أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

0اقصوصة.... غسان جبور


لي صاحب قديم كان جاراً لعجوز طاعن ، يلتقي به ويحدثه عن زمن سالف ؛ أيام الانتداب الفرنسي على سوريا . العجوز يملك دكاناً صغيراً مقابل مبنى مقر سلطة الانتداب ( وزارة الداخلية ) حالياً.
الجنود وحتى الضباط يشترون منه بعض حاجاتهم . يتقن العجوز الفرنسية بامتياز تحدثاً وبدرجة أقل كتابة ، توقفت مرة أمام دكانه سيارة عسكرية ترجل منها ضابط كبير وحده وطلب علبة سجائر . ساله العجوز عن مسيو ( كانييه) أو كانيه ..المهم فقال: لم تسأل عنه فقال: لأني لم أره منذ زمن لما لم يقتنع الضابط برد العجوز ألح عليه لمعرفة سبب السؤال فأخبره بأن له عليه مبلغ من المال ولم يسدده ، كان المبلغ بسيطاً على حد قول العجوز 0 ( مو مستاهل ).. ومرت الأيام ونسي العجوز القصة حتى ذلك اليوم الذي حضر فيه إلى الدكان ضابط برتبة كولونيل وفتح حقيبة جلدية صفراء وأخرج منها مغلفاً عليه شعار الدولة الفرنسية ومظروف صغير فيه مبلغ من المال و اعتذر من العجوز باسم الحكومة الفرنسية ووزارة الدفاع وسلطة الانتداب ، كان الضابط المدين قد نقل بصورة مفاجئة إلى بلد آخر. الرسالة كانت اعتذار رسمي من الدولة الفرنسية عن هذا الفعل ( الشنيع ) الذي قام به الضابط المنقول .
ظل العجوز يحتفظ بالكتاب الرسمي سنين طويلة .. يتفاخر به إذ إنه ( العجوز) كان هدف خطاب من أعلى جهة فرنسية يعرضه على من لم يصدق حتى السبعينات إلى أن توفي العجوز وربما الكتاب أيضاً.

لأ أدري ما الذي ذكرني اليوم بهذه الحكاية الغابرة في هذا الزمن( الأغبر ) ، أوردها من دون التشويق الذي كان يتقنه العجوز .
لا أورد هذه الحكاية إعجاباً أو دعاية لجيش الانتداب( لا سمح الله ) ، وربما كان موقف جيش الانتداب هذا أصلاً بغرض الدعاية ليحكيها العجوز مشيداً بعدل جيش الانتداب وحفاظه على حقوق الناس حتى إن كانوا (غير فرنسيين) ، ونحن نعرف هدف احتلالهم لبلادنا و( ( فظائعهم ) ) لا تخفى على أحد !!!

(107)    هل أعجبتك المقالة (108)

شهم سوري

2011-08-16

مشكور يا أستاذ غسان والله كل البشر أشرف من نظامنا ومن لف لفه من شبيحة وأمن وجيش وباسيج وحزبولا فهم يسرقونا عيانا وهم ينهبون بلدا بأكملها ويذلون أهلها..


Born Free

2011-08-16

هناك فرق كبير بين الإستعمار والدكتاتورية الوراثية الأسدية. الإستعمار يريد خيرات المستعمرة وبمافيها الطاقة البشرية التي تحول خامات المستعمرة إلى إنتاج فعال، وهو من مصلحة الأستعمار أن يحاول أن يسايس هذا الشعب، ومن هذا المنطلق الذكي يستطيع المستعمر أن يعيش ويعيش المستعمر، وعادة المقاومة ضد الأستعمار تبدأ تحت راية الكرامة الوطنية، بينما التواجد تحت النظام السوري الأسدي هو مزلة لكل كريم النفس، هو قمع كامل للروح والعقل وللجسد، فلنظام الأسدي لايعامل مواطني سوريا كبشر وأنما كعبيد يملكهم ويورثهم. وأنا متأكد إن قلت أن النظام الأسدي قد قتل من الشعب السوري واللبناني والفلسطني منذ إستلامه السلطة أكثر ماقتل الأستعار العثماني والفرنسي وحتى الحروب ضد إسرائيل. قد يجد البعض صعوبة بهذا الكلام، ولكن قد يغير التاريخ والدستور في سوريا ليناسب أسياد العبيد ولكن تاريخ البشرية لن يتغير مهما حاولوا. واليوم أقترب لكي تفتح هذه السجلات المتناسية والحساب قريب.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي