من وحي صدور قانون الأحزاب والإعلام ... د. جمال شحادة

صايرة وصايرة وما في حدا أحسن من حدا قررت الاجتماعات المكثفة لأفراد أسرتي يوميا عند ساعة الإفطار لأنها الساعة الوحيدة التي أرى فيها أفراد أسرتي مجنمعين في السنة كلها لانهماكنا بالعمل المتواصل( بشغلتين ثلاثة ) للشخص الواحد خدمة للوطن الغالي وتلبية لنداء استغاثات الأسرة من زيادة أسعار متطلبات الحياة قررت الاجتماعات المتواصلة وبعد أحد عشر يوما اتخذنا القرار الآتي :
1 ـ تشكيل حزب لأسرتي وفقا لقانون الأحزاب اسوة بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية حللنا حالها بالعدد والعدة، وما في حدا أحسن من حدا، كلنا سواسية أمام القانون .
2 ـ رئيس الحزب هو أنا على الرغم من أن زوجتي متعلمة أكثر مني ومثقفة والأولاد سيصوتون لها لأمور كثيرة ولكن أنا الرئيس والأمين شاء من شاء وأبي من أبى ( واللي مو عاجبه يشرب من العاصي) طبعا لا في عاصي ولا في مي .
3 ـ يكون ترشيح اثنين من أفراد حزبنا العظيم لمجلس الشعب وبما أن المجلس المومأ إليه ذو مواصفات خاصة فقد قررنا ترشيح ولدي الفتيين( صفاق ومصفق ) له لأنهما تربيا في طلائع العبث ويجيدون التصفيق بمناسبة وبلا مناسبة سبحان الله لكل من اسمه نصيب وأعتقد أن واحدا منهما سينتخبونه رئيسا للمجلس لما عرف عنه من نغمة تصفيقه الجميلة والصاخبة ، وقوله جمل المديح التي لم يعرف مثلها النابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى بل ( وحتى اللي حاطط قضاضة وبريم في مجلسنا الحالي ) .
4 ـ موارد الحزب ستكون من خزينة الدولة وعلى حسب موافقاتنا على ما يريده الحزب الأعظم ( البعث ) لأنه حزب أكبر أسرة ليس من حيث العدد وإنما من حيث الحفاظ على أموال الدولة و الخزينة فبيعطينا من الجمل دانه وهو يبتسم ونحن راضون ، وليس هناك من مشكلة فكل شيء بحسابه .
5 ـ حزب أسرتنا يعنى بشؤونها الشخصية إذ سنجلب سيارة لرئيس الحزب وأخرى لمسؤول التنظيم وثالثة للمسؤول المالي ورابعة للمسؤول الاجتماعي وخامسة لمسؤول الثقافة والإعلام والتصفيق ، وسأعمل على إصدار شهادات استيراد وتصدير لبعض أفراد حزبنا لأضمن استمراريتي أمينا عاما فأنا أيضا أحتاج للتصفيق داخل الأسرة حتى أشعر بمسؤوليتي
6 ـ سنشتري مقرات لحزبنا من نقود الشعب تمنحنا إياها خزينة الدولة وبأسعار عام 1946 حصرا وبالعملة المحلية .
7 ـ سنطالب بشراء دبابة ومدفع ميدان وثلاثة مدافع شيلكا وآر بي جي عدد خمسة وعشر بنادق آلية لحماية الحزب من المندسين والجراثيم والعملاء والرجعيين الانتهازيين المرتبطين بالجزيرة والعربية ...الذين ثبت لديهم أنهم يحملون سلاح الباذنجان والبامية والبندورة ولم يقتصروا على هذه الأسلحة الاستراتيجية بل أضافو إليها سلاح القرع الخفيف الفتاك .
8 ـ سنطالب النظام بأن يمن علينا بواحد من المحللين السوريين الذين أضحوا أشهر من الشمس ( ولو على سبيل التفريغ ، ونحن لن ننسى هذا لحزبنا الأم حزب العبث العربي الاشتراكي ) في سماء الإعلام العربي السوري العالمي ليكونوا عونا لنا في المشورات والدورات التي سنقيمها لأطفالنا وأريد بالذات تبع الباخرة الألمانية ( والله نسيت اسمه لكثرة إعجابي بتحليلاته القائمة على العلم والثقافة والخيال وبعد النظر ... ) لأن خياله واسع وعظيم فبيتعلم أطفالنا كتابة الروايات البوليسية لأن في منظور حزبنا الاستراتيجي تقديم أديب سوري لنيل جائزة أعظم كاذب(*) في العالم .
9 ـ لا نقبل أحد بحزبنا هذا ولو كان من أقرب المقربين لأسرتنا إلا بعد دراسة حاله أمنيا وفكريا وعقائديا وسياسيا وثقافيا ودخلا وخرجا ولباسا وذهابا وإيابا وأصدقاء والمحطات التي يشاهدها نريده حصرا من مشاهدي قناة الدنيا والسورية فهي محطات وطنية تورد الخبر كما هو لأنها جبلت على الصدق وقامت على أسسه ولو شاهد الجزيرة مرة واحدة لا نقبله لأنه سينقل حرية الفكر والتفكير للحزب وهذا ليس من منطلقاتنا النظرية التي ورثناها من أجدادنا عندما كانوا يدخنون سجائر اللف بالورق الشامي في مقهى الهافانا وهم يتسكعون بها هاربين من جحيم ثورات بيوتهم .
10 ـ تشكيل صحيفة رسمية للحزب تكون زوجتي ( نائبة رئيس الحزب ـ المسؤول المالي ) هي المسؤولة عنها تحريرا وغير ذلك .... وتستعين بالصحفيات المجيدات اللواتي يردن تربية أولادهن على حب الأسد وفكر الأسد وفقهه وطريقة كلامه وتهكمه بالرجال وأنصاف الرجال وطريقة شرحه وتوضيحه للأفكار لغويا وفلسفيا وفقهيا ... وسلوكه وأعماله .
11 ـ سيتم تشكيل لجنة شبيحة للحزب مكونة من أولادي الفتيان الثلاثة نصر وناصر ومنصور للدفاع عن مقر الحزب عند اللزوم ( ويكون صفاق ومصفق لهم عونا إن لزم الأمر ) وقتل من تسول له نفسه ولو بمجرد الشك بنواياه إن هو اقترب من بيتنا أوتظاهر حتى لو سلميا ، فنحن في حي ممانعة ومواجهة ولا يحتمل الأمر أي مزاح أبدا .
12 ـ ما يستجد من أمور وذكرت هذا البند ( بس مشان أكمل الدرزن ) أي الدسة بالعربي المعرب .

(*) خطأ مطبعي مقصود وكنت أريد كاتب