تزعم العصابات التي تقود الدولة بأنها تريد تحصين الوطن والشعب من الأعداء وعنت بالأعداء أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا . هل أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا أكثر قسوة من جيشنا ؟ هل أمريكا وإسرائيل أكثر فتكا وأعظم دمارا ؟ هل رأينا جنديا أمريكيا أو إسرائيليا يقتل زميله أو أخاه إن لم يصوب بندقيته على الشعب ليقتل المتظظاهرين السلميين ؟ هل يعتدي جندي من هذه الدول على فرد من أفراد الشعوب التي استعمروها لو لم يتظاهر لا سلميا ولا غير ذلك ؟ سمعنا ورأينا الإعلام الحر في الكيان الصهيوني وفلسطين المحتلة رأينا كيف يتعامل جنود الاحتلال مع الشعب الفلسطيني صار السوري يتمنى من كل قلبه أن يعامله أخوه في الجيش أو جاره في الأمن معاملة الصهاينة للفلسطينيين ! الكيان الصهيوني قتل الدرة فقامت قيامته من داخله وخارجه ينددون ويستنكرون و... وفي كل بيت بسورية يوجد حمزة الذي فاق ما أصابه وأصاب زملاءه وهو الطفل ما لم يصب كل أطفال فلسطين مجتمعين . درسنا مجزرة دير ياسين وكنا في الصف الثامن فحملت قلوبنا أطنانا من الحقد على هذا الكيان المغتصب ، وصرنا الآن نحمل الحقد الأعظم على إخواننا وجيراننا ومواطنينا وكل ذلك من فعل عصابة النظام الحاكم ، الذي افتقد كل ما يمت إلى الإنسانسة ولو يصلة واهية أوهى من خيط العنكبوت، رأينا مجزرة صبرا وشاتيلا الذي قام بها الصهاينة مع بعض المتصهينين وكنا نظنها أنها منتهى ما وصلت إليه البشرية المنحرفة في سلوك الانحطاط الأخلاقي وغذا بها الآن نستحيي من ذكرها لو قرنت بما فعله النظام بشعبه في كل مدينة وكل قرية وكل حي بل في كل بيت ، لو فكر أرباب النظام وأعمدته الخشبية المتهالكة على قتل الشعب لو فكروا ما نتيجة أعمالهم ، هل يتصورون أن يتابعوا حكمهم ؟ الشعب لو فني كله لن يرضخ لهذا النظام ، قالها كلمة ولا سبيل إلى الرجوع ، فكيف يتصورون أنفسهم حكاما لمن أذلوهم وقتلوا أبناءهم ورملوا نساءهم وشتتوا شملهم وجرحوا وهدموا بيوتهم أمن المعقول أن يبقوا في الحكم على هذا الشعب الذي أطعمهم وسقاهم ولمع لهم حتى أحذيتهم سابقا ... لو فكروا قليلا لما تابعوا في طريق غيهم هذا خطوة واحدة فكل يوم يزداد الاحتقان أكثر وكل يوم يزداد الحقد أكثر وسيأتي اليوم إن لم يوقف النظام جنونه سيندفع فيه طوفان الشعب إما قاتل وإما مقتول وبالطبع السيل الجارف سيكون مدمرا للجميع للنظام والشعب نفسه ، ونظرة إلى الواقع نرى من خلالها أن الشعب ليس لديه ما يفتقده أو يخاف عليه بعد أن النظام أولاده وشرد عائلاته داخل وخارج القطر ونكل به وأسال دم أبنائه حتى روت الشوارع والحقول حقيقة لا مجازا ، أيها النظام فكر فيما تفعله فأنت بهذا ليس لديك أي حس وطني ولا حتى جزء من ألف فهذا الوطن وهذا الشعب الذي سرقت خيراته على مدى أربعين عاما لا يستحق أن يفعل به ما تفعله ، كيف للإنسان الذي جاء بئرا وشرب منها كيف له أن يقذف فيها الحجارة ويهيل عليها التراب بعد أن بصق فيها ، ألم يكفكم ما سرقتم وما نهبتم وما ارتشيتم به وما أخذتم عليه من عمولات حتى الهواء لم تتركوه للشعب يتنفس منه إلا بضريبة أو رشوة أو عمولة ، دعونا وارحلوا وخذوا ما لديكم من مال لن نطالكم به ، نريد حريتنا فقط ولا نريد مالا ولا نفطا ولا قصورا ولا بساتين نريد أن نأكل ونشرب ونعيش بحرية ولو في كوخ أو خيمة آمنين على أطفالنا وأنفسنا ودمنا ومالنا وهي ضرورات خمس كفلتها البشرية للغنسان منذ فجر التاريخ ولكن المستبدين يخطفونها ليذلوا شعوبهم وليذيقوهم شتى أصناف العذاب على أيدي الجلادينوالجلاوذة ، لقد أهنتم الموظف بوظيفته فتعطونه راتبا لا يكفي سبعة أيام من الشهر وأطلقتم يده في الرشوة حتى تورطوه فلا ينبس ببنت شفة على ما تسرقونه فحاله صارت حالكم باختلاف النسب ، ورطتم الضباط في الجيش إذ راتب الضابط لا يكفيه عشرة أيام بغض النظر عن موقعه الاجتماعي وطبيعة عمله ، وغضضتم النظر فيما يسرق من جنوده وعساكره بما يسمى التفييش ( وهذا المصطلح يعني أن الضابط يسمح لعدد من عساكره بالغياب الدائم عن الخدمة مقابل عائد مادي سنوي أو شهري وبخاصة الأغنياء أو أرباب الصناعات والمهن ... فهم يخدمون في السجلات والواقع أنهم لم يداوموا في الجيش مطلقا ، وهذه صارت ظاهرة منذ تسعينيات القرن الماضي واستشرت في عشر السنين الأخيرة ، ولم تعد خافية على أحد بل يتم العمل بها عيانا ) أذليتم أساتذة الجامعات وسلطتم عليهم رجال الأمن بعد أن كانوا مستقلين وسيطرتم عليهم من خلال الحزب او الأمن وأقسام الطلبة في فروع الأمن ، لقد دمرتم الدولة بانتظام ومنهجية ، أيعقل أن يكون هناك سبعة عشر نوعا للأمن في سورية يعتاشون طفيليين على مقدرات البلد وفي النهاية تقولون عصابات مسلحة ومطلوبون عددهم أربعة وستون ألف شخص ؟! هذا عدد كاف لتخريب الكون وليس سورية لو صدقتم ؛ إلا إن كنتم تعدون كل من كتب به شخص عميل للاستخبارات تقريرا أنه غير منسجم مع أفكار الحزب ، ومصطلح تقرير في سورية يعني :( يبث الحزب أشخاصا مأجورين في كل تجمع أو وظيفة أو دائرة يتقصى بها أخبار الناس فردا فردا ويكتب تقارير منتظمة يسلمها للأمن يضع ونها بإضبارته ويكون هذا الشخص بمتناول يدهم متى شاءوا والشخص كاتب التقارير يسمى مخبر وعادة لا أخلاق لهم ولا ذمة وقد يكون مديرا عاما وقد يكون آذنا فراشا وقد يكون موظفا فالمخبر ينتقى من حيث صلاحيته لمثل هذا العمل وقد يكتب المخبر بأعز أصدقائه أو أهله لما لهذا العمل من ضوابط رهيبة فالمخبر س يراقبه المخبر ص والمخبر ص يراقب المخبر ع حتى تتقاطع الأخبار وتكون ذات مصداقية أن فلانا لا ينسجم مع فكر الحزب وبهذا يقتضي الأمر عدم ترفيعه لاستلام منصب ، أوقد يتم نقله إلى عمل آخر ( أستاذ العربية رحمه الله بجامعة دمشق وكان يلقب بعلامة الشام يقصدونه من كل أنحاء المعمورة ليجلسوا معه ولو جلسة نقل من مدرجات جامعة دمشق إلى دائرة جباة الباصات الداخلية بدمشق فلم يلتحق الرجل بوظيفته الجديدة ومات كمدا رحمه الله ) شعب يقصف بالطيران من قبل رئيسه ، شعب يقصف من البحر والزوارق الحربية ! ؟ شعب يقصف بالدبابات والمدفيعة الميدانية والرشاةشة وهو في بيوته ليلا مع قطع الكهرباء والنت والهواتف ؟ شعب يقنص من أعالي البنايات لو فر هاربا ، أو أراد إنقاذ شخص سقط من قذيفة أو رصاصة موجهة إلى رأسه أو صدره .؟ شعب يدخل على بيوته الجيش الوطني ليعبث بمحتويات البيت ويخلط السكر بالملح والرز بالسمن ومن ثم يبعثر فرش المنزل ويضرب هذا ويهين ذاك ، كيف لهذا الشعب بعد كل ما عملتموه معه كيف له أن يقبل بكم جيرانا لا حكاما ؟! عودوا إلى بعض رشدكم إن كان بقي شيء حتى من بعضه هذا وارتكونا وحالنا نلملم جراحنا ونرمم بيوتنا وخذوا ما جمعتموه وارحلوا قبل فوات الأوان ، أليس لكم أولا ؟ أليس لكم أمهات ؟ أليس لكم آباء ؟ أم أنكم مخلوقون من حجارة صماء لا إحساس بها ولا مسؤولية .
تساؤلات عن قصف الجيش العربي السوري للمدن السورية وأحيائها
الدكتور : جمال شحادة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية