أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرية.... وبس ... سالم الصادق


عندما يُختزَلُ الوطنُ بشخصِِ الحاكم
تُلغى الجغرافيا.. ويُكممُ فمُ التاريخ ،
تُلجم الفلسفةُ وتُعلَّبُ السياسةُ وأحزابُها ،
تصادِر الدينَ فتاوى فقهاءِ السلاطين ،
ويختنقُ الفكرُ بقنابلِ الغاز ..

عندما يُختزَل الوطنُ بشخصِِ الحاكم

تنتج التربيةُ ومدارسُها مسوخاً ...خدجَ العقول ، منغوليي السلوك ؛
وتصبحُ الثقافةُ كبسولاتٍ يتجرعها المواطنُ بعد وجباتِ الأخبارِ الدسمة ، وقايةً من ترققِ الإيديولوجيا و شيزوفرينيا المواطنة .

عندما يُختزَلُ الوطنُ بشخصِ الحاكم

ينزل الله من عليائه درجة ً، ويتخلى عن مرتبةٍ من مراتبِ قداسته ..
ويفرخُ كهنةُ السلطةِ قديسين مهجنينَ من نظرياتِ الزيفِ الثوريِّ ، وأرصدة البنوك في الخارج .

عندما يُختزَلُ الوطنُ بشخصِ الحاكم

تنتعلُ السلطةُ الفنَ والأدبَ والإعلامَ والعلم ، وتموتُ القصيدةُ بهراوةِ شرطي أو سكينِ بلطجي ، وتصبح الكلمةُ مفتاحاً لغياهبِ السجون وسراديبِ المخابرات .... أو لقصورِ الدعارةِ العامرة !!!!!.

عندما يُختزَلُ الوطنُ بشخصِ الحاكم

يصبحً النشيدُ الوطني مزيجاً من صريرِ سلاسلِِ الدبابات ودويِّ القنابلِ وأزيزِ الرصاصِ ( الحي )، ويتحولُ علمُ البلادِ أكفانَ للشهداءِ ، وخياماً للاجئين ، ومناديلَ للأمهاتِ الثكالى .



عندما يُختزَلُ الوطنُ بشخصِ الحاكم

يُسجل الوطنُ ؛ أرضُهُ وسماؤُهُ .. برُّه وبحرهُ في الدوائرِِ العقاريةِ ملكاً خاصاً ، ويصبحُ الشعبُ مجردَ أُجَرَاءَ يتصدقُ عليهم من عرقِِِ جباهِهم وشقاءِ سواعدهم .

عندها ...يموت كلُّ شيء ... كلُّ شيء ،
ولا تبقى إلا كلمةٌ واحدةٌ غيرُ قابلةٍ للقتلِ أو الحرقِ أو التشويه ، تنتفضُ من تحتِ رمادِ الديمقراطيةِ وأنقاضِِِ الوطن ..
إنها الحرية .
الحرية ... وبس

(109)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي