رسالة...نواف الحسين

رسالة إلى شاعر العاصي بدر الدين الحامد

اعذرني أيها الشاعر الوطني الغيور ...
سأمارس بعضاً مما تمارسه أنظمة الممانعة والمقاومة ،
وأمسح أولاً قصيدتك من ذاكرتي ...
وأمنع ثانياً أطفالي وتلا ميذي من تردادها .. بل سأصادر كل كتاب وردت فيه ...
لا لشيء لا سمح الله
إنما حفاظاً على صدقك وصدق القصيدة وصدق من وجهت إليه النهوض من رقاده .
لا أدري إن كان الراقد في روابي ميسلون قد أيقظته جنازير الدبابات بعد تسعين سنة من رقاده ..وأتمنى ألا يفيق .
تعدد الجلادون والضحية واحدة ... التاريخ يجتر أحداثه ، إنما هذه المرة بأياد وطنية ، فلم نعد نحتاج الغرب وخبراته ، بل صار لدينا اكتفاء ذاتي من القدرة على الاعتماد على النفس في الاجتياح والقتل والسلخ والتشريد والاعتقال ، بل يمكن أن نقدم للمنطقة والغرب أيضاً " دروساً في الديموقراطية "، والتعددية والحرية أسمى من شعارات ثوار الباستيل .
عذراً أيها الشاعر الغيور لو تأخرت أربعاً وستين سنة بالتحديد وأطللت برأسك على ساحات وطنك لترددت في دعوة بطل ميسلون إلى النهوض ، وربما ترددت في كتابة القصيدة ، أو خانك قلمك أو مانعتك الورقة ، وربما ( والله أعلم) لما كنت فرحاً بيوم الجلاء ذلك الفرح الغامر .