أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أي هراء هذا أيتها الشخصيات الفلسطينية ...؟؟... راسم عبيدات

.... قرأت على وكالة معا الإخبارية يوم الأربعاء 10/8/2011 خبرا يقول شخصيات فلسطينية تشيد بموقف خادم الحرمين الشريفين تجاه أحداث سوريا،وما بين مصدق للخبر ومكذب تيقنت من صحة هذا الخبر،وبعد تيقني جالت في رأسي العديد من الأفكار،هل يعقل ان تصل الأمور بالبعض في الساحة الفلسطينية الى حالة اللاتوازن وفقدان القدرة على الرؤيا والتحليل وعمى الألوان؟،أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟،وليس هذا فقط بل النطق زورا باسم الشعب الفلسطيني بأنه يشيد ويعتز ب"المواقف القومية والأخلاقية "ل"خادم الحرمين الشريفين" تجاه ما يحدث في سوريا وحماية الشعب السوري،إن هذا الموقف المعبر عنه يشير إلى حالة من اللاتوازن وفقدان القدرة على الرؤيا والتحليل،فكيف لشخصيات سياسية ومجتمعية ودينية تؤمن "بالتعددية وبالديمقراطية وبالحريات الشخصية والعامة وتداول السلطة... وغيرها"الإشادة بنظام قبلي استبدادي يصادر ابسط أنواع وأشكال الحريات الديمقراطية والحقوق الاجتماعية،ولا يعترف لا بالتعددية الحزبية ولا الفكرية،ولتفسر لي أمينة عام فدا الرفيقة زهيرة كمال والسيدة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صاحبتا الأفكار "المستنيرة والتقدمية" والمدافعتان بعناد عن حقوق المرأة،كيف لهما ان تدافعا عن نظام يمارس كل أشكال القمع بحق المرأة ويحرمها ليس من حق الترشح والترشيح، بل حتى من قيادة السيارة؟،وليفسر لي هؤلاء الجاهبذة كيف يشاد بنظام عادا الثورات العربية ووفر لقادة النظام العربي البائد بن على ومبارك وعبدالله صالح الملجأ والملاذ؟،ولدية الاستعدادات لضخ مئات ملايين الدولارات للقيادة المصرية من أجل منع محاكمة نظام مبارك،والذي في محاكمته محاكمة للنظام الرسمي العربي كاملاً،وخصوصاً دور البترودولار في احتلال العراق وحصار في فلسطين وتخريب لبنان، وأيضاً دور هذا البترودولار في دعم الجماعات السلفية في مصر من اجل اختطاف الثورة المصرية وحرفها عن أهدافها،وكذلك كيف ندعم أنظمة كانت وما زالت تاريخياً معادية للديمقراطية والتعددية،أنظمة اوتوقراطية تمنع حتى الأوكسجين عن شعوبها،أنظمة ترسل جيوشها لقمع الثورة في البحرين،أنظمة بعد هبوب رياح التغيير والثورات العربية شرعت في تأسيس حلف على غرار حلف بغداد من أجل الوقوف في وجه الثورات العربية ومنع مفاعيلها وتداعياتها من الوصول إلى حصون الإقطاعيات القبلية والأبوية،نظام معروف دوره ومواقفه في الحربين العدوانيتين التي شنتهما إسرائيل على لبنان في تموز/2006 وقطاع غزة في كانون اول/2008،فعن اي مواقف قومية تتحدثون يا شخصياتنا الفلسطينية؟ نقد النظام السوري والمطالبة بالإصلاح والتغيير ليس من الكبائر،ورفع العقيرة والمطالبة بحماية الشعب لا احد ضده،والمفترض بمن يوجه النصح والإرشاد ويدعي الحرص أن يبدأ بنفسه،ومقولة حماية الشعب رأينا ما الهدف منها في ليبيا،حيث تحت هذه اليافطة والذريعة تحتل ليبيا وتقسم ويتعرض شعبها للقتل والتدمير من القوى الأطلسية صاحبة الأحقاد الاستعمارية القديمة.
اننا ندرك جيداً وتماماً الهدف الأمريكي من الاستنفار التركي- السعودي – القطري – الإماراتي،والتي تنضم إليه جوقة من الشخصيات المتجهبذة في الساحة الفلسطينية،الا وهو الضغط على الموقف السوري لضمان التمديد للقوات الأمريكية في العراق،تلك التي يعني انسحابها الفشل للمشروع الأمريكي،والخطر الجدي والحقيقي على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إننا كشعب فلسطيني نعلن ونؤكد وقوفنا الى جانب وحدة سوريا واستقرارها وثوابتها الوطنية والقومية،ونحن نرى في الفريق الذي يريد أن يذهب بسوريا إلى الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية،تحت يافطة وذريعة الإصلاح،دون تقديم أي مضمون للإصلاح،هو فريق مشبوه الأهداف والأجندات،ويلتقي مع وينفذ سياسة دعاة الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية،والقائمة على العبث بالجغرافيا العربية تفكيكاً وتركيباً،تقسيماً وتجزئة وتذريراً،وما جري في العراق ويجري حالياً في ليبيا يندرج في هذا الإطار والسياق،على الرغم من عدم وقوفنا مع القيادة الليبية،والتي نرى إنها ارتكبت الكثير من الخطايا والأخطاء بحق الشعب الليبي،ولكن هذا يجعلنا نقف بقوة أمام كل التدخلات الاستعمارية في الشأن الليبي.
انه من غير المعقول ولا المقبول ان تقدم هذه الشخصيات الفلسطينية على تزوير إرادة شعبنا،وتستخدمها في الترويج والتلميع لنظام كل تاريخه التآمر على القضايا القومية العربية وعلى المقاومة العربية،وممارسة كل أشكال القمع والتنكيل بحقوق الشعب السعودي ومصادرة الحقوق والحريات،ونشر ثقافة الجهل والتخلف والتوريث والأبوية.
إن من يريد أن يتخذ من واشنطن مقياساً للحق والحقيقة،والتي تعادي شعبنا الفلسطيني بشكل سافر ووقح وتتنكر لحقوقه ولمبادئ العدل والحرية والديمقراطية وتعهرها،حيث الانحياز الكلي والشمولي للاحتلال الإسرائيلي،والتهديد باستخدام حق النقد "الفيتو" ضد التوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران،كان بإمكانه إثارة الضجيج والصخب عبر الجزيرة والعربية،ولكن على هذه الشخصيات أن تدرك،أنها بمواقفها هذه أساءت للشعب الفلسطيني ولتاريخه المجيد ولثورته،وشعبنا الفلسطيني الحر لن يقايض حقوقه وثوابته الوطنية بحفنات مال البترودولار،الذي كان وما زال له دوراً تخريبياً في إفساد الثورات والأنظمة الوطنية وزعزعة استقرارها،هذا المال الذي كشفت محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك،كيف استخدم ووظف للتآمر على الشعوب والأقطار العربية المعادية للسياسة الأمريكية،حيث دفعت مئات ملايين الدولارات للرئيس المصري المخلوع وأبناءه من اجل المشاركة في غزو العراق واحتلاله.
وهذا المال السياسي،مال البترودولار يستخدم الآن من أجل خطف الثورات العربية في تونس ومصر من اجل حرفها عن أهدافها،ونفس هذا المال يستخدم في تخريب وزعزعة الأوضاع الداخلية في لبنان وسوريا .
إن هذه الشخصيات الفلسطينية كان الأولى بها أن توجه رسالتها هذه إلى أهلنا وشعبنا في سوريا بضرورة المحافظة على وحدتها واستقرارها،وضرورة الشروع في حوار وطني جدي بمشاركة كل ألوان ومكونات الطيف السياسي التي تريد الخير والسلامة لسوريا ولوحدتها ولثوابتها ولمواقفها.
أما ان توجه رسالة تشيد فيها بمواقف من يعبثون في الوضع الداخلي السوري خدمة لأهداف وأجندات مشبوهة،فهذا تعبير عن قصر نظر وفقدان للتوازن وعدم القدرة على الرؤيا والتحليل،بل ويشكل هذا الموقف إساءة للشعب الفلسطيني وتاريخه وثورته المجيدة،ولكل المقاومة العربية.

القدس- فلسطين
12/8/2011
0524533879
[email protected]

(95)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي