بيع العرب في البروتوكولات... سلام الساعدي


نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه. ومحركي الفتن فيه وجلاديه".
(الدكتور أوسكار ليفي)

يمكن إسقاط القول السابق على واقعنا اليوم باستبدال كلمة اليهود ووضع بدلاً عنها " الحكام المستبدون
" وكلمة العالم " الشعوب" . فيصح المعنى بصورة دقيقة (نحن -الحكام المستبدين- لسنا إلا سادة الشعوب ومفسديها. ومحركي الفتن فيها وجلاديها ).
في خضم الثورات العربية اليوم وما قامت و تقوم به الأنظمة العربية المستبدة تجاه شعوبها أعادتني ذاكرتي لزمن بعيد كنت قرأت في كتاباً خطيراً هو : ( محمد خليفة التونسي الخطر اليهودي
بروتوكولات حكماء صهيون أول ترجمة عربية أمينة كاملة مع مقدمة تحليلية في مائة صفحة،
تقديم الكتاب وترجمته للأستاذ الكبير عباس محمود العقاد الطبعة الخامسة1400هـ ـ 1980م.)
هذا الكتاب إذا ما أنعمنا النظر في سطوره نجده يتماهى تمام التماهي مع سياسات أنظمة الحكم الاستبدادي في عالمنا العربي وغيره ؛ أحببت أن أنقل فقرات منه مع ملاحظة استبدال كلمات " اليهود" بالحكام و" الغوييم " غير اليهود أو الأممين وهم الأميين الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم - نستبدلها بالشعوب. وما وضع بين قوسين كبيرين هو ما نقل نصه حرفياً من الكتاب .
أورد الكتاب تعريفاً لأرسطو[ الارستقراطية حكومة الاقلية الفاضلة العادلة، كما عرفها ارسطو.
أي الحكم على أساس الغنى والثورة، فالبلوتقراطية حكومة الاقلية الغنية التي تملك معظم الثروة، أو هي حكومة الاغنياء وهؤلاء لا تعنيهم الا الثروة وجمعها من أي سبيل دون رعاية لأي مبدأ أو عاطفة شريفة.] فلننظر مفهوم الأقليات في مجتمعاتنا سواء كانت عائلية أو قبلية أو طائفية ونرى ما يتطابق مع التعريف السابق. مع وضع خطين تحت كلمة العادلة والفاضلة .
وفي موضع آخر ورد ما نصه [ ليست صورة الحكومة التي يمكن أن تعطاها هذه المجتمعات بحق الا صورة الاستبداد التي سأصفها لكم.
اننا سننظم حكومة مركزية قوية، لكي نحصل على القوى الاجتماعية لأنفسنا. وسنضبط حياة رعايانا السياسية بقوانين جديدة كما لو كانوا اجزاء كثيرة جداً في جهاز. ومثل هذه القوانين ستكبح كل حرية، وكل نزعات تحررية يسمح بها الأمميون (غير اليهود)، وبذلك يعظم سلطاننا فيصير استبداداً يبلغ من القوة أن يستطيع في أي زمان وأي مكان سحق الساخطين المتمردين من غير اليهود]
أما في مجال الوعي السياسي الذي تحرص الأنظمة المستبدة على تعميته وتظليله وجعل الأمور ملتبسة في أذهان الشعوب ووعيها إلا ما يبدو في ظاهره عكس باطنه ويصبح الخلط بين الخطأ والصواب سمة من سمات التفكير السياسي والاجتماعي لدى هذه الشعوب بمختلف فئاتها وتنظيماتها الحزبية وغير الحزبية فيجب [ أن لا يكون لهم رأي في السياسية: هذه المسائل لا يقصد منها أن يدركها الشعب، بل يجب أن تظل من مسائل القادة الموجهين فحسب. وهذا هو السر الأول.
والسر الثاني. وهو ضروري لحكومتنا الناجحة ـ أن تتضاعف وتتضخم الاخطاء والعادات والعواطف والقوانين العرفية في البلاد، حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح في ظلامها المطبق، وعندئذ يتعطل فهم الناس بعضهم بعضاً.] أما في مجال غسل أدمغة الناس بالخطب الجوفاء والمؤتمرات والقرارات واللجان والتوصيات فحدث ولا حرج وهذا الدور تضطلع به وسائل إعلام السلطة الذي يخلق نماذج من الببغاوات التي تطالعنا في الفضائيات يومياً ...[ من البروتوكول الخامس
ان المشكلة الرئيسية لحكومتنا هي: كيف تضعف عقول الشعب بالانتقاد وكيف تفقدها قوة الادراك التي تخلق نزعة المعارضة، وكيف تسحر عقول العامة بالكلام الأجوف.
في كل الأزمان كانت الأمم ـ مثلها مثل الأفراد ـ تأخذ الكلمات على أنها أفعال، كأنما هي قانعة بما تسمع، وقلما تلاحظ ما إذا كان الوعد قابلاً للوفاء فعلاً أم غير قابل. ولذلك فانما ترغبة في التظاهر فحسب ـ سننظم هيئات يبرهن اعضاؤها بالخطب البليغة على مساعداتهم في سبيل "التقدم" ويثنون عليها. ]
[وسنزيف مظهراً تحررياً لكل الهيئات وكل الاتجاهات، كما أننا سنضفي هذا المظهر على كل خطبائنا. وهؤلاء سيكونون ثرثارين بلا حد، حتى انهم سينهكون الشعب بخطبهم، وسيجد الشعب خطابة من كل نوع أكثر مما يكفيه ويقنعه.
ولضمان الرأي العام يجب أولاً أن نحيره كل الحيرة بتغييرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء المتناقضة حتى يضيع الأممين (غير اليهود) في متاهتهم. ] أليس هذا ما تقوم به أنظمتنا العتيدة ؟؟
******
وبيت القصيد الذي يحدث اليوم في الشارع العربي في بعض البلدان العربية ما ورد في البروتوكول السابع :[ ان ضخامة الجيش، وزيادة القوة البوليسية ضروريتان لاتمام الخطط السابقة الذكر. وانه لضروري لنا، كي نبلغ ذلك، أن لا يكون إلى جوانبنا في كل الاقطار شيء بعد الا طبقة صعاليك ضخمة، وكذلك جيش كثير وبوليس مخلص لأغراضنا. ] (لاحظ صعاليك ضخمة) البلطجية أو البلاطجة أو الزعران والمرتزقة في ليبيا وفي سوريا الشبيحة أما التوصيف الأصدق لما تقوم به القوات الباسلة ضد شعوبها المسالمة ماورد نصه [من البروتوكول التاسع
وحقيقة الأمر أننا نلقى معارضة، فإن حكومتنا ـ من حيث القوة الفائقة جداً ذات مقام في نظر القانون يتأدى بها إلى حد أننا قد نصفها بهذا التعبير الصارم:
الدكتاتورية.
وأنني استطيع في ثقة أن أصرح اليوم بأننا أصحاب التشريع، واننا المتسلطون في الحكم، والمقررون للعقوبات، وأننا نقضي باعدام من نشاء ونعفو عمن نشاء، ونحن ـ كما هو واقع ـ اولو الأمر الاعلون في كل الجيوش، الراكبون رؤوسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة، ....ان لنا طموحاً لا يحد، وشرهاً لا يشبع، ونقمة لا ترحم، وبغضاء لا تحس. اننا مصدر ارهاب بعيد المدى.].
ويلخص البروتوكول العاشر طريقة اختيار الحاكم الفاسد وكيف يكون ألعوبة أيديهم . ولا يغفل البروتوكول عن دور ما يسمى مجالس الشعب على - اختلاف تسمياتها- بل يرسم أدوارها ويقررأشكال هذه الحكومات ومظهرها [ واذن تكون الحكومة أوتوقراطية دكتاتورية في الحقيقة، وديمقراطية شورية في ظاهرها، إذ سيكون ممثلوا الأمة استاراً أو آلات تنفذ ما تريده الادارة الممثلة في الرئيس وأعوانه، والحكومة الاوتقراطية وحدها هي أمل اليهود لسهول العبث بها واخضاعها لشهواتهم الشيطانية.] ويشير البروتوكول العاشر نفسه إلى سياستهم المباشرة وعملهم في أذهان الشعوب وعقولها [ ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزاجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا.
وسرعان ما سنبدأ الاعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى في كل انواع المشروعات: كالفن والرياضة وما اليهما . هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحالما يفقد الشعب تدريجاً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد: هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة] ولا ينسى الكتاب التفصيل بالحديث عن المعارضة [ وستكون قرارات حكومتنا نهائية، ولن يكون لأحد الحق في المعارضة. ولكي نرد كل الجماعات الأممية على اعقابها ونمسخها ـ هذه الجماعات التي غرسنا بعمق في نفوسها الاختلافات ومبادئ نزعة المعارضة Protestant للمعارضة ـ سنتخذ معها اجراءات لا رحمة فيها. مثل هذه الاجراءات ستعرف الأمم ان سلطتنا لا يمكن أن يعتدى عليها، ويجب الا يعتد بكثرة الضحايا الذين سنضحي بهم للوصول إلى النجاح في المستقبل.] أليس هذا ما تمارسه الأنظمة في ظل الثورات العربية ؟ ألا يفسر هذا الكلام المجازر التي ترتكبها الأنظمة بحق المعارضين لها ؟ [ إن حكومتنا ستعتقل الناس الذين يمكن ان تتوهم منهم الجرائم السياسية توهماً عن صواب كثير أو قليل. إذ ليس أمراً مرغوباً فيه أن يعطى رجل فرصة الهرب مع قيام مثل هذه الشبهات خوفاً من الخطأ في الحكم.
ونحن فعلاً لن نظهر عطفاً لهؤلاء المجرمين. وقد يكون ممكناً في حالات معنية أن نعتد بالظروف المخفقة Attenuating circumstances عند التصرف في الجنح offences الاجرامية العادية ولكن لا ترخص ولا تساهل مع الجريمة السياسية، أي ترخص مع الرجال حين يصيرون منغمسين في السياسة التي لن يفهمها أحد الا الملك] وما ورد في البروتوكول التاسع عشر ينطق بما حدث ويحدث مع ناشطين وفنانين وكتاب وصحفيين وأعضاء ناشطين في مؤسسات ومنظمات حقوقية وإنسانية : [ ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والانواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين.
وعندئذ سينظر الرأي العام عقلياً إلى الجرائم السياسية في الضوء ذاته الذي ينظر فيه إلى الجرائم العادية، وسيصمها وصمة العار والخزي التي يصم بها الجرائم العادية بلا تفريق.] بعد هذا الاستعراض السريع لهذه القطوف الأثيمة لا أظن أحداً يشك في أن هؤلاء الحكام تخرجوا من هذه المدرسة بامتياز، أو هم تلامذة مخلصون لهذه التعاليم ، وإذا أحسنا الظن بهم فهم قارئون واعون ومؤمنون صادقون مصدقون بتلمود السياسة الغاشمة التي تدفع الشعوب العربية اليوم قرابينها على مذبح الحرية .
للاطلاع على الكتاب كاملاً :
http://radioislam.org/protocols/index-arab.htm


















(108)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي