لا يكاد يقع حدث عالمي إلا ويستغله السوريون لإسقاطه على واقعهم، ومحاولة إيصال رسالتهم من خلاله، وبالتأكيد كانت أعمال شغب لندن حدث مثالي لتطويعه ومحاكاته الواقع السوري، فخلال يومين أسس ناشطون على "الفيس بوك" صفحات تقارب بين الأحداث السورية والبريطانية، بطريقة طريفة، منها صفحة باسم "الله بريطانيا اليزبيت وبس"، وأخرى "الجيش البريطاني السوري" في إسقاط لصفحة مؤيدة شهيرة، وأخرى لصفحة تخص ما يعرف بـ"الجيش الالكتروني السوري"، بالإضافة لصفحات أخرى.
وجاء في إحدى الصفحات تعليقًا على صورة للملكة البريطانية "نظرة أسد.. لبوة لبوة"، وبتعليق آخر يقول صاحبه "اتصال من مواطن بريطاني يستنجد بجيش الملكة التدخل وإسقاط إمارة سلفية في منطقته"، وقال آخر "يا لندن حنا معاكي للموت .. يالندن".
الصفحات البريطانية السورية حملت صورة الملكة، ونبشت أيضًا في تاريخ المملكة البريطانية، وأسقطته على التاريخ السوري الحديث، وعلمت على تسمية المحللين السياسيين القريبين من السلطة بأسماء انجليزية، ونسب تصريحات باللغة الانجليزية لهم شبيه بالتي يكررونها على الشاشات العربية.
واستلهمت الصفحة السورية البريطانية تصريح شهير للرئيس الليبي معمر القذاقي، وجاء بمساهمة مسؤول الصفحة "رئيس وزرائنا ديفيد كاميرونذافي يصرح: سنزحف عليهم بالملايين لتطهير بريطانيا هاوس هاوس .. كورنر كورنر .. زنغا زنغا .. بيرسن بيرسن .. لحتى تتطهر البلد من الدنس والأنجاس"، ولم يغب التضليل الإعلامي عن صفحة الملكة البريطانية، إذ جاء فيها "قناة الدنيا السورية المغرضة تستمر في التحريض في بريطانيا .. لاحظوا الفرق بالخبر بين الدنيا وبين قناة البي بي سي الشريفة.. قناة الدنيا: الشرطة البريطانية توقف 770 شخصا خلال الليالي الأربعة الماضية التي شهدت احتجاجات في لندن قبل أن تمتد إلى مدن كبيرة أخرى من انكلترا.
قناة البي بي سي الشريفة: الأمن السوري يقتل 206 سوريين ويعتقل أكثر من 1500 خلال أسبوع واحد في العديد من المدن السورية..!".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية