كد الفنان السوري الكبير جمال سليمان إن «أنصار الرئيس السوري بشار الأسد شتموه وسبوه في عرضه بعدما طالب بالحرية للشعب السوري».
ودعا سليمان في الوقت نفسه النظام إلى «ضرورة تقديم إصلاحات حقيقية حتى يتأكد الشعب من نية النظام في التغيير».
حديث جمال سليمان هذا جاء في حوار صريح مع صحيفة «المصري اليوم» حيث أعلنها بصراحة أنه «فيما يتعلق بسورية، إما أن نستمر كما نحن، وبالتالي ستتحول سوريا إلى بلد ينبعث منه الدخان في كل شارع به، أو ندخل في حوار شجاع ووطني تحدث فيه تنازلات لمصلحة ومستقبل سوريا».
وأوضح سليمان أن «مطالب الشعب السوري واضحة جدا، وهي إقرار دولة القانون، والتداول السلمي للسلطة، والشراكة في الوطن، ومن غير ذلك أعتقد أن أي إصلاح لن يكون مرضيا للشارع».
ونوه الفنان السوري إلى أن «هناك بوادر خصام بين بعض الفئات، لأنني عندما يتم سبي حتى في عرضي من قبل مناصري النظام لمجرد أني قلت إن من حق الشعب السوري أن يتمتع بالحرية، وأن يذهب إلى صناديق اقتراع نظيفة، ومن حق الشعب أن يكون شريكا في الحكم خلقت خصومة مع بعض المؤيدين للنظام».
وأكد سليمان إنه ومن هذا المنطلق لا أتمنى أن «تكون هناك خصومة بيني وبين النظام، وإذا حدث سيكون النظام هو المسؤول، وأرغب في أن أدخل في حوار مفتوح سواء مع النظام أو المعارضة للوصول إلى صياغة نهائية في صالح البلد».
وأضاف قائلاً: أنا «غير مؤيد لرفض الحوار مع النظام، لكني لا أؤيد أيضا نظاما يتكلم عن حوار ولا يزال يستخدم القبضة الأمنية بشدة في الشارع، وعليه إذا كان مخلصا في محاولته فتح حوار مع الشعب السوري، أن يخفف من قبضته الأمنية، وألا يترك البلاد للفوضى أو لأي جماعة تسعى لإحباط الحوار عن طريق إحراق الشارع، وأعتقد أن ذلك سيتم عندما يعلن النظام عن رغبة حقيقية في التغيير، ويعقد اجتماعات مع جميع أطياف المعارضة».
وعن أسباب تأخر أو توقع انتقال الثورة لسورية رأى سليمان أن «سبب عدم ظهور بوادر للثورة في سورية هو أن الشعب السوري كان لديه أمل كبير في بشار الأسد ومشروعه الإصلاحي، لكن تأخر، وتردد هذا المشروع في الخروج إلى أرض الواقع كان وراء هذه الثورة وقيامها».
وأكد الفنان السوري «مجدداً إيمانه بنظرية المؤامرة، لكنه يكره تعليق كل شيء عليها؛ لأن ذلك مدمر، ويمنعك أحيانا من رؤية الحقائق».
وشدد سليمان على أن «الحوار الحقيقي والمخلص والبناء الذي لا يحمل أي نيات غير طيبة هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يفرز المشروع الوطني السوري؛ لأنه دون أدنى شك عندما يسيل الدم في الشارع تسقط كل الحدود وكل الاعتبارات، وسيجد كل شخص مبرره لكي يرد على هذا الدم بدم آخر».
وفي سؤال له عن مدى إن كان هناك مستقبل للسلطة الحالية في سوريا، قال جمال سليمان: «بالتأكيد لا، لكني أعتقد أن المشروع الإصلاحي إذا حدث اليوم فسوف يضمن على الأقل أن يظل حزب البعث موجودا بين باقي الأحزاب، وأن يمارس عمله ودوره السياسي، وعلينا أن نختار بين أن نتحول إلى نفس النموذج الليبي والعراقي أو لا».
وختم سليمان حواره مؤكداً أن «التغييرات التي أجراها الرئيس السوري مؤخرا لا ترضي طموحه الشخصي، مؤكدا أن الإصلاح يجب أن يكون كليا لا جزئيا ليتأكد الشعب من نية النظام في التغيير».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية