أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دمشق لاعليك ... جميل سلمان


تسندين ظهرك المتعب إلى حضن قاسيون الوقور.
تسرحين بصرك بعيداً!!
ما الذي ترينه خلف ضباب التاريخ ؟؟
تصيخين السمع إلى جَلبَةٍ في أحد أحيائك الآمنة...
إنه قصر يزيد ... يحتفلون فيه برأس الثورة ..
فتصرخين :لا .. لا ..
هيهات أن يكون يزيد آخر.

*******

تلفت نظرك سحب دخان من جهة غوطتك الغناء...
غوطة عمر بن عبد العزيز،
فتعلو الدهشة محياك .
لا تظني أنهم يطهون الطعام لأبنائك المعوزين وعابري السبيل في رمضان.
إنها حرائق المدافع ( مدافع الإفطار ) تعلن وليمة الموت..
هذا الموت المجيد ..... بلغ أدنى درجات الانحطاط على يد القتلة ، وأعلى مراتب القداسة بصدور الأحرار العارية .

*******

تشرد عيناك عبر غيوم زمان غابر ، فتسمعين حوافر بغال المغول ، وأصوات الحرائر تستغيث.... يرتد بصرك إلى حواريك الحميمة وأزقتك الدافئة ، فترين قطعانهم تسرح فيها!!
ألم يرحلوا ؟؟....
بلى... ولكن بقاياهم استفاقوا في زمن غير زمنهم ، زمن يرفضهم ، وفي أرض تلفظهم بقرف ... اطمأني سيرحلون ... سيرحلون .

*******

تضعين جانباً كتاب الحرية الذي تمسكين.
تقلب الريح صفحاته .. ها هي صفحة ميسلون ؛ صرير جنازير الدبابات ودوي المدافع .
أحقاً قادمون؟؟
تهزك قشعريرة الإباء .
... لا... لا مكان في كتابك لغورو آخر..
هذا ما تضج به السماء من حناجر أصفى من ماء سحبك المهاجرة ..

***********

لا عليك ... ستبقين أجمل وأطهر امرأة ، لا يغزوك الكبر ولا يدركك الهرم .
كلما ابيض شعرك من هول ما يفعلون سرعان ما تمسه يد المساء فيعود أسود فاحماً...كقلوب حاسديك ، وتعود ابتسامتك البيضاء تشرق على ربوتك الخضراء وسهوب
( برداك )الوادعة .
تبقين وحدك.. وحدك جنة الياسمين .. يتنشق عبيره أبناؤك الشرفاء ..
الشرفاء وحدهم .

(97)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي