أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الصور ... مطانس الداود

الله....أكبر ألله...........أكبر, كان صوت الآذان ينساب طويلامتموجاً مثل سنابل القمح في سنة

مطرها وافرا . يتغلغل الى داخلي مثل الدفأ من نار حطب ,فأشعر بالطمأنينة حاثاً الخطى

باتجاه مدرسة ابن الرومي الابتدائية , رغم ان المحفظة الحديدية المدعمة بالقطع الخشبية

والمسامير كانت تحك في جنبي تؤلمني وتحز على الصدرية السوداء تاركة اثرا واضحا.

كان علي قطع المسافة من الحي الى باب توما ماراً بالشارع المستقيم في حارات حنانيا

محتميا من المطر تحت سقفيات خشيية فوق ابواب المنازل , الا ان نقطا من فوق تدلف

جعلتني انظر الى الأعلا لأرى بقايا من صور مطبوعة وملصقة في الأعلى كان لونها يميل

الى الاصفرار , سألت ابي عنها قال لا أعرف , سالت المعلم قال انها صور للمرشحين .

انتهى صوت ألآذان منذ برهة ولم اصل الى المدرسة , ركضت رغم ان المحفظة كادت تجرح

جنبي , وصوت حبات الزيتون التي اسمع صوتها تطرق على جوانب محفظتي من الداخل .

لاباس سأتذرع بالمطر عن تأخري رغم ان المعلم سيفرك اذني صائحا كنت تنظر الى

الصور , كان ذلك في العام 1960 , بعد الغياب الطويل كنت بعيدا اراقب بفزع سقوط مأذنة

على شاشة الرائي تحت قصف الدببات . لن اعود لقد هدموا المأذنة الى كانت تمدني بالدفأ

ومَحَوْ آثار الطريق الذي كنت اسلكها في طفولتي محتميا من المطر تحت الصور

لقد قتلوا تاريخي ومنعوا تعليق الصور تحت السقيفات الخشبية التي كنت انظر اليها بِحَيْرة

(108)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي