لجنة دولية على وشك الوصول إلى المعتقلات السورية

قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الجمعة ان سوريا على وشك منح اللجنة الدولية للصليب الاحمر امكانية الوصول الى سجونها وذلك للمرة الاولى حيث يعتقد أن ألوف النشطاء وغيرهم من المدنيين الذين اعتقلوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية محتجزون فيها.
وفي مقابلة خاصة مع رويترز قالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا ان اللجنة تضع اللمسات الاخيرة للتفاصيل الخاصة بزيارة مراكز الاعتقال مع سلطات سورية عليا.
واضافت في مقابلة هاتفية من العاصمة دمشق "نحن واثقون للغاية من (منحنا) امكانية الوصول. الزيارات يمكن أن تبدأ قريبا.. لم يتسن لنا الوصول (للسجون) من قبل."
واضافت جاسر أن رئيس اللجنة الدولية جاكوب كيلينبرجر الذي زار دمشق في يونيو حزيران في الوقت الذي تصاعدت فيه الاضطرابات حصل على موافقة من حيث المبدأ على زيارات السجون فيما يمثل بداية حوار على مستوى عال بشأن هذه المسألة الحساسة.
وسعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر للوصول الى السجناء السوريين على مدى سنوات لكنها كثفت مطالبها عندما اندلعت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد للمرة الاولى في مارس اذار. وأرجعت جاسر التقدم الاخير الى أنها اكتسبت ثقة السلطات السورية التي اتاحت للوكالة الانسانية امكانية الوصول دون قيود الى المناطق المتضررة من العنف في الاسابيع الاخيرة.
وبالنسبة لزيارة السجون أصرت اللجنة الدولية على شروطها المعتادة بما في ذلك الوصول الكامل لجميع مراكز الاعتقال والحق في مقابلة المعتقلين على انفراد والقيام بزيارات للمتابعة.
وفي مقابل تمكينها من الوصول الى المعتقلين في جميع أنحاء العالم من غزة الى جوانتانامو لا يتم تقاسم النتائج السرية التي تتوصل اليها اللجنة بشأن معاملة السجناء وظروف احتجازهم الا مع سلطات الاحتجاز فحسب.
وقال نشطاء ان القوات الموالية للاسد فتحت النار لتفريق الاحتجاجات التي تطالب باسقاطه يوم الجمعة بالرغم من تعهده بأنه أوقف حملته على الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ خمسة اشهر وقتل فيها 2000 شخص.
وقالت جماعات حقوقية ونافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان اكثر من 10000 شخص اعتقلوا في كثير من الاحيان بشكل جماعي الا ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر لم تقدم تقديرا.
وقالت جاسر وهي سويسرية تقود فريقا يتألف من 10 من عمال الاغاثة الاجانب و20 سوريا يعملون بشكل وثيق مع الهلال الاحمر السوري "من الصعب جدا الحصول على أرقام لعدد الاشخاص الذين قتلوا أو جرحوا أو اعتقلوا".
وقال محققون تابعون للامم المتحدة في تقرير صدر أمس الخميس ان حملة القمع قد تشكل أساسا لملاحقات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في المحكمة الجنائية الدولية. واضاف التقرير ان الاعتقالات فيما يبدو "عشوائية وواسعة النطاق" وان مئات الاشخاص لم يعرف مصيرهم.
واضاف تقرير الامم المتحدة استنادا الى مقابلات مع ضحايا وشهود ان بعض المعتقلين الذكور ارغموا على التعري لفترة طويلة في زنازينهم وهم يتعرضون للتعذيب أو للاستجواب .
وقال تقرير الامم المتحدة ان مدنيين اعتقلوا في عمليات هدفها العقاب الجماعي لسكان المدن أو البلدات التي تعتبرها السلطات مراكز للنشاط.
واضاف أن تقارير وردت بشان عمليات اعتقال مستهدفة وتعسفية في حلب ودمشق ودرعا وجسر الشغور واللاذقية. وقال شهود لفريق الامم المتحدة ان افنية المدارس والملاعب الرياضية تحولت الى مناطق اعتقال مؤقتة.
واعربت جاسر عن قلقها بشأن ان بعض الجرحى والمرضى منعوا من تلقي العلاج اما بسبب الخوف من الاقتراب من المستشفيات او بسبب انعدام الامن. وقالت "من وجهة نظر اللجنة الدولية للصليب الاحمر يتعين علاج جميع المرضى اوالجرحى بدون ابطاء".
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية