن حشر أنفك بما لا تفهمين وما لا تستوعبين ،وأنت هنا إما جاهلة ، وإما متجاهلة بما يحدث في سورية ، فإن كنت جاهلة فهذا شأنك ، وكان عليك المزيد من القراءة والتحليل والتحدث بأسلوب الصحفي المتعمق، لا المفتري الجاهل بلسان سليط لا يليق بامرأة أو حتى أنثى ، وإن كنت متجاهلة فهنا الطامة الكبرى ، إذ كل كلامي لن يقنعك ولن تستوعبيه مطلقا ، وبخاصة إن كان لموقفك هذا من االنظام ثمن يدفعه لك ، أو غنيمة ترتجينها ، فكلامك هذا ما هو إلا ترديد لكلام نظام بائس انكشفت عورته ، هل نخوّن شعبا من أجل أسرة أو نظام طائفي عنصري ؟ كنا نقرأ مقالاتك المصوغة أحيانا بأسلوبك غير السوي كقولك عن رئيس سلطتك :" أتحداك أن تكون ولو لمرة رئيسًا لكل الفلسطينيين، وأن تتخلى عن شراكة الحقارة....أتحداك أن تعلن استقالتك، لأنك لا تليق بقيادة شعب، يُقتل وتُدمر بيوته ... أتحداك يا عباس أن تكون رجلاً، لا ذنبًا للثور الاستعماري، بقرنيه الأمريكي- الصهيوني .
من كلامك هذا أدينك كيف تتحدين رئيس السلطة ، وهو بمثابة رئيس الدولة ، وتحرمين علينا نحن السوريين تحدي رئيسنا ؟ عباس الذي تتحدينه ، وتسلطين لسانك المقبوح عليه لم يقتل ولم ينكل ولم تدمر جرافاته بيوت شعبه ولم يدس بعض أبناء شعبه بالدبابات ، ولم يقطع أوصال شباب شعبه أحياء ، ثم يحرقهم وهم ينازعون من تقطيع أياديهم وأرجلهم ، تبكين على بني جلدتك وتقولين :" أطفال ورجال ينتحبون، شباب يستشهدون، نساء ثكالى يفقدن الزوج والولد وكل همك أن تعود لغزة على جماجم شعبك . هل أنت أيضا من شعب الله المختار ؟ فقط الفلسطينيون بنو جلدتك هم من تبكين عليهم ، ونحن السوريين لا بواكي لنا ؟ أم أن دماؤكم زرقاء تجري في جواهر من الأجساد ، ودماء السوريين سوداء تجري في عرض من الأجساد الرخيصة ؟ كيف يكون موقفك باكية على إنسان مظلوم ، ومحرضة على آخر لاقى كل أصناف الظلم ؟ ، على الرغم من أننا نرى الذي تحرضين عليه وعلى قتله هو الذي يحتاج من يخفف عنه ، يقول الشاعر الجاهلي :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
لو كنا نحن السوريين نقتل من قبل إسرائيل وتستباح حرماتنا من قبلهم وتدمرنا دباباتهم وتقتلنا قطعان جيشهم لما كنا ـ مع كل ما أصابنا ـ من المحزونين ، فهو عدونا ويريد قتلنا مثلما نحن نريد قتله أو طرده من بلادنا ، الموت الزؤام هو أن من يقتلنا أولادنا وإخواننا في الوطنية ، هم جيشنا الذين جعنا في سبيل أن يأكل ، وعطشنا في سبيل أن يشرب ويرتوي ، وعرينا ليلبس ويدفأ، وافتقرنا ليغنى ، وشرينا له الطائرة والمدفع والدبابة والرشاش والبندقية وكل أنواع الذخائر والسيارة و.... فكان نصيبنا منه أنه قتلنا وأفقرنا ودمر بيوتنا وشرد أطفالنا ..... فبالله عليك ألا ترين ما يحدث للشعب وأفراده بسورية حتى تهاجمين رموز قادة ثورته ؟ يقتل الشباب بعد فصل بعض أعضائهم ( إبراهيم القاشوش منشد الثورة اقتلعوا حنجرته فيديو تيوب ) ( حمزة الخطيب قطعوا عضوه التناسلي وعمره 13 عاما فيديو تيوب ) ( حرق سبعة عشر جنديا انشقوا عن الجيش لعدم إطلاقهم النار على المتظاهرين السلميين فيديو تيوب ) وليتهم يكتفون بقتل الشباب وإنما يختطفون جثثهم ليأخذوا منها ( قطع تبديل ) يبيعونها لعصابات إجرامية اكتشت بعضها من عشر سنين بدمشق وتحت حكم الأسد ولم ندر ماذا حصل بعد اكتشافها رغم أننا لاحقنا الأخبار لحظة بلحظة بعد اكتشافها ولم نعلم عنها شيئا كالعادة في أي حدث يكون فيه شخص أو أكثر من النظام ، ( وما سرقة صرافة الهرم بدمشق من قبل نمير الأسد وعصابته المسلحة في وضح النهار وهناك فيديو مسجل بالكامل للعملية ) أما المسنون وهم الذين ربوا أولادهم على الوطن والوطنية فأنت ترينهم كيف يعاملونهم في حمص وحماة ودرعا وغيرها من تكبيل اياديهم إلى الخلف ثم رميهم على الأرض والصعود بالبوط العسكري الغليظ والدبكة على أجسادهم ، و... والأطفال يروق لرجال مخابراتنا إطلاق النار على أرجل الأطفال أما أعين أمهاتهم لأنهن أجبن بكلمة لا أعرف عندما سئلن أين زوجك ،مرة ومرة ثم هددوها بقتل وليدها إن لم تقل لهم أين الزوج ، والمرأة فعلا لا تعرف أين زوجها فقد يكون معتقلا لدى فرع مخابراتي آخر فيطلقون النار على رجلي الطفل ويتركونه وأمه ويخرجون ...( حدث مع الدكتور المفكر العربي طيب تيزيني أن أودعه فرع مخابرات السجن ، وكان من المدعوين لحضور مهزلة الحوار من قبل الرئيس نفسه ، وجاء من يبلغه ضرورة حضوره الحوار فقالت لهم زوجته عندما سألوها أين الدكتور قالت له عندكم صار له خمسة أيام محبوس ) ورأينا كيف ضرب الشبيحةُ المعارضين في المؤتمر دون أي محاسبة أو رقيب أو حسيب .... أما النساء فيكفي أن ترى ما يحدث لرجالها ولأولادها بل أحيانا يغتصبونها يا سوسن هل حدث ما رويته في ثنايا أسطري بالكيان الصهيوني نفسه صرنا في سورية نحسد إخواننا الفلسطينيين على المعاملة الراقية ؟ من قبل جيش الاحتلال إذا ما قيست بمعاملة جيش ( حماة الأسد ) هل ترين مناظر من المظاهرات على يو تيوب وكيف يتساقط الثوار وهم يحملون لافتات وأزهارا كالعصافير من بندقية صياد ماهر ؟
تقولين :" الثوار يشيعون الفوضى والتخريب " ، الله أكبر نحن رأينا 700000 متظاهر بحماة وأقلها بقليل في دير الزور ولم تحدث هناك لا فوضى ولم يجرح شخص مقدار ظفر عندما غاب رجال المخابرات الأسدية عنهما ، وعندما يحضر المخابرات في قرية تجدين القتلى بالعشرات والمعتقلين بالمئات ، وهم من يقومون بسرقة المحال التجارية والمصاغ الذهبي أثناء ما يسمى بالتفتيش ، والأموال أيضا بل يسكبون موجودات المطبخ كلها على بعضها البعض في أرض المطبخ فيخلطون السكر بالملح ويسكبون الزيت على الرز ويأخذون المكدوس أو الزيتون أو يكسرون عبواتهما ... هل يفعل الجيش المحتل بفلسطين ما يفعله جيش ( حماة الأسد ) لو كان النظام وطنيا يا سوسن لدعا إلى حوار حقيقي والحوار الذي يدعو إليه النظام رأينا كيف يهينون ويضربون رجالا أتوا ـ وهم معارضون من الدرجة العاشرة ـ للحوار ، ولو كانوا من المعارضة الحقيقيين لقطعوهم إربا إربا ، فماذا نفعل مع نظام تمرست أنيابه على دمائنا وأشلائنا ، ومع كل هذا وحتى كتابة السطور هذه لم يطالب الثوار بتدخل أجنبي أبدا ، أما ما يخص انتصار أهلنا بليبيا فتخيلي لو لم يتدخل الناتو لحظتها ماذا كان سيحصل لبنغازي , هذا المهتوه زوده نظظام دمشق بطائرات حربية بطياريها وضرب المظاهرات السلمية ، ثم إن القصف المدفعي والطائرات الحربية لم يهدأ أنسيت ِ ؟ بل ضربهم بصواريخ غراد وأخيرا بصواريخ سكود الذي قطر محيطه التدميري خمسة عشر كيلو متر ، فهل هذا رئيس وطني ؟ يا كاتبة المقال ؟ هل ما يفعله الرئس السوري الآن فعل إنسان مقاوم كما تدعين ممانع كما تصفين ؟ كيف للنظام أن يقاوم إن لم يكن ملتصقا بالشعب ؟ هل يستطيع النظام ورئيسه بخاصة أن يأكل دون أن يطعمه الشعب ؟ فكيف يقاوم نظام بدون شعب ؟ من أين لك الدليل على ثبوت تلقي العرعور أموالا عربية ، وما المانع أصلا لو حدث فعلا في ذلك إذا كانت لدعم أسر فقدت معيلها ، أو دمرت بيوتها ، أو شردت ، ليكن بعلمك أن النظام حرق محاصيل الفلاحين بالغاب القريبة من جسر الشغور ، وقتل حيواناتهم التي يتخذونها للركوب أو للطعام ، وهم لا ناقة لهم ولا جمل في الثورة ولا النظام كل ذلك تم بحجة أن مسلحين اختبؤا ضمن المحاصيل أو بين زرائب الدواب ؟ هل سمعتِ مرة العرعور ؟ هل سمعته إلامَ يدعو ؟ لو سمعته لما ظلمته إن كنت صادقة تحبين وطنك والعالم العربي ، مسألة فلسطين لا نمن بها عليكم وقوفنا بجانبكم ، بل واجب وفرض ديني ، والعرعور هو شيخ الشيوخ في هذا ، لو تنازل الكون كله عن فلسطين العرعور لا يتنازل ، فهل يستحق منك كلاما لا يليق به وبمقامه أم يستحق ثناء ؟ تقولين هناك ظهور هنافات طائفية لدى الثوار وتدللين بقول للمانع أو غيره ، لم تركزين على رواية النظام ولا تكونين مستقل عندما تسمعين ( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ، وإسلام ومسيحية مع إخوتنا العلوية ، ثورة ثورة وحرية ، تتردد في كل سماءات وفضاءات الوطن ، ولم ينكرها إلا جاحد مكابر أحمق . تقولين التسلح كان بجسر الشغور ، ألا تخافين الله في ترديد الكذب ولا تتحرين الخبر ، ولا تحللين بعقل وهبك الله إياه ، لو كان هناك تسليح على ما تزعمين كم دبابة أحرقت حتى الآن ، لو أن هناك نية للسلاح وقتل أبنائنا في الجيش كما يزعم النظام ويكذب لاصطاد الثوار الدبابات اصطيادا ولما بقيت دبابة في المدن إلا ودمرت أو انعطبت ، ولكن على من تكذبون على هامان يا فرعون ؟ إن شهداء جيشنا وجنودنا يقتلون من قبل شبيحة النظام ورجال مخابراته لعدم تنفيذهم الأوامر بإطلاق الرصاص على أهلهم وهذه من الأمور التي لم تعد خافية على أحد إلا أعمى بصر وبصيرة قصدا وعمدا لا طبيعة ، ( تقولين دربوا أربعمئة مسلح على الكمائن وحرب العصابات ... ) يا سوسن هذا الكلام يفهمه الرجال فقط وليس للنساء الخوض به فنحن من خدمنا بالجيش وتدربنا ونفهم ما يدور بالجيش والمصطلحات العسكرية و... أتعلمين تعداد الجيش العربي السوري ؟ ( تعداده العام مع الاحتياط 825000، وبدون الاحتياط 425000 ، يعني مقابل كل شخص من الثوار هناك ألفا جندي ونيف ، أليس كذلك من حيث الحسابات والأعداد ؟ فهل ما قلته يرى المنطق ولو على قرب سنتمتر واحد منه ، ؟ فكيف وقد ابتعد عنه سنين ضوئية .
مقالتك أشبه بما يجلبه حاطب ليل ، تقولين بعد استعراضك لما جاء به مركز أبحاث أورشليم تقولين مستنجة (صلب الموضوع، هو إبعاد سوريا عن تيار الممانعة واحتضان المقاومة ) ولم تعملي عقلك بما قلت ولو تفكير بسيط لا عميق ، أي ممانعة هذه ، وأي مقاومة هذه ؟ التي ترددينها ببغاويا عن لسان نظام كاذب ، كم مرة داست إسرائيل على كرامة سورية في عهد الأسد بائع الجولان ؟ حتى هذه اللحظة أبناء محافظة القنيطرة ( المحررة ) لا يحق لهم دخولها ، أمين عام مساعد حزب العبث العربي الاشتراكي يركب طيارة مع وفد رفيع ويقلع وبعد أقل من ساعة تنزل طائرته في مطار اللد ، ( ) والنظام يعلن أنه سيرد في الوقت المناسب ، طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق القصر الجمهوري مرات عديدة ، والنظام يعلن أن هذا استفزاز ولن تنجر سورية إلى حرب لا تختار هي وقتها ومكانها ، وسنرد في الوقت المناسب ، طيران إسرائيلي يقصف قوات فلسطينية بدف الشوك بدمشق ويدمرها ، والنظام سيردفي الوقت المناسب ، نواة المفاعل النووي بدير الزور ، أو لنقل موقع عسكري يقصف ويدمر والنظام سيرد في الوقت المناسب ، أين كانت طائراتنا ومدفعيتنا ودباباتنا عندما تنتهك كرامتنا من قبل عدو كاشح ، هل رد النظام على العدو الصهيوني من خلال قتله أطفال درعا وشباب حماة وعجائز جسر الشغور ، وحيوانت منطقة الغاب وإدلب .؟ هل اشترى الشعب السوري الطائرات والدبابات والمدفعية والذخائر وأعطى 80% من ميزانية سورية من لحظة استقلالها للجيش ليقتل بها ؟ ما لكم كيف تحكمون ، تقولين مقاومة وممانعة ؟ أربعون عاما لم تنطلق رصاصة من أرض سورية ولم يقترب رجل من الحدود ليعبرها ليعبرها نحو فلسطين وتقولين ممانعة ومقاومة ، نعم هو مقاوم بالثرثرة كما قال شاعر شعراء الحماسة والوطنية أحمد مطر ، أقرأت قصيدته ، أنصحك بقراءة قصيدة أحمد مطر فهي خير كلام عن هذا النظام ، ( تقولين ممانعة ومقاومة ) ولا تستحين من كلامك ، أم أنك حسبت الناس لا يقرؤون ، وإذا قرؤوا لا يفهمون ؟ هاهو ركن أسرتهم وعميد سارقيهم وكبير لصوصهم النائب عن بشار وأمين صندوق منهوباته يقول :" ليعلم الغرب أن أمن إسرائيل من أمن سورية " هذه الجملة وحدها كافية وبلا أي تفسير لفضح نظام يكذب على العالم وعلى شعبه وعلى محبيه وعلى نفسه بها . تقولين ممانعة ومقاومة وترين بأم عينك أن إسرائيل هي التي تريد بقاءه وتوعز لكل أنظمة الدنيا من خلال قطبك الأوحد أمريكا أن يبقى النظام ، بدليل تقزيم وتحجيم الدور التركي الذي ظن أنه نبت له ريش وأراد الخروج عن طوق أمريكا وقال مسيلمة الكذاب المدعو أردوغان إن تركية لا تسمح بتكرار مجزرة حماة ، فقالت له ربيبة الصهيونية كلنتون اخرس يا أردوغان فصمت وأبلس ، هل تعتقدين أن النظام لو لم يأخذ ضوءا أخضر من أمريكا بصموده هل تعتقدين أنه سيواجه العالم ولن يرد على المعتوه يان كيمون ، ولا على مسيلمة العصر أردوغان ، بل ولا على كثير من قادة الدول الكرتونية والحديدية ، لو لم يكن مدعوما من قبل الكيان الصهيوني ، أنا أشفق عليك وعلى أمثالك في عدم استخدام العقل الذي منحنا الله إياه وسيسألنا عنه يوم الحساب في تحليل الواقع وتفكيك ما لزم من أفكار حتى يتبين الصدق من الكذب والله أسأل أن يجنبني الزلل فهو خير مسؤول .

(99)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي